فلسطين أون لاين

​فقدان الشهية عند الأطفال.. أسبابٌ مرضية ونفسية

...
غزة - خاص "فلسطين"

"تقلب في المزاج ورفضٌ لتناول الطعام"، شبحٌ يلاحق الأمهات عند بلوغ أطفالهن السنة الأولى من أعمارهم، ويمتد حتى السنة السادسة، فخلال تلك الفترة تُصاب الأمهات بحيرة وقلق على صحة أبنائهن وأجسادهم الضعيفة.

وبعد محاولات عدة، تنجح بعض الأمهات في إعادة الرغبة بتناول الطعام لطفلها كما كان سابقا، بينما بعضهن لا يستطعن محاربة فقدان الشهية، لتستمر هذه المشكلة معه لفترةٍ طويلة، الأمر الذي يُشير إلى وجود مشكلةٍ صحيةٍ أو نفسية يعاني منها الطفل، فكيف تعرف الأم إن كان ابنها مريضا بالفعل، أو أن "الدلع" هو السبب؟ وكيف تتصرف في كلا الحالتين؟..

بالاعتياد

"ضحى عبد الوحيد" قالت، بناء على تجربتها، إن عدم تقبل الطفل للطعام ليس شرطًا أن يكون بدافع "الدلع" أو لمرض أصيب به، وإنما قد يكون بسبب عادة تعود عليها منذ صغره، فالطفل قالب يمكن تشكيله حسب ما يريد الآباء.

وأضافت لـ"فلسطين": "كنت أقدّم لابني الأكل قليل الملح والسكر، منذ بلوغه الشهر السادس، الأمر الذي جعله لا يتقبل تناول أي نوع من الطعام يحتوي على السكر أو الملح بنسبة تزيد على ما اعتاد عليه"، مبينةً أنه لا يمكن الحكم على الطفل بأنه يقبل تناول الطعام المفيد أو يرفضه خلال أول تجربة تقوم بها الأم، بل يجب أن تستخدم أساليب جديدة ومحببة للطفل للحصول على النتيجة المطلوبة.

مشاكل صحية

في حين أرجعت إسراء ابو شمالة، وهي أم لأربعة أطفال، السبب في عدم تقبل الطفل للطعام إلى مرض أصيب به دون الانتباه إليه، كالتهاب باللوزتين، أو بالأذن الوسطى، أو بالصدر.

ولفتت أبو شمالة إلى ضرورة عدم تهاون الأمهات في هذه الحالة والاستعانة بالطبيب المختص تفاديًا لحدوث مشاكل صحية جديدة، إضافة إلى حرصهن على تقديم أكلات مقوية للمناعة ولجسم الطفل متل اللحوم والخضروات، للمساهمة في شفائه وعودة النشاط لديه.

مزيد من الاهتمام

من جهته أكد أخصائي التغذية الدكتور بدر الصفدي على أهمية الغذاء بالنسبة لبنية جسم الطفل، وصحته..

وقال لـ"فلسطين" إن التزام الأم بالرضاعة الطبيعية لطفلها منذ الولادة وحتى الشهر السادس، ثم البدء بمرحلة الفطام، والمقصود بها الاستعانة بأغذية تكميلية تحتوي على عنصر الحديد المهم لبناء جسمه، والعناصر الغذائية الأخرى بشكل تدريجي، والمتواجدة بكثر بالفواكه والخضار، سوف يحمي الطفل من مرض فقدان الشهية.

وأضاف أن تناول وجبة الإفطار مهم جدا، وهو عادة سليمة يجب أن يحافظ عليها الوالدان حتى يتوارثها الأبناء، وخاصة في السنوات الأولى من حياتهم.

وتابع الصفدي حديثه: "في حال غياب التغذية السليمة، سيتجه الطفل نحو تناول السكاكر والحلويات، والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية تزيد نسبة الدهون في جسمه وتزيد شعوره بالخمول وقلة الحركة، ما سيؤدي لزيادة وزنه".

وبين أنه من الضروري مراقبة تصرف الأطفال لمعرفة سبب رفضهم للطعام، فقد يكون الطفل مُصابا بمرض، مثل التهاب اللوزتين، أو احتقان في الحلق، مما يؤدي إلى ضعف في الشهية، وعدم تقبل الأكل بشكل عام.

لمعرفة ما إذا كان الطفل يرفض الطعام لسبب نفسي أو مرضي، على الأم أن تعرض عليه تناول الطعام أكثر من مرة، وأن تفعل ذلك بأساليب مختلفة، فإن كان امتناعه عن تناول وجباته بدافع الدلال فلا بد أنه سيُكشف بفعل تجارب الأم المتكررة، وهنا يكون الحل بعلاج سبب المشكلة، أي منح الطفل الاهتمام الذي ينشده من أهله، لأن رفضه للطعام هو أسلوب للفت نظر والديه له للحصول على اهتمامهما به، وفقا للصفدي.

وأشار إلى أنه في حال استمر الرفض، فهذا يعني أن السبب مرضي بالفعل، مما يوجب على الأهل استشارة الطبيب، لمعالجة المرض المُتسبب بهذه الحالة.

وقدم الصفدي عدد من النصائح تساعد الأمهات على تغذية أطفالهن بشكل سليم والقضاء على فقدان الشهية، منها عدم السهر، ومحافظة الوالدين على مشاركة أطفالهم بوجبة الإفطار كمقدمة للوجبات الأخرى، إلى جانب استخدام أواني طعام مزخرفة برسومات خاصة بالأطفال تجذب انتباههم.

ولفت إلى أهمية استخدام أسلوب الترغيب في علاج فقدان الشهية، من تحفيز الأطفال على تناول الطعام مقابل هدية مادية أو معنوية تُقدم لهم، لما لذلك من آثار إيجابية تظهر على صحتهم.