أكد الدكتور خليل الحية القائم بأعمال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس، أن هناك اتصالات لتحريك ملف مفاوضات وقف إطلاق النار، ونبدي مرونة في ذلك.
وقال الحية، في حوار متلفز عبر قناة الأقصى، "نحن اليوم نبحث في كافة الأبواب والمسارات والطرق التي يمكن من خلالها وقف العدوان، ونحن لا نخشى من هذا المطالب، بل نؤكد أننا كشعب فلسطيني، نريد وبكل وضوح وقف العدوان. كما قال نتنياهو، "حماس تريد وقف العدوان"، ونحن نقول نعم، حماس وشعب فلسطين بأسره يريدون وقف العدوان".
وأضاف، "وصلنا في تموز الماضي إلى شبه إتفاق رحبت به أمريكا والوسطاء وبعض قادة الاحتلال إلا أن شروط نتنياهو أفشلته، فنتنياهو لا يريد الوصول إلى إتفاق وقال صراحة أنه لا يريد وقف الحرب".
وذكر القيادي، أن المقترح الأمريكي الأخير لم يتحدث عن وقف الحرب ولا عودة نازحين بل عن إعادة بعض أسرى العدو فقط.
وعلى صعيد اليوم التالي للحرب، أوضح الحية، أن الفكرة المطروحة اليوم هي تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، وهو اقتراح قدمه إخوتنا المصريون، ونحن تعاملنا معه بشكل مسؤول ومتجاوب، نحن موافقون على هذا المقترح، ولكن مع شرط أساسي أن تدير هذه اللجنة غزة بشكل محلي كامل، بحيث تدير كل الأمور المتعلقة بالحياة اليومية هناك.
وأضاف، قمنا في هذا الصدد بعقد اجتماعات متعددة مع الإخوة في حركة فتح وقيادات فلسطينية أخرى في القاهرة، وكانت اللقاءات مثمرة، قطعنا خطوات كبيرة نحو التوافق والانسجام بين جميع الأطراف المعنية، فكرة اللجنة كانت مقبولة من الجميع، ورعاية مصرية مستمرة لدعم هذه المبادرة.
وتابع: "كما أكدت القمة العربية والإسلامية الأخيرة دعمها الكامل لهذه اللجنة، وأكدت اعتمادها تحت مسمى "لجنة الإسناد المجتمعي"، وباركت الجهود المبذولة في هذا المجال. نحن، إن شاء الله، ماضون في تفعيل هذه اللجنة، لأننا نعتقد أنها ستكون خطوة مهمة في إدارة شؤون غزة بشكل محلي، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع".
وبين القيادي الحية، أن اللجنة ستكون من مجموعة من المهنيين الفلسطينيين من قطاع غزة، القادرين على العمل في كافة المجالات، مثل الصحة، والتعليم، والشرطة، والأمن، والدفاع المدني، والبلديات، وكل الأعمال التي تساهم في إدارة القطاع بشكل فعال، كما ستكون مسؤولة عن كافة الأعمال الحكومية والعامة. نحن نعمل على تفعيل هذه اللجنة بشكل فوري، بدءًا من الآن، ليس فقط عندما يتوقف العدوان، بل من خلال المتاح حاليًا لنكون جاهزين لإدارة كافة الأمور الحياتية بشكل محلي.
ونوه إلى، أن اللجنة يجب أن تكون على علاقة وثيقة مع الحكومة في الضفة الغربية، بحيث تنسق أعمالها وإدارتها بشكل كامل، غزة ليست معزولة، فهي جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الفلسطيني، وندعو إلى تنسيق مستمر بين القطاع والضفة، لحماية مصلحة شعبنا الفلسطيني وحمايته من أي انقسامات أو تهديدات.
واستطرد في هذه النقطة، قائلًا: "أعتقد أن هذه اللجنة هي المجال الذي يجب الحديث عنه في الوقت الحالي، إذا تم الاتفاق عليها بشكل رسمي، فإنني أعتقد أنها ستساهم بشكل كبير في وقف العدوان الإسرائيلي، أو على الأقل تسريع عملية وقفه، نحن في حماس مستعدون للعمل على ذلك، وقد عرضنا في أكثر من مرة مقترحات لتسهيل عمل اللجنة في غزة".
كما أردف، "على سبيل المثال، عرضنا على الإخوة في مصر والسلطة الفلسطينية أن نتفق على فتح معبر رفح، فتح المعبر سيعيد الحياة إلى غزة، ويسهل حركة السفر، ويتيح نقل الجرحى والمرضى، ويساهم في دخول المساعدات الإنسانية والاقتصادية، نحن نسعى لتخفيف معاناة شعبنا بكل الوسائل المتاحة".
وتابع، "نحن كذلك مستعدون للاتفاق على إدارة الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، بحيث نعمل معًا على تكليف جهاز الشرطة بتأمين القطاع وتوفير الاستقرار. نحن جاهزون للتنسيق مع الإخوة في السلطة الفلسطينية ومصر لتفعيل هذا الاقتراح بما يضمن الأمن والاستقرار في غزة".
وعلى صعيد التطورات الداخلية، قال القيادي في حركة حماس، أنه وللأسف الشديد، انخرط بعض أبناء الشعب الفلسطيني في أعمال تتعارض مع القيم الوطنية والإنسانية، بسرقة المساعدات الموجهة لإغاثة أهلهم وشعبهم، نحن نوجه رسالة لهؤلاء: كيف يمكن أن تقبلوا بسرقة شاحنة أو اثنتين من المساعدات لتغنوا أنفسكم، بينما يموت أهلكم وجيرانكم جوعًا؟ هل انعدمت الإنسانية والمسؤولية من قلوبكم وقلوب عائلاتكم؟.
وأكد على، أن الاحتلال الإسرائيلي هو شريك رئيسي في عملية اللصوصية وقطاع الطرق، وهو جزء من المشكلة التي تعمق معاناة الشعب الفلسطيني، أمام هذا المشهد الكبير، نبذل جهدًا كبيرًا في الداخل والخارج من مسؤوليتنا الوطنية، بالتعاون مع العشائر والقبائل والفصائل وقوى المجتمع المدني، لمواجهة هذه الأزمة.
وشدد على، أن الشعب الفلسطيني في الداخل يتصدى لهؤلاء اللصوص، حيث تم تشكيل قوة مجتمعية لحماية المساعدات، ولكن الاحتلال قتل منهم العشرات، وهو يرفض تأمين المساعدات سواء من الشرطة الفلسطينية أو حتى من شركات أمنية مرخصة، الاحتلال يصر على إبقاء الحالة على ما هي عليه، دون ضمان لحماية المساعدات.
رغم هذه العقبات، أشار الحية إلى أن هناك حالة وطنية متضامنة لحماية المساعدات، وأخرى لإيصالها إلى مستحقيها، جميع المؤسسات الدولية والخيرية والمحلية، وكل ما نملك من إمكانيات بشرية وغيرها، نستخدمه لتأمين وصول المساعدات.
وأوضح، أن الاحتلال يريد أن يوصل رسالة للعالم مفادها أن حماس والفصائل الفلسطينية والعشائر هم من يعيقون وصول المساعدات، لكن الحقيقة هي أن حماس والفصائل والعشائر هي التي تسهل إيصال هذه المساعدات للناس.، نحن نعمل جاهدين لتمكين وصول المساعدات إلى مراكز الإيواء والملاجئ وكل الأماكن التي تحتاج إليها.