رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم رد بكل حزم على رئيس وفد الكنيست الإسرائيلي في الجلسة الختامية لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في روسيا ونجح في طرد الوفد الإسرائيلي من المؤتمر على خلفية موضوع النواب الأسرى في سجون الاحتلال ونال إعجاب غالبية الحضور واقتحم بموقفه المشرف قلوب كل الفلسطينيين والعرب من الغيورين على فلسطين ومقدساتها، وقد بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح له برقية تهنئة، وهذا يثبت أن القيادة الكويتية تقف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني.
الموقف العام مما فعله رئيس مجلس الأمة الكويتي يؤكد أن الشعوب العربية والإسلامية متعطشة لمواقف العز والكرامة لأنها أصبحت "عملة نادرة" في زمن صار التقرب فيه من العدو الإسرائيلي أمنية لكثير من الزعماء العرب بل والسياسيين والمثقفين، الكل يهرول باتجاه دولة الاحتلال وكأنها طوق النجاة أو الطريق إلى السعادة والخلود، وما يعرقل هرولتهم هو الخشية من العواقب الوخيمة وخاصة أن الشعوب العربية ما زالت تعتبر المحتل الإسرائيلي هو العدو الأول للأمتين العربية والإسلامية.
سفيرة كوبا في اليونسكو ردت على نظيرها الصهيوني خلال جلسة للجنة اليونسكو حين طالب بالوقوف دقيقة صمت حدادًا على ضحايا الهولوكوست المزعومة، وبعد أن لقنته درسا في النظام الداخلي الذي يمنع أمثاله من تحويل جلسة اليونسكو إلى سيرك على حد وصفها، طالبت رئيس اللجنة بالسماح لهم بالوقوف دقيقة صمت حدادا على من قتلتهم إسرائيل في المنطقة، هذا أيضًا موقف مشرف عجز ممثلو عشرين دولة عربية في اليونسكو عن الإتيان بمثله.
حاليا لا نستطيع مطالبة العرب بتحريك الجيوش لتحرير فلسطين والأقصى ولكننا نطالب بعضهم بوقف الهرولة وهجوم التطبيع مع الكيان الغاصب، نطالب الدبلوماسيين الفلسطينيين بأن يتعلموا من رئيس مجلس الأمة الكويتي أو سفيرة كوبا في اليونسكو كيف يكون الدفاع عن فلسطين والقضية الفلسطينية، فدورهم يجب ألّا يتوقف عند التصفيق الحار أو حتى الخجول أحيانًا لمثل هكذا مواقف، بل مطلوب منهم المبادرة إلى إحراج العدو الإسرائيلي في كل المحافل الدولية ولكن كيف ستجدي هذه المطالبة نفعًا وما زال بعضهم يشارك في مؤتمر هرتسيليا السنوي لأمن العدو الإسرائيلي ومنهم من يزور ما يسمى بمعسكرات الموت النازية ويذرف الدموع الكاذبة على أطلال أكذوبة تاريخية؟