أقرَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي باعتقاله الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، اليوم الجمعة، وسط مطالبات أممية بالإفراج الفوري عنه ومخاوف من "تصفيته" كحال أطباء قضوا تحت التعذيب في سجون الاحتلال.
وقالت تقارير عبرية، إنَّ مدير مستشفى كمال عدوان محتجز لدى الجيش الإسرائيلي وموجود حاليًا في معتقل "سدي تيمان." سيِّىء السمعة.
بدورها، جددت مقررتان أمميتان، تلالنغ موفوكينغ المقررة الأممية المعنية بالحق في الصحة، وفرانشيسكا ألبانيزي المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، دعوتهما للإفراج عن أبو صفية وأعربتا عن قلقهما البالغ إزاء مصيره.
وأكدت موفوكينغ وألبانيزي -في بيانهما- ضرورة إنهاء هجوم "إسرائيل" الحالي على غزة، خاصة المنشآت الطبية من ناحية، وضمان الإفراج عن أبو صفية وجميع العاملين الصحيين المحتجزين تعسفيا من ناحية أخرى.
و"سدي تيمان" سجن في قاعدة عسكرية بصحراء النقب على بُعد 30 كيلومترا من قطاع غزة في اتجاه مدينة بئر السبع. أنشأه الجيش الإسرائيلي مباشرة بعد بداية عدوانه على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب عملية طوفان الأقصى، ونقل إليه العديد ممن اعتقلهم في غزة، بينهم أطفال وشباب وكبار في السن.
وتقول تقارير حقوقية وإعلامية إن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا في هذا السجن انتهاكات حقوقية فظيعة بحق المعتقلين، وأذاقوهم فيه مختلف أصناف التعذيب والإهانة.
من جهته، حمّل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن حياة "أبو صفية" مع تكشّف معلومات جديدة مقلقة حول جرائم التعذيب وسوء المعاملة والاختفاء القسري التي يتعرض لها منذ اعتقاله.
وقال الأورومتوسطي، إنه تلقّى معلومات عن تدهور الحالة الصحية للطبيب "أبو صفية" جراء تعرّضه للتعذيب عند اعتقاله تعسفا وخلال احتجازه في معسكر "سدي تيمان".
وحذّر من خطر قتل "أبو صفية" على غرار جرائم القتل العمد والقتل تحت التعذيب التي تعرّض لها أطباء وطواقم طبية أخرى اعتُقلوا من قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
ووثّق الأورومتوسطي شهادات تؤكد اعتداء جنود جيش الاحتلال بالضرب على الطبيب "أبو صفية" فور خروجه من المستشفى يوم الجمعة الماضي ومن ثم استهدافه بقنابل الصوت بشكل مباشر أثناء محاولته إخلاء المستشفى بناءً على أوامر الجيش.
وفقًا للشهادات؛ "اقتاد الجيش "أبو صفية" إلى مقر التحقيق الميداني في منطقة الفاخورة في مخيم جباليا، وأجبره على خلع ملابسه وضربه الجنود ضربًا مبرحًا بما في ذلك جلده باستخدام سلك غليظ".
وأكد الأورومتوسطي، أن "أبو صفية" تعرّض لعمليات تعذيب شديدة تسبّبت في تدهور حالته الصحية، رغم إصابته قبل اعتقاله نتيجة القصف الإسرائيلي على المستشفى الذي استمرّ في العمل فيه حتى اللحظة الأخيرة قبل اقتحامه وإحراقه من القوات الإسرائيلية.
ولفت إلى أن اعتقال الطبيب "أبو صفية" تعسفا وتعذيبه أمام أعين الطواقم الطبية والمرضى وغيره من المعتقلين يُعد من أفعال الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة منذ 15 شهرا لتدمير الشعب الفلسطيني هناك جسديا ونفسيا.