اعترف النائب السابق في لواء "غولاني" والرئيس التنفيذي الحالي لجمعية اللواء، العميد في الاحتياط يوآلي أور، أنّ الخسائر التي ذاقها لواء غولاني خلال معركة "طوفان الأقصى" هي الأكبر منذ تأسيس اللواء عام 1948.
ولفت أور إلى أن نصف القتلى الذين أُعلن عنهم هم من القادة، 22 ضابطاً و37 ضابط صف وعريف".
وأشارت وسائل الإعلام العبري، إلى أنّ لواء "غولاني" الذي دخل قطاع غزّة وبعدها إلى لبنان، كان "ثمن دخوله باهظاً وصفوفه تتضاءل".
ويوم الخميس، أقرّ جيش الاحتلال بمقتل ضابط وإصابة آخر بجروح خطيرة، ينتميان للكتيبة "51" التابعة للواء "غولاني"، من جراء المعارك الدائرة في جنوبي لبنان، وسبقها بيوم أيضاً الإعلان عن مقتل 5 جنود وقائد فصيل من الكتيبة ذاتها.
وأكدت منصات عبرية أنّ الجيش يخفي معلومات ويتكتّم على العدد الحقيقي للقتلى من لواء غولاني.
وقالت القناة 12 العبرية، إنّ التحقيق الأوّلي في حادثة أول أمس، أظهر أنّ قوة من الكتيبة "51" دخلت في الصباح إلى مبنى في جنوبي لبنان كجزء من عملية قامت بها الفرقة "36".
وفي التفاصيل التي أوردتها القناة، قالت إنه "تمّ نصب كمين للقوة من عمود من فتحة نفق تحت الأرض، أطلقوا النار على المقاتلين من مسافة قصيرة. وخلال المعركة التي دارت هناك قُتل 6 من المقاتلين وأُصيب مقاتل آخر. وأمس، وفي مكان غير بعيد من المكان نفسه، سقط الملازم ديكستين في معركة أخرى مع مقاتلي حزب الله، وأُصيب ضابط آخر من الكتيبة بجروح خطيرة".
وبعد هذه الإعلان، نشر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تدوينه على حسابه على منصة إكس بصورة شعار لواء غولاني وقلب مكسور.
وأشار ناشطون إلى أن لواء غولاني يتلقى للمرة الثانية ضربة قوية ومحكمة من المقاومة اللبنانية، فبعد استهداف حزب الله بمسيرة تجمعا لجنوده خلال تناولهم العشاء في صالة الطعام بقاعدة للتدريب بالقرب من بنيامينا جنوبي حيفا، وبالأمس خرج 4 مقاتلين من بين الركام واشتبكوا من نقطة الصفر مع جنود لواء غولاني وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
ويعد لواء غولاني من أقوى الألوية في جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وهو اللواء الوحيد الذي استمر في العمليات العسكرية منذ تأسيسه، وله أهمية كبيرة لدى قادة الاحتلال، إذ أصبح بمنزلة رأس حربة.
ويُذكر أنّ لواء غولاني شارك في الحرب التي شنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في اليوم نفسه على مستوطنات غلاف غزة.
وجاءت مشاركة اللواء بعد بدء الحرب بـ15 يومًا، بهدف مساندة ألوية الجيش المشاركة في الاقتحام البري. وقد جاء في تصريحات قادة اللواء أن مشاركتهم في الحرب على غزة، لأن لهم ثأرا مع حي الشجاعية وأن عودتهم كانت بهدف القضاء على هذا الحي، في إشارة إلى الخسارات الكبيرة التي لحقتهم في حرب 2014. غير أن اللواء طوال فترة المعركة كان يعلن عن خسارة ضباط وجنود من جيوشه، من أهمها إعلان قائده أن لواءه تلقى "ضربة مؤلمة" في حي الشجاعية، وذلك حين استطاعت كتائب عز الدين القسام قتل 10 من جنوده معظمهم من الضباط في كمين.
وصرح جنرال الاحتياط يوسي فار من فيلق 51 غولاني تعقيبًا على ما يحدث مع اللواء على أرض غزة بقوله "من العار أن تكون أيدي مقاتلينا مكبلة.. إنهم في الحقيقة لا يحاربون".
وأدت الخسارات المتلاحقة التي مني بها اللواء في قطاع غزة خلال الأيام الـ60 التي شارك فيها بالحرب إلى إعلان انسحابه يوم 21 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول، كشف قائد لواء غولاني الأسبق موشيه كابلنسكي أن اللواء خسر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ربع قواته بين قتيل وجريح، إذ قتل 82 ضابطا وجنديا خلال العدوان على غزة.