قال الكاتب والصحفي الباكستاني عباس ناصر، رئيس تحرير صحيفة "داون" السابق، إن وسائل التواصل الاجتماعي كشفت عن وحشية الاحتلال الإسرائيلي في غزة، لكنها فشلت في تحريك ضمير العالم لوقف هذه الجرائم.
جاء ذلك في مقال له نشر اليوم الأحد على موقع "داون دوت كوم"، الصحيفة الباكستانية الناطقة باللغة الإنجليزية.
وأضاف ناصر أن التغطية المباشرة من غزة، رغم تأثيرها على ملايين الأشخاص حول العالم، لم تنجح في إقناع الحكومات الغربية، التي تدعي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، بالتحرك لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن المصالح الاستراتيجية والأيديولوجية لهذه الحكومات تظل العامل الحاسم في مواقفها، مما يجعلها تتجاهل معاناة الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال والرضع، الذين يتعرضون للقتل العشوائي والتشريد تحت قصف الطائرات والصواريخ.
غياب الضمير العالمي
ولفت ناصر إلى أن (إسرائيل)، رغم ادعائها الأخلاقية، منعت حتى وسائل الإعلام الغربية المتعاطفة معها من تغطية الأحداث على الأرض، مما يعكس شعورها بالإفلات من العقاب. وأكد أن الفجوة بين الحكومات والشعوب في العديد من الدول الغربية تتسع، حيث تفضل الحكومات مصالحها الخاصة على إرادة ناخبيها.
وأشار إلى أن دولًا في منظمة التعاون الإسلامي، رغم السماحها بمظاهرات داعمة للفلسطينيين، لم تفعل شيئًا يذكر لدعمهم، بل ساهمت في توفير إمدادات الطاقة وغيرها من السلع الحيوية ل(إسرائيل).
وقارن ناصر بين معاناة سكان غزة وسكان منطقة كورام في باكستان، حيث يعاني الأخيرون من حصار طائفي استمر لأكثر من 80 يومًا، مما أدى إلى وفاة عشرات الأطفال بسبب نقص الإمدادات الطبية. وأعرب عن شعوره بالعجز واليأس لعدم قدرته على تقديم أكثر من التعاطف مع هؤلاء المضطهدين.
واختتم ناصر مقاله بتأكيد أن الظلم، سواء في فلسطين أو كورام أو كشمير، لا يختلف عن الظلم في أي مكان آخر. ودعا إلى وقف الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم، معربًا عن أمله في أن تنتصر الروح الإنسانية وتنهض من تحت الرماد، مثل طائر الفينيق.