أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، أن المسجد الأقصى يشهد تصعيدًا خطيرًا في الانتهاكات الإسرائيلية، بدعم مباشر من الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، التي أتاحت لهم المجال واسعًا لفرض وقائع جديدة.
وقال صبري في حديث لـ"فلسطين أون لاين": إنَّ انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي خلال العام 2024 لم تقتصر على اقتحامات المستوطنين المتطرفين للأقصى، بل شملت السماح بأداء الصلوات التلمودية داخل باحاته، في محاولة لتغيير الوضع القائم.
وأوضح، أنَّ الاحتلال استغل حرب الابادة الإسرائيلية على قطاع غزة في تشديد الحصار على الأقصى، حيث مُنع الآلاف من المصلين المسلمين من دخول المسجد، مشيرًا إلى الحكومة اليمينية المتطرفة منحت شرطة الاحتلال صلاحيات غير مسبوقة لمنع دخول المصلين المسلمين ودون أي أسباب، بينما أطلقت العنان للمستوطنين.
وتحشد الجماعات اليهودية المتطرفة أنصارها، لتنظيم مسيرات استفزازية واقتحامات واسعة ومكثفة لباحات المسجد الأقصى المبارك، خلال فترة ما يسمى "عيد الأنوار" (الحانوكا بالعبرية)، الذي يحلّ غدًا الأربعاء ويستمر ثمانية أيام.
وحول مخططات الاحتلال لتقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا، أكد صبري أن هذه المحاولات لم تنجح حتى الآن، قائلًا: "الاحتلال يحاول تنفيذ هذا المخطط تدريجيًا، لكنه لم ينجح في السيطرة على أي جزء من المسجد، ووجود المسلمين المستمر في الأقصى هو ما أفشل هذه المخططات حتى الآن".
وأضاف، أن الاحتلال يسعى إلى فرض وقائع جديدة داخل الأقصى من خلال التضييق على المسلمين والسماح للمستوطنين بالتواجد وأداء طقوسهم في أوقات محددة، لكن صمود المصلين والمرابطين يُبقي المخطط الإسرائيلي في دائرة الفشل.
وحذر الشيخ عكرمة، من أن التحديات التي سيواجهها المسجد الأقصى في العام المقبل ستكون أكبر، متوقعًا زيادة الاقتحامات وعلانية الطقوس الدينية اليهودية داخل باحات المسجد. كما أشار إلى السلوك الاستفزازي للمستوطنين، مثل الضجيج والإنشاد في ساحات الأقصى، والذي يهدف إلى استفزاز مشاعر المسلمين.
وفيما يتعلق بدور السلطة في رام الله في حماية المسجد الأقصى، قال صبري إن "السلطة لا تملك أي دور في القدس أو المسجد الأقصى، وأن الاحتلال يمنع أي نشاط يتعلق بالسلطة داخل المدينة، مؤكدًا أن القدس تُركت وحدها في مواجهة المخططات الإسرائيلية".