فلسطين أون لاين

الحرب والسلم أم التصعيد والتهدئة؟

أحيانا يتداول السياسيون الفلسطينيون تعبيرات ومصطلحات ليست دقيقة بل ربما لا تكون صحيحة على الإطلاق، ولكنها في ذات الوقت تؤثر سلبا على مجريات حياتنا، ومن ذلك الحديث عن قرار الحرب والسلم .


منظمة التحرير تشترط لإنجاز المصالحة إلى جانب شروط أخرى أن يكون قرار الحرب والسلم بيدها، وغيرها من الفصائل تؤكد أن قرار الحرب أو السلم سيكون توافقيا، ولكننا ما زلنا نرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي وإن لم تكن الأرض محتلة عسكريا فهي محاصرة حصارا شديدا من العدو وتتعرض بين الحين والآخر إلى اعتداءات عسكرية وحشية، وأقصد هنا قطاع غزة الذي تعرض إلى ثلاث حروب بشعة، وما زال محاصرا وأطباع العدو لم تتغير وقد ينفذ اعتداءات جديدة في أي وقت .


نحن لا نملك خيار الحرب ولكنها فرضت علينا منذ احتلال أول شبر من فلسطين ولن تنتهي إلا بزوال الاحتلال عن آخر شبر، خلال تلك الفترة ما بين الاحتلال والتحرير وأثناء حالة الحرب هناك التهدئة والتصعيد، وقد تكون هناك فرصة لهدنة طويلة الأمد إذا ما أعطيت الفرصة لحل سياسي مرحلي متوافق عليه من جميع الفصائل على أساس قيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 67.


أما خيار السلام الدائم والنهائي مع العدو فهو خيار منظمة التحرير ولكنها فشلت في تحقيقه بل ازداد تعنت الإسرائيلي واستمرت جرائم القتل والاستيطان إلى جانب حصار مليوني فلسطيني يعيشون ضمن أراضي السلطة الفلسطينية لأكثر من عقد من الزمان، أي أن هجوم السلام الفلسطيني فشل بامتياز وأن خيار التسوية على نهج أوسلو قد سقط وبالتالي لا بد من وجود خيار للتهدئة أو الهدنة كحل مرحلي، أما السلام الحقيقي في فلسطين فلا يكون إلا بزوال الاحتلال بشكل تام.


إذاً نحن نتحدث عن قرار التهدئة والتصعيد وليس عن قرار السلم والحرب، وفي ظل المصالحة لا بد أن يكون القرار توافقيا و بما يتناسب مع السياسة التي يتبعها العدو الإسرائيلي، ولكن لا يعقل أن تكون غزة على سبيل المثال تحت القصف ثم يطالب أحد الأطراف انتظار التوافق على رد العدوان.