أسدل الزمنُ الستارَ عن العام الأول للحرب الصهيونية على غزة، لم تكسب (إسرائيل) الجولة، ولم ترفع غزة الراية البيضاء، ولا زال السجال مستمر كأننا في أول الأيام.
أن لا تكسب "إسرائيل" الجولة رغم الدعم اللامتناهي من قوى الشر العالمية، فهذا أمر مثير للغرابة، لأن ما من دولة في الغرب إلا فتحت أبواب مخازنها العسكرية أمام "إسرائيل"، وقالت لها(هيت لك)،ثم (اقتلوهم حيث ثقفتموهم،)
أما ألا ترفع غزة الراية البيضاء مستسلمة، فهذا الأكثر غرابة وإعجابا، ترى لماذا؟ إنها معية الله ثم،انهم فتية أحفاد قوم جبارين آمنوا بربهم فزادهم الله هدى وقوة. بينما العالم العربي والإسلامي ينظر للأحداث وكأنها لعبة بابجي وينتظر النتائج.
معركة الطوفان في العرف النضالي الثوري مرحلة من مراحل النضال الذي هو في أصله مراحل تراكمية يبني بعضها على بعض، ثم لم تكن غزة الوحيدة التي قدمت التضحيات في سبيل الحرية والانعتاق، ومن لا يدري فليقرأ نماذج من ثورات التحرر العربية والعالمية.
صحيح أن العدوان الذي شنه الاحتلال على غزة ولا يزال، قد فاق كل التصورات من حيث البشاعة والإجرام، لكن عزاءنا أن هذا هو ديدن الغزاة الطغاة عبر التاريخ بالقتل والتدمير لكل من يخالفهم، ثم إن التاريخ يعلمنا أن الغزاة الطغاة لا يقدمون الورود للشعوب التي يحتلونها، بل يدمرونها بلا رحمة ولنا في بطن التاريخ شواهد لا تعد ولا تحصى.
وفي مقال كتبه الدكتور الزميل أدهم الشرقاوي،بعنوان (كأنها الجولة الأخيرة) ذكر توقعه پأن هذه الجولة هي الأخيرة مع العدو ذاكرًا حال الطغاة الذين ظنوا أنهم قد. بلغوا من القوة والمال ما يجعلهم خارج فكرة الزوال والانهيار،فظنوا أن مانعتهم حصونهم من الله، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، فمات فرعون غرقًا، والنمرود قتلته ذبابة وغيرهم كثر.
اتفق معه بأن هذه الجولة، إن كان هو يشبه هذه الجولة بـ(كأنها الجولة الأخيرة)، فأنا إقول إنها الجولة الأخيرة إن شاء الله، وأذكر ما أسندُ به رأيي:
1/فقدجاء في القرآن ما سمي بمرحلة العلو "لبني إسرائيل"، فهم الآن يمارسون حقدهم دون أي اعتبار لأحد، مستخدمين كل أنواع الإجرام.
2/تتقاطع روايات كثيرة بأن زوال الكيان سيكون في الربع الأول من القرن21 ، فقد توقع الشيخ الشهيد أحمد ياسين بزوال الكيان في الربع الاول وحتى سنة٢٠٢٧ مستندًا بذلك على ان اليهود تاهوا في سيناء مدة اربعين عاما، وهذه المدة بها يتغير جيل الى جيل، ولو اسقطنا هذه الراي على تاريخ احتلال فلسطين عام١٩٤٨ وزدنا اربعين عاما. سنصل الى١٩٨٨ ثم نضيف٤٠عاما سنصل الى ٢٠٢٨.
3/ترامب في احد خطاباته الانتخابية قال اذا فازت كاميلا هيرس في الانتخابات الامريكية. فإن اسرائيل ستزول خلال عام او عامين، وأن يتطرق ترامب الرئيس السابق والمرشح الحالي لرئاسة اكبر دولة داعمة لاسرائيل لهذه المسألة، فهذا لا يجب أن يمر مرور الكرم أو لا يمكن اعتباره زلة لسان.
4/نتنياهو قبل عدة سنوات قال في ندوة عقدها في بيته، بأن اكبر دولة يهودية عمرت في التاريخ بلغ عمرها
٧٦ عاما، وهي دولة الحمشونائيم، وهو يسعى لأن تبلغ اسرائيل اكبر من ذلك وتتجاوز لعنة العقد الثامن.
5/ذكر المفكر الاسلامي الراحل محمد الراشد في احد كتبه بأن امه ذهبت لجارتهم اليهودية ابان تأسيس دولة الاحتلال عام١٩٤٨ فوجدتها تبكي، سألتها عن سر البكاء؟ قالت: ان هذه الدولة هي بداية نهاية اليهود.
6/قرأت انه جاء في الثوراة أن نهاية دولة يهود ستكون على يد شخص معنى اسمه بالعبرية(عطاء الله او عطية الله) والسيد نتنياهو هو ذلك الشخص.
7/استخدام نتنياهو لمصطلح(وجود اسرائيل) كثيرا، وكأنه تعبير عن خوف وقلق ينتابه ويحاول تأجيل حدوثه،.
الشواهد. الميدانية:
1/انكشاف حقيقة اليهود عند كل العالم بانهم قتلة ومجرمين.
2/موجة هجرة غير مسبوقة من الكيان لخارجه.
3/انهيار اقتصادي واجتماعي داخل الكيان بشكل جنوني.
4/عدم قدرتهم على حسم اي معركة سواء بغزة او لبنان او العراق او اليمن أو ايران.
5/القدرات القتالية الهائلة التي تتمتع بها المقاومة على كافة الجبهات.
والذي يبدو لي في المشهد:
1/استمرار العدوان على غزة حتى نهاية عام2026
لكن ليس بنفس الوتيرة التي بدأت بها والتي هي عليها الان بمعنى. ادق(سيبقى وضع غزة معلقا، ليس حربا مستمرة، وليس سلاما تاما. خاصة بعد استشهاد القائد يحيى السنوار.
2/استمرار العدوان على لبنان،بوتيرة متدرجة، بحيث يخلق هذا الاستمرار حالة من عدم الاستقرار، خاصة بعد اغتيال قيادة حزب الله.
3/فتح جبهة اليمن والعراق لعرقلة قدرات جبهات المساندة لغزة، بعدة طرق مباشرة من خلال القصف والاغتيال، أو من خلال امريكا والمجتمع الدولي لكبح جماح الحوثيين.
4/تصريح ترامب بأنه في حالة فوزه بالرئاسة فإن سيسعى لتنفيذ وعد الرب بضم الاردن الى اسرائيل وهذا يعني فتح جبهة الاردن التي بدات بوادرها بعمليات فردية نفذها عدة شباب نشامى...
إجمالا،. ورغم تعقيدات المشهد التي تؤكد بأن ادارة المعركة خرجت من يد العبد، وتولاها رب العباد المخلصين المؤمنين بحتمية زوال الغدة السرطانية، فإن المعركة في ساعاتها الاخيرة، وسنلتقي بك يا دكتور ادهم شرقاوي في ساحات المسجد الاقصى، ونعلن(نعم.. لقدكانت الجولة الأخيرة).