قائمة الموقع

"(إسرائيل) الكبرى".. خريطةٌ تكشف عن مخطَّطات صهيونيَّة وتثير غضبًا واسعًا

2025-01-10T09:22:00+02:00

في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر حساباتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي خريطة مزعومة لـ"إسرائيل التاريخية"، تشمل أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى أراضٍ من لبنان وسوريا والأردن. واعتبر نخب وكتّاب سياسيون هذا الأمر جزءًا من مخطط صهيوني ممنهج يعكس عقيدة توسعية تهدف إلى السيطرة على مزيد من الأراضي في المنطقة، ما يوجه تحذيرًا صارخًا من الخطر الإسرائيلي الذي يهدد الدول العربية بأبعاد أوسع.

وتزامن نشر الخريطة مع تصريحات عنصرية لوزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، يدعو فيها إلى ضم الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات في قطاع غزة. وبينما تدعو جماعات وناشطون من اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى إقامة "إسرائيل الكبرى" ما بين نهري النيل والفرات وفق مزاعمهم، يواصل سموتريتش حديثه المتكرر عن ضم الضفة الغربية.

وتزعم وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي نشرت الصور عبر حساباتها الناطقة بالعربية "إسرائيل بالعربية"، أن "مملكة إسرائيل التاريخية" كانت قائمة قبل 3000 عام، وحكمها عدد من ملوك "بني إسرائيل"، مدّعيةً أن "الشعب اليهودي في الشتات" يتطلع إلى "نهضة قواه وقدراته لإعادة بناء دولة إسرائيل التي أُعلن عنها عام 1948".

أحلام التوسع

قال الكاتب السياسي ياسر الزعاترة في تغريدة على منصة "إكس" إن أحلام التوسع الصهيوني بدأت تأخذ بعدًا رسميًا، معتبرًا أن هذا التوسع يوجه صفعة لـ"باعة الأوهام" في رام الله وبعض العرب الذين يواصلون عناق الغزاة وبيع وهم "حل الدولتين". وأكد أن "غرور القوة مدمر، لكن تيه العرب سيطيل المعاناة".

أما القيادي في حركة أنصار الله اليمنية نصر الدين عامر، فقال في تغريدة على حسابه: "إن على الجميع أن يدرك أن مخطط "إسرائيل الكبرى" يشكل تهديدًا شاملًا، حيث يعبّر عن عقيدة صهيونية تهدف إلى السيطرة على أراضٍ واسعة من المنطقة".

ورأى رئيس تحرير صحيفة الثورة اليمنية عبد الرحمن الأهنومي أن نشر خريطة "إسرائيل الكبرى" ليس مجرد صدفة، بل هو جزء من مخطط صهيوني يستند إلى العقيدة التلمودية، كما صرّح به المسؤولون الإسرائيليون، مثل "سموتريتش"، الذي عرض سابقًا خريطة تشمل فلسطين التاريخية، والأردن، وسوريا، ولبنان، وأجزاء من السعودية والعراق، بما في ذلك سيناء في مصر.

وأضاف: "المخطط يُفصح عنه المتطرفون اليهود بين الحين والآخر بكل بجاحة، بينما يقدّمه نتنياهو ضمن مصطلح الشرق الأوسط الجديد. وقد عرض خريطتين في الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي تضمنت ما أسماه "محور الخير"، أصدقاء (إسرائيل)، و"محور الشر"، أعداء الكيان".

ردود فعل عربية متباينة

يرى الإعلامي مازن هبة أن رد الفعل الأردني على نشر الخرائط كان محدودًا مقارنة بحجم الخطر الحقيقي الذي يهدد الأردن والدول العربية الأخرى. وأكد أن "ما يُسمى بـ"إسرائيل الكبرى" ليس مجرد وهم، بل هو مشروع حقيقي يسعى الصهاينة إلى تنفيذه".

وأشار الصحفي فايد أبو شمالة إلى أن الخريطة الإسرائيلية وعملية توسيع (إسرائيل) بدأت بالفعل وستستمر. وذكر أن الاحتلال يسعى للسيطرة على الضفة الغربية وأجزاء من لبنان تصل إلى الليطاني، وأجزاء من سوريا، لتحقيق ممر "داوود"، ثم الاتجاه نحو الأردن وربما العراق وسيناء.

تحذيرات متجددة

كتب الصحفي أحمد فوزي أن الاحتلال يزور التاريخ "لتمهيد وترسيخ أفكار مكذوبة في عقول وأذهان الجميع لخريطة توسعه المستقبلية". فيما تساءل الصحفي مبارك العسالي: "هل حان الوقت لإدراك دول المنطقة أن التهديد الإسرائيلي شامل، ويجب أن يكون الرد عليه أيضًا شاملًا؟".

أما الناشط محمد علي فأكد أن الخريطة التي نشرتها المواقع الرسمية الإسرائيلية لحدودهم التاريخية، كما يزعمون، "ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، بل هي جزء من صلب عقائدهم التي تحرك حكومة الاحتلال".

وختم الكاتب ياسر الغسلان بتذكير القراء بأن خارطة ما يُسمى بـ"إسرائيل الكبرى" التي أعلنها مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل تمتد من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في العراق، مشيرًا إلى أن هذا المشروع ليس خيالًا بل واقع يجري تنفيذه.

اخبار ذات صلة