يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الاستفراد في الأسرى داخل سجونه، وارتكاب أبشع الجرائم ضدهم وصولًا إلى قتلهم، وإخفاء المئات منهم قسرًا في ظل غياب تام للمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسانية، خاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وبشكل يومي تتصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى، ومنعهم من أدنى حقوقهم التي كفلها القانون الدولي والإنساني، خاصة منع المحامين من زياراتهم، وعدم تحويل الكثير منهم إلى المحاكم.
ويواجه الأسرى كذلك، كارثة صحية مع انتشار للأمراض، وإصابة الآلاف في صفوفهم بمرض الجرب الذي استخدمه الاحتلال أداة للتعذيب والقتل.
وفي التفاصيل، يؤكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدورة فارس، أن الأسرى يواجهون ظروف كارثية داخل سجون الاحتلال، وهو ما سيؤدي إلى استشهاد المزيد منهم، خاصة مع وجود أعداد من المرضى في السجون نتيجة انتشار الأمراض بين صفوفهم.
ويوضح فارس في حديثه لـ "فلسطين أون لاين"، أن أبرز أشكال الانتهاكات بحق الأسرى هي الاعتداء عليهم بالضرب، وتهديد عائلاتهم، واستخدام عدد منهم دورع بشرية.
وذكر فارس، أن هناك أسرى تعرضوا لإعدام ميداني من قبل جيش الاحتلال، ويقوم باحتجاز جثامين الشهداء.
ولفت إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال أكثر من عشرة آلاف و200 وذلك حتى بداية شهر نوفمبر 2024، فيما يبلغ عدد المعتقلين الإداريين (3343).
كما ويبلغ، بحسب رئيس هيئة شؤون الأسرى، عدد من صنفتهم إدارة سجون الاحتلال من معتقلي غزة (بالمقاتلين غير شرعيين) الذين اعترفت بهم إدارة سجون الاحتلال (1627)، علما أن هذا المعطى لا يشمل كافة معتقلي غزة وتحديدا من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.
بدوه، أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، صلاح عبد العاطي، أن الأسرى في سجون الاحتلال، للتعذيب أبرزها الضرب والتنكيل والشتائم وتكبيل الأيدي وعصب الأعين، والشبح، والحرمان من النوم والطعام والشـراب.
ويقول عبد العاطي في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "تعذيب الاحتلال للأسرى تسبب بإصابات مستديمة لهم وأمراض مزمنة لآلاف آخرين، وهو ما تسبب باستشهاد عدد منهم.
ويوضح أن سجون الاحتلال والمعسكرات التي تم إنشاؤها حديثًا غير صالحة لاحتجاز المعتقلين، حبق يعاني فيها الأسرى من ظروف هي الأقسى داخل سجون الاحتلال، حيث يقوم الاحتلال بتجريدهم من ملابسهم، ويتم تكبيل أيديهم طوال الوقت، وتعذيبهم والتنكيل بشكل دائم، واطلاق الكلاب البوليسية لنهش أجساد بعضهم.
وذكر أن من أسوأ تلك المعسكرات كان سجن "سدي تيمان" الذي يديره جيش الاحتلال الإسرائيلي ويقع بين مدينتي بئر السبع وغزة جنوبًا ويحتجز فيه غالبية المعتقلين من قطاع غزة الذي تحول إلى سجن غوانتنامو جديد تمتهن فيه كرامة المعتقلين وتمارس بحقهم أعتى أشكال التعذيب والتنكيل في ظل حرمانهم من الطعام والعلاج.
وطالب عبد العاطي المجتمع الدولي والأمم المتحدة والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية واتفاقية مناهضة التعذيب بضرورة التدخل والضغط على دولة الاحتلال لوقف جريمة الإبادة المستمرة وجريمة التعذيب بحق المعتقلين الفلسطيني والعرب في سجون دولة الاحتلال.