فلسطين أون لاين

تقرير في حديقة شحادة.. أطفال يلهون هروبًا من ضجيج الحرب وأهوالها

...
في حديقة شحادة.. أطفال يلهون هروبًا من ضجيج الحرب وأهوالها
غزة/ هدى راغب:

الحزن الذي ارتسم على ملامح ابنته وهي تفتقد صديقاتها التي خلت منهن الحارة إثر النزوح الذي جعل الشوارع خالية من ناسها ومن ضحكات الأطفال، جعله يفكر في طريقة تجلب لها من يلعب معها من إقرانها فاهتدى لفكرة تحويل حديقة منزله إلى مكان للأنشطة التعليمية والترفيهية للأطفال..

قبولًا كبيرًا

ولم يتوقع الناشط أحمد شحادة أن تلقى فكرته قبولًا كبيرًا بين أبناء الحي الذين وضعوا أيديهم بيده من أجل إخراج أطفالهم والأطفال النازحين إليهم من "أتون الحرب" ولو لسويعات قليلة، فساعدوه في توفير القرطاسية وبعض المستلزمات لتنفيذ الأنشطة.

وشحادة من سكان حي النصر غرب غزة، رفض فكرة النزوح من مدينته رغم كل الأهوال التي مرت به خلال الحرب، وتمتع بخبرة سابقة بالعمل المؤسساتي والتنشيطي لدى الأطفال في تخصص مشاريع و أنشطة مخيمات الاطفال والمهارات الحياتية.

photo_2024-11-24_16-04-50 (2).jpg
 

 واستعاد ذكرياته في العمل مع الأطفال في شهر مارس من العام الحالي ، نزولًا عند رغبة ابنته ذات الـ 4 سنوات التي أصبحت شبه وحيدة في الحي الذي تسكن فيه بعد نزوج أغلب الجيران والأقارب، حيث كانت تريد وبشدة اللعب مع أطفال من جيلها.

وجد شحادة ضالته حين نزحت مجموعة من الأسر و العائلات من شرق وشمال غزة إلى  منطقة سكناه، "وجدت أن هنالك ثمانية عشر طفلًا في أعمار متقاربة وتظهر عليهم أهوال وأحزان الفقد ومخاوف التجارب التي مروا بها، لذلك قررت أن أجمعهم مع ابنتي لقضاء وقت يخرجهم قليلًا خارج دائرة الحرب نفسيًا".

وهنا قرر شحادة تهيئة حديقة بيته لتكون مكانًا يجتمع فيه الاطفال معاً ويتحدثون و يتشاركون في انشطة تخرجهم من اجواء التوتر ولو جزئيًا.

photo_2024-11-24_16-04-50 (3).jpg
 

مساعدة الأهالي

 كان النشاط الاول في الرابع عشر من مارس، و تضمن اعادة تدوير معلبات محروقة عن طريق تلوينها و تزيينها لتتحول الى اشكال كوميدية.

و بعد ذلك، بمساعدة اهالي الاطفال استطاع شحادة جمع مبلغ يكفي لشراء ألوان وأقلام  وأوراق و فرشايات لكي يتحول النشاط العشوائي إلى فعالية اسبوعية ثابتة كل خميس.

 ويقول لـ "فلسطين أون لاين": إن النشاط الثابت استمر إلى شهر مايو عندما نزح اهالي الشجاعية وجباليا إلأى منطقتنا في غرب غزة وزاد عدد الأطفال  ليتجاوز الثمانين طفلًا".

وهنا قرر شحادة توزيع الأنشطة حسب الاعمار ليكون النشاط المخصص (من سن الرابعة للسابعة) يوم الأحد من كل أسبوع، ويوم الخميس مخصص للأطفال من عمر ثمانية لأربعة عشر عاما( قرابة سبعين طفلا). 

 ويلفت إلى، أنه بمساعدة من أولياء الأمور قام بتوزيع كتب و قرطاسية متكاملة  للأطفال بعمر الروضة في شهر أغسطس الماضي، مضيفًا: "وأصبحت الأنشطة تنقسم إلى تعليمية خاصة بالمناهج الدراسية وأخرى تنشيطية : تفريغ نفسي و العاب و مسابقات و هدايا".

photo_2024-11-24_16-04-49.jpg