كشفت تقارير عبرية، أن مداولات محكمة الاحتلال العليا، عن استشهاد منير الفقعاوي (41 عامًا) ونجله ياسين، في السجون بعد اعتقالهما على قيد الحياة، أثناء التوغل في حيّ الأمل بخانيونس، حيث حقق الجنود معهما أمام أطفال العائلة، ومن ثم اعتقلوهما.
وأفادت صحيفة "هآرتس" أن الشهيدان الفقعاوي، من حيّ الأمل في خانيونس، واعتقلا خلال عملية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في شهر آذار الماضي، حيث اقتحم جنود الاحتلال منزلهما، وحققوا معهما أمام أطفال العائلة، ومن ثم اعتقلوهما وقالوا للعائلة إنه "لا معنى للسؤال عن مصيرهما".
ولم تكن عائلة الشابين على معرفة بوفاتهما أو باعتقالهما. وعندما توجهت العائلة إلى وحدة التنسيق التابعة للاحتلال، ادعت الوحدة أنه لا يتوفر لديها أي دليل على أنهما قيد الاعتقال.
وتوجهت مؤسسة حقوقية إلى المحكمة العليا في "إسرائيل"، بطلب أن يمثلا أمام المحكمة. وعندما طلبت المحكمة ذلك من الجيش ردّ عليها بالقول "بعد فحص مع الأجهزة العسكرية اتضح أنهما ليسا على قيد الحياة".
ونقلت الدعوى عن عائلة الشهيدين، أن أحد المعتقلين الغزيين أبلغها أنه كان معهما يوم الاعتقال، وأن الجيش استخدمهم جميعًا دروعًا بشرية، قبل أن يفرج الجيش الإسرائيلي عنه، وأن يبقي على الفقعاوي.
وكانت عائلة الفقعاوي، تعتقد أنه منير ونجله ياسين معتقلان في سجن سديه تمان الإسرائيلي.
وذكرت تقارير سابقة، شهادات لأسرى حول إجبار جيش الاحتلال، الفلسطينيين في غزّة، على دخول منازل وأنفاق مُفخخة، وذلك لتجنّب تعريض قوّاته للخطر، بحسب شهادة جندي إسرائيلي وخمسة معتقلين سابقين كانوا ضحايا لهذه الممارسة، وفق ما نقلته شبكة الـ"سي إن إن".
ويحظر القانون الدولي استخدام المدنيين لحماية الأنشطة العسكرية، أو إشراك المدنيين قسراً في العمليات العسكرية.
وفي تحقيق للشبكة الأميركية، قال جندي في "جيش" الاحتلال، إنّ "وحدته احتجزت أسيرين فلسطينيين لاستخدامهما دروعاً بشرية لاستكشاف الأماكن الخطرة"، مضيفاً أنّ "هذه الممارسة منتشرة بين الوحدات الإسرائيلية في غزّة".
وتابع الجندي: "طلبنا منهم أن يدخلوا المبنى قبلنا، فإذا كان هناك أي فخاخ فسوف ينفجرون هم وليس نحن".
وبحسب نتائج تحقيق الشبكة، فإنّ "بروتوكول البعوض، كان منتشراً على نطاق واسع في مختلف أنحاء قطاع غزّة: في شمال غزّة، ومدينة غزّة، وخان يونس، ورفح".
ولفتت شبكة "سي إن إن"، إلى أنّ المقابلات التي أُجريت مع خمسة من المعتقلين الفلسطينيين السابقين في غزّة تتّفق مع رواية الجندي، إذ وصف جميعهم كيف ألقى "جيش الاحتلال القبض عليهم وأجبرهم على دخول أماكن يُحتمل أن تكون خطيرة".
وقال شاب فلسطيني لـ "سي إن إن"، الذي أُجبر على مغادرة منزله في جباليا، شمال قطاع غزّة، وتم القبض عليه من قِبل "جيش" الاحتلال بالقرب من رفح، أثناء محاولته الحصول على مساعدات غذائية له ولإخوته الأصغر سناً، إنّه تمّ أخذه في سيارة من نوع "جيب" ليجد نفسه بعدها "داخل معسكر للجيش في رفح"، مضيفاً أنّه "احتجز هناك لمدة 47 يوماً، واستُخدم خلال تلك الفترة في مهمات استطلاعية لتجنب تعريض جنود الاحتلال للخطر".
ونشرت الـ "سي إن إن" التفاصيل التي رواها: "لقد ألبسونا زياً عسكرياً، ووضعوا علينا كاميرا، وأعطونا قاطعاً للمعادن"، مؤكداً أنّهم "كانوا يطلبون منّا القيام بأشياء مثل إخراج السجاد، وذلك للبحث عن أنفاق".
كانوا أيضاً وفق الشاب الفلسطيني، "يطلبون منّا إخراج المتعلقات من المنزل، ونقل الأريكة، وفتح الثلاجة، وفتح الخزانة، لأنّهم كانوا خائفين من المتفجرات المُخبّأة".
وأشارت شبكة "سي إن إن"، إلى أنّ خطف الفلسطينيين لم يكن مقتصراً على البالغين فقط، بل قال محمد شبير، 17 عاماً، الذي وقع أسيراً لدى "جيش" الاحتلال، بعد أن قتلوا والده وشقيقته خلال مداهمة منزلهم في خان يونس، إنّه "تم تقييدي بالأصفاد ولم أكن أرتدي أي شيء سوى ملابسي الداخلية".
وتابع: "لقد استخدموني كدرع بشري، واقتادوني إلى منازل مهدّمة، وأماكن قد تكون خطيرة أو تحتوي على ألغام أرضية".
وذكرت شبكة "سي إن إن أن شهادة الجندي الإسرائيلي و5 مدنيين فلسطينيين تظهر أنها كانت منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة في شمال غزة، ومدينة غزة، وخان يونس، ورفح. ويصف جميعهم كيف تم القبض عليهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وإجبارهم على دخول أماكن خطيرة محتملة قبل الجيش.
وأشارت الشبكة إلى أن هذه الممارسة شائعة جدا في الجيش الإسرائيلي وكانت تحمل اسم "بروتوكول البعوض"، مضيفة أن منظمة "كسر الصمت" التي توفر منتدى للجنود الإسرائيليين للتحدث والتحقق من شهاداتهم، زودتها بـ 3 صور للجيش الإسرائيلي وهو يستخدم الفلسطينيين دروعا بشرية في غزة.