فلسطين أون لاين

في خيمة النُّزوح.. أطفال عائلة "البردويل" يرحلون بصاروخٍ "إسرائيلي"

...
خان يونس/ محمد سليمان

داخل خيمة مهترئة على رمال منطقة المواصي، غرب مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، التي ردد جيش الاحتلال لكل العالم أنها "آمنة"، أنهى صاروخ من طائرة مروحية "إسرائيلية" حياة أطفال أستاذ اللغة العربية وليد البردويل، وعمتهم.

لم تحمِ الخيمة المصنوعة من القماش والنايلون، أطفال عائلة البردويل وعمتهم من شظايا الصاروخ الإسرائيلي الذي استهدف منطقة مكتظة بمئات الآلاف من النازحين المدنيين.

بدأت المجزرة، عند دخول فجر الخميس، والأطفال محمد، وأحمد وعبد الرحمن البردويل، كانوا نيامًا ولا يدرون أنهم سيبيتون باقي ليلتهم الباردة في ثلاجة الموتى، التي تصل درجة حرارتها إلى أقل من الصفر، برفقة عمتهم منال.

رغم سقوط الصاروخ على الخيمة المجاورة لعائلة البردويل، إلا أن شظاياه وقوة الانفجار طالت أجساد البردويل الهزيلة؛ بفعل المجاعة التي عايشوها منذ بداية العدوان على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر 2023. 

استشهد أطفال البردويل الثلاثة وعمتهم، وتناثرت دماؤهم داخل الخيمة الضيقة لعائلتهم، وفي مكان نومهم، وتمزق القماش والنايلون الذي كان يؤويهم من البرد، ويحميهم من أمطار فصل الشتاء القاسي في قطاع غزة.

لم يعرف أطفال البردويل خلال الإبادة الجماعية المستمرة ضد قطاع غزة، إلا البرد والجوع، والخوف، والقتل بصواريخ طائرات الأباتشي، وتحولوا إلى ضحايا وسط مشاهدة وصمت العالم، والمنظمات التي تُعني بحقوق الطفل.

يقول والد الشهداء الثلاثة وليد: "الأولاد ناموا جنب بعض، وفي الليل سقط الصاروخ على خيمة قريبة منا، وأصابت الشظايا رؤوس أطفالي وأختي، واستشهدوا، وأصيب أخيهم الرابع، ويرقد الآن في قسم العناية المركزة في مستشفى ناصر".

يضيف الأب المكلوم في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "هدم جيش الاحتلال بيتي في مخيم خان يونس، ونزحت بأطفالي إلى منطقة المواصي، وعشت في خيمة، ولكن الموت لاحقنا، وقتل اليهود أولادي وأختي".

يردف البردويل الذي لا زال يعيش الصدمة والفقد: "خسرت كل شيء.. بيتي، وأطفالي، وأختي ولا أحد يسمع صرخاتنا في هذه الخيام، التي إذ لم نمُت فيها من الصواريخ سنموت من قساوة البرد".

 دفن وليد أطفاله الثلاثة وأخته، وعاد إلى مستشفى ناصر، لمتابعة الحالة الصحية لابنه الرابع الذي يصارع الموت داخل قسم العناية المركزة، ويحتاج إلى وحدات من الدم بين فترة وأخرى، نتيجة النزيف الذي تسببت فيه شظايا الصاروخ الإسرائيلي.

يقول وليد: "لم أجد وقتًا لأبكي وأحزن على أطفالي الثلاثة وأختي، دفنتهم عند الساعة الثامنة صباحًا بدون مشاركة الأهل والجيران والأحباب، وسريعًا كانت مراسيم الدفن، ثم ذهبت إلى المستشفى، وبعدها عدت إلى الخيمة من أجل إيجاد شادر لإغلاقها وإكمال الحياة".

ما حدث لأطفال البردويل هو جزء من المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين والأطفال والنساء، ضمن حرب الإبادة الجماعية المستمرة بحقهم منذ أكثر من عام.

المصدر / فلسطين اون لاين