فلسطين أون لاين

تقرير "لقمَّة الخير"... مبادرة تكافليَّة بغزَّة لتوصُّيل "العجنة" لبيوت تفتقدها

...
"لقمَّة الخير"... مبادرة تكافليَّة بغزَّة لتوصُّيل "العجنة" لبيوت تفتقدها
دير البلح/ فاطمة حمدان:

ما حدث مع أقربائها وأصدقائها الذين صمدوا في شمال القطاع من أزمة افتقدوا خلالها " رغيف الخبز" ما جعلها تركز عملها كطاهية على ابتكار وصفات تكون لهم كبدائل، وتخفيفًا من معاناتهم في الوقت الذي اشتدت فيه أزمة الدقيق جعلها لا تطيق أن ترى تلك الصورة تتكرر لتطال أحبائها وأبناء شعبها في جنوب القطاع.

تكافل اجتماعي

فمنذ اللحظة الأولى التي افتقدت فيها الأسواق في الجنوب الدقيق ظلت الشيف نغم سكيك تفكرفي طريقة تساعد بها من حولها من المحتاجين للدقيق، خاصة من العائلات الكبيرة إلى أن اهتدت لطريقة تعتمد على إحياء مبدأ التكافل الاجتماعي بأن يتقاسم الجميع ما يمتلكونه من دقيق مع الآخرين على أمل أن يعم " فرج الله" على الجميع.

بدأت سكيك بنفسها باقتطاع اثنين من الكيلوجرامات مما تبقى عندها من دقيق وتقديمه لعائلة ترى أنها أشد احتياجا منها، ثم نشرت ما فعلته على صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي التي تمتلك فيها عددًا كبيرًا من المتابعين لتكون بداية مبادرتها " لقمة الخير".

ورغم صعوبة الأوضاع وشح الدقيق في الأسواق إلا أن " الخير" لم ينقطع من شعبنا فهذا يقتسم دقيقه بينه وبين آخرين، وآخر يدفع لها مالًا لتشتري دقيقًا وتوزعه على المحتاجين.

وما آلم قلب سكيك تلقيها اتصالات من أناس كانوا أثرياء جدًا ويساعدون المحتاجين يطلبون منها ولو "عجنة واحدة"، ولا تتوقف القصص المؤلمة عند النازحين الذين أصبح كثير منهم في حالة عوز بعد " غنى" ، بل هناك الكثير من البيوت التي أنهكت أزمة الدقيق قواها في ظل صعوبة الظروف الحالية.

فهذه أرملة شهيد تطلب " عجنة" تسد بها رمق أطفالها الصغار، الذين تعجز عن تركهم وحدهم للبحث عن لقمة العيش، وهذا جريح وزوجته حامل ولديه أطفال صغار لا يجد ما يسد رمقهم.

وتلك أسرة لديها ابن معاق يحتاج لأدوية ومستلزمات كثيرة يوفرونها بـ " شق الأنفس" لتاتي أزمة الدقيق لتزيد وضعهم المادي صعوبة.

وأمام كثرة الاحتياج والغلاء الفاحش فإن توفير دقيق كاف للطالبين أمر من المستحيل، لكن ذلك لن يوقف " سكيك" عن الاستمرار في مبادرتها في ظل عدم قدرة الأطفال على فهم عدم وجود رغيف خبز يسد جوعهم.

وتعمل " سكيك" كحلقة وصل بين المتبرعين والمحتاجين من أهل دير البلح والنازحين إليها، آملة أن تستطيع أن تصل لكل البيوت التي تحتاج الدقيق خاصة أن الأسر الأن ممتدة بالبيوت مكتظة بالمقيمين والنازحين.