وصف حمدين صباحي السياسي المصري البارز والأمين العام للتيار العربي القومي يوم 7 أكتوبر الذي شهد تنفيذ عملية طوفان الأقصى، بأنه واحد من الأيام الخالدة في التاريخ العربي، والشهيد القائد يحيى السنوار أيقونة انسانية عربية فلسطينية.
وقال صباحي في تصريحات في حلقة (ضيف خالد) على يوتيوب – تابعتها فلسطين أون لاين- إن 7 أكتوبر جولة عظيمة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، وهو يوم نصر مؤزر للمقاومة على الكيان الصهيوني، الذب تزلزل الكيان ليس بعدد قتلاه من الصهاينة، بل بضرب فكرة الأمن الإسرائيلية.
زلزال الكيان
وتابع القول: لقد زلزل طوفان الأقصى هذه الفكرة، وأحدث فيها ليس شرخا، انما "فالق جيولوجي عميق" غير قابل للالتئام مع فكرته التي قام عليها الكيان، وهي فكرة "الأمان التام".
وتحدث باعتزاز عن مشهدية استشهاد قائد حماس يحيى السنوار، واصفا إياه بأنه "مدهش، هو بطل خارق من لحم ودم على الأرض وفي زمن رأيناه رأي العين".
وأضاف: لقد مات مستشهدا مقاتلا مشتبكا فوق الأرض لا تحتها، محتميا بقضية شعبه لا بأسراه من الصهاينة كما قيل، في وضح النهار وليس في نفق.
وشدد على أنه رمز للمقاومة ارتقى إلى المقام العظيم الذي يليق به.
وانتقد الأصوات المستكثرة على هذه الأمة أن يخرج فيها مقاومين كما لو أنها خلقت لتقدم نفسها لبيت الطاعة الاميركي والصهيوني، قائلا: هذه الأصوات الضالة عن تاريخ أمتها وعروبتنا.
وقال: من يلوم السنوار بذريعة إدخاله غزة في مقتلة، عليهم أن "يستحوا على دمهم" لأن الرجل ارتقى شهيدا كما يليق بما دعا إليه وناضل من أجله مثله مثل شعبه.
فسخ عقد الأمان
وعدّ كل ما تفعله "إسرائيل" منذ ١٤ شهرا بأنه محاولة لأن تدفع المقاومة والشعب الفلسطيني أغلى ثمن بالهدم والتدمير؛ حتى تسترد لمستوطنيها الأمان الذي كسر، وتعيد بذلك صياغة عقد الأمان الذي فسخه طوفان الأقصى.
وبيّن أنه بعدما تزلزل الكيان الصهيوني حاول أن يستعيد لمستوطنيه الشعور بالأمان المفقود، وقد دخل في مقتلة لها أكثر من عام، لكن دون جدوى، فالمستوطنون الذين هجروا غلاف غزة لم يعودوا، والمقاومة لا زالت تقاوم، والشعب في غزة لم يرفع الراية البيضاء رغم الألم الفادح.
وقال: صوت غزة المرتفع الثابت السائد هو صوت المقاومة، صوت الرافض للاستسلام.
وأردف، كلمة غزة واضحة، لقد بقي أهلها ورفضوا أن يهجروا وتحملوا التدمير والمقتلة. وهذا الكيان إلى الآن لم يحقق أي من أهدافه الاستراتيجية التي أعلنها.
حزب الله يعمق الشرخ
وحول ما يجري في لبنان، رأى صباحين أنه تكرار للمقتلة بهدف عمل سحابة دخان تداري عجز العدو أمام حزب الله، مشيرًا أنه غير قادر على التقدم برا في جنوب لبنان رغم عنف القصف.
ونبه إلى أن صواريخ حزب الله تطال عمق فلسطين المحتلة في حيفا ويكاد الأمر يكون فيها مثل شمال فلسطين المحتلة أو يوشك سكانها أن يهجروها.
ولفت إلى أن عدد المستوطنين الذين يدخلون الملاجئ عند سماع صفارات الإنذار نتيجة الصواريخ هذا يعمق الشعور بفسخ عقد الأمان، والذي يدفع هؤلاء للرجوع الى البلاد الذين استجلبوا منها ليشاركوا في اغتصاب فلسطين، وهذا الأمر عمل هجرة عكسية في الكيان الصهيوني.
وخلص إلى أن هذا الفالق الجيولوجي في أساس الكيان الصهيوني الذي بدأ في ٧ أكتوبر ويتعمق إلى الآن بصواريخ حزب الله، ويستمر في التوسع حتى يأذن بانهيار دولة الاحتلال