فلسطين أون لاين

تقرير أزمة "نقص الخبز" تعصف بغزَّة مع استمرار الاحتلال منع الدَّقيق والمحروقات

...
أزمة "نقص الخبز" تعصف بغزَّة مع استمرار الاحتلال منع الدَّقيق والمحروقات
غزة - رامي محمد

نتيجة شح الدقيق والمحروقات، باتت طوابير طويلة من المواطنين تصطف أمام المخابز لساعات، مما يزيد من الضغوطات المعيشية وسط ظروف الحرب المتفاقمة.

 يقف المواطن أسامة أبو جلال، (42 عامًا)، في طابور طويل أمام أحد المخابز في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، منتظرا دوره لأكثر من ثلاث ساعات. 

يقول أبو جلال لـ "فلسطين أون لاين": "منذ ساعات الفجر وأنا أقف في هذا الطابور، وليس هناك ضمان أنني سأحصل على كمية كافية لعائلتي؛ فقد قلّص المخبز أيام عمله بسبب نقص الدقيق والمحروقات". 

ويضيف، أن مشهد التدافع للحصول على الخبز يعيد إلى ذاكرته الأيام القاسية الأولى من الحرب، حينما قطع الاحتلال الإسرائيلي إمداد قطاع غزة باحتياجاته الأساسية من السلع والمحروقات.

الحال لا يختلف كثيرًا بالنسبة لأم خالد، النازحة في إحدى مدارس الإيواء، التي تشكو من شح المساعدات المقدمة من وكالة الغوث والجمعيات الأهلية.

 تقول أم خالد إن الدقيق الذي استلمته في السابق نفد، ولم تتسلّم الدفعة الرابعة من الدقيق، مما اضطرها لشراء الخبز، إلا أن أزمة المخابز تحول دون حصولها عليه.

 وتوضح لـ "فلسطين أون لاين" أنها تصنع الخبز في مكان إيوائها باستخدام النار، وسيلة الطهي الوحيدة المتوفرة لديها، لإطعام أطفالها السبعة، بينما اعتقل زوجها أثناء النزوح من مدينة غزة إلى الجنوب.

يقول معتز حسونة، أحد العاملين في مخبز بالنصيرات، إن الأزمة بدأت تتفاقم مع توقف دخول الشاحنات المحملة بالدقيق والوقود نتيجة إغلاق سلطات الاحتلال معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع بسبب الأعياد اليهودية.
 وأضاف حسونة لفلسطين أون لاين أن المخبز رغم مضاعفة طاقته الإنتاجية، إلا أن النقص المتزايد في الدقيق يحول دون تلبية احتياجات المواطنين.

 وأشار إلى، الازدحام الشديد أمام المخبز، حيث اضطروا قبل أشهر إلى وضع أسوار حديدية وأصبحوا يتعاملون مع المواطنين عبر نافذة صغيرة لبيع الخبز خشية تدافعهم وتحطم محتويات المخبز.

وأغلقت العديد من المخابز التي كانت تقدم الخبز البلدي ذات القطع الكبيرة بسبب نقص الوقود والدقيق، مما زاد من الضغط على المخابز الرئيسية.

وقد كانت هذه المخابز تتعامل مع المتعاقدين بتوفير عدة كيلوغرامات من الخبز مقابل كمية مماثلة من الدقيق مع إضافة أجرة الخبز، وكانت العائلات، خاصة النازحة منها، التي لا تملك إمكانيات صنع الخبز تلجأ إلى هذه المخابز، لكنها اليوم تواجه المشكلة ذاتها بسبب شحّ الدقيق.

ويخشى المواطنون من تعمق أزمة الخبز في قطاع غزة، خاصة في أعقاب عملية التجويع التي يمارسها الاحتلال على المواطنين في شمال القطاع، في وقت يبرر فيه الاحتلال الإغلاق بالأعياد اليهودية، بينما يُعتقد أن الهدف هو زيادة الضغط المعيشي.

وتعمقت أزمة الجوع في قطاع غزة بشكل حاد مع استمرار الحرب وتراجع المساعدات الدولية، مما جعل الكثير من العائلات تواجه نقصا حادا في الغذاء.

 وتعتمد غزة، التي تعاني من حصار طويل الأمد، على المعونات الغذائية والمساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات سكانها، إلا أن الحرب الأخيرة تسببت في أضرار واسعة النطاق أثرت على حياة السكان وأدت إلى أزمة غذائية خانقة.