فلسطين أون لاين

الفلاحي لـ "فلسطين أون لاين": عمليات المُقاومة تعطي دلالةً بقدرتها على خوض الحروب الصَّعبة

...
الدوحة – غزة/ يحيى اليعقوبي

أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي، أن الاشتباكات المتواصلة والعمليات النوعية التي تنفذها فصائل المقاومة ضد جيش الاحتلال بعد 14 شهرًا من عمر الحرب، مؤثرة بشكل كبير على جيش الاحتلال.

ورأى الفلاحي في حديث خاص مع "فلسطين أون لاين" أن العمليات  "تعطي رسالة واضحة أن الوضع في غزة يحتاج الكثير من العمل العسكري الذي قد يؤدي لدفع الاحتلال فاتورة باهظة من الخسائر ماديًا وبشريًا إذا أراد إطالة البقاء في غزة".

وعدَّ عمليات المقاومة رسائل حقيقية تُدخل الاحتلال بحرب استنزاف، خاصة بعد مقتل قائد لواء مدرع "401" في جباليا مما يعطي دلالة أن المقاومة قادرة على خوض الحروب الصعبة.

وقال، إن "استمرار العمليات العسكرية النوعية يعطي انطباعًا أن الحرب الجارية حرب استنزاف تخوضها فصائل المقاومة ضد الاحتلال".

وأضاف: "دائمًا في مثل هذه الحروب تكون القوة غير متكافئة، فتلجأ القوات الضعيفة إلى حرب العصابات وهي الحروب التي تستطيع فيها قوات صغيرة مواجهة قوات كبيرة مدججة بالسلاح، بحيث تستطيع تنفيذ عمليات في أوقات ومناطق من الصعوبة على باقي القوات تنفيذ مثلها".

وتابع: "لذلك نرى أن التركيز الآن ليس على المواجهة الشاملة وإنما على تنفيذ عمليات نوعية في مناطق تحت سيطرة قوات الاحتلال وهذا خرق كبير يعتمد على المعلومات الاستخباراتية وعلى قدرة فصائل المقاومة على مواجهة الاحتلال".

وبحسب الفلاحي، يعتمد ذلك على توظيف جغرافية الأرض وبسبب المعرفة الجيدة للفصائل بهذه المناطق بالإضافة إلى وجود الوسائل والإمكانيات التي تمكنهم من تنفيذ العمليات.

وعن دلالة ونوعية تكتيكات المقاومة، يعتقد أن الدلالات كثيرة أولها عدم قدرة الاحتلال على كسر إرادة القتال للمقاومة، خاصة بعد مرور 14 شهرًا على الحرب، فلا زالت المقاومة تمتلك من القدرة والإمكانيات والروح المعنوية العالية ما يمكنها من تنفيذ عمليات صعبة بالنسبة لجيش الاحتلال.

ولفت إلى أن الدلالة الثانية أن جيش الاحتلال أنهك طوال الفترة الماضية ولولا الدعم الأمريكي والإمكانيات التي حصلت عليها (إسرائيل) من الغرب لما تمكنت من الاستمرار في المعركة.

وتنوعت التكتيكات، كما تابع الفلاحي، ومنها عمليات القنص التي أصبحت مؤثرة بشكل كبير جدا وتدخل ضمن حرب الاستنزاف طويلة الأمد لأنها لا تحتاج لإمكانيات كبيرة وإنما لسلاح يمكن إخفاؤه بأي منطقة من المناطق، واستخدام قذيفة "الياسين 105" والمنازل المفخخة والاشتباكات المباشرة والقصف بالهاون وصواريخ "107"وما تتمكن به المقاومة من استخدام الطائرات المسيرة.

واعترف جيش الاحتلال بمقتل 818 جنديًا منذ بداية الحرب، وهو رقم لا زال محل تشكيك من خبراء عسكريين معتقدين أن العدد الحقيقي أكبر بكثير، وأكد الجيش إصابة 13 ألفا و500 مصاب من جنوده بنيران المقاومة بغزة.

وأول أمس نفذت المقاومة سلسلة عمليات نوعية بمخيم جباليا شمال القطاع، منها تفجير منزل مفخخ استهدف قوة مكونة من 11 جنديًا وإيقاعهم بين قتيل وجريح، وتدمير ناقلة جند باستخدام عبوة "شواظ"، ما أسفر عن إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الجنود، وخوض اشتباك مباشر مع قوة راجلة أدى لمقتل 3 جنود من المسافة صفر.

المصدر / فلسطين أون لاين