لم تفلح دعاية الاحتلال المضللة في كسر الصورة الأسطورية التي تشكلت لخاتمة رئيس حركة حماس يحيى السنوار القائد المشتبك لتبقى محفورة في أذهان العالم أيقونة للإنسان المقاوم.
يؤكد الخبير الإعلامي من الأردن، هيثم يوسف، أن صور الشهيد القائد في لحظاته الأخيرة في الميدان جاءت تحمل العديد من الرسائل وجوده بين رفاقه في الميدان، رسالة القائد الميداني رافضاً الاختباء في الأنفاق أو الاختباء بين المدنيين كما روج لها الكيان الصهيوني وارتداءه الجعبة العسكرية رسالة أخرى للمقاومين انه ابن السلاح والمقاومة وان التحرير والخلاص من هذا الكيان الغاصب لن يكون إلا بالسلاح.
واستشهد السنوار الأربعاء 16 أكتوبر الجاري برفقة اثنين من مساعديه في اشتباك مع قوة من جيش الاحتلال في حي تل السلطان في رفح، أصيب خلاله ضابط صهيوني بجروح.
ثبات وعزة
وأضاف أن مشهد جلوسه على الأريكة مشهد واضح للثبات والعزة والكرامة والقيادة والجميع يعلم أن هناك صورة انتشرت للسنوار حتى أصبحت أيقونة عالمية في بداية الحرب وهو جالس على أريكه فوق حطام منزله الذي دمره الاحتلال في جولة سابقة بكل عزة وثبات وكأنه أراد أن يوصل رسالة للعدو انه لا يزال القائد الرقم الصعب الذي يدير هذه الحرب رغم جراح ذراعه التي قد تكون شبه مبتورة.
واعترفت قوات الاحتلال أن القوة الإسرائيلية تحركت في مهمة اعتيادية ولم يكن لديها معلومات عن المقاومين الذين اشتبكت معهم، حيث تبين أن أحدهم هو القائد السنوار لاحقًا بعد تصوير من طائرة دورون.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو السنوار وهو بجعبته العسكرية وتحدث الجنود كيف هاجمهم بالقنابل قبل إصابته وبعدها، وكيف ربط ذراعه المصاب لوقف النزيف ليواصل الاشتباك بيده الأخرى، حتى تصدى في لحظاته الأخيرة لطائرة الدورون التي حاولت تصويره بعصا وجدها جواره.
قوة وإصرار
ويرى يوسف أن الصورة التي ظهر فيها وهو يربط ذراعه بسلك حديدي مشهد ودليل على القوة والإصرار والعزيمة لإكمال القتال بيد واحدة حتى ما تم عرضه من ممتلكات وكتيبات للأوراد والأذكار والأدعية رسالة واضحة بتمسّكه بالعقيدة الإسلامية ووجوب القتال حتى الشهادة التي كان يطلبها ويتمناها بالموت لا يخيفه أبداً لأنه كان يسعى لها في طريقة النضالي.
رسالة الثبات
أما مشهد محاولة ضرب العصا بالمسيّرة بما تبقى له من حول وقوة بالرغم من جراحه وعدم قدرته على الحركة، فهي وفق الخبير يوسف، رسالة الثبات وعدم الاستسلام فهو القائد لم ينحني ولم يجلس على الأرض جريحاً منكسراً بل اختار ان يجلس على الأريكة متماسكاً مدركاً ان العدو يراقبه من خلال الكاميرا المثبتة على المسيرة فلم يمنحه الصورة الأخيرة التي يريدها العدو وهي صورة انكسار القائد يحيى السنوار .
وأشار إلى أن العدو أراد أن يقدم مشهدا بطوليا لجيشه في الوصول للقائد الشهيد يحيى السنوار رغم مصادفة الحدث فلم تكن عملية اغتياله بالاستعانة بوحدات خاصة للكوماندوس أو معلومات استخباراتية (صهيو أمريكية) مشتركة وأخفق هذا الكيان في ان يخرج للعالم بفيلم بطولي وحدث امني صعب ومن ثم الإعلان عن اغتيال القائد يحيى السنوار فكان لانتشار هذه الصور بسرعة كبيرة ووعي العالم والشعب الفلسطيني بالتحديد ساعد في ولادة قصة أسطورية لقائد ميداني لا يختلف عن بطولات تشي جيفارا وغيره من القيادات التحررية وبذلك اخفق الكيان برسم الصورة التي يريدها للعالم بل كشف كذبه وافتراءه على القائد على مدار سنة كاملة .
القيادة والجند في ميدان المعركة
وشدد على أن هذه الصور الواقعية لهذا القائد المجاهد في الميدان للشعب الفلسطيني بأن في حركة حماس الجميع في الميدان مشتبكاً مع العدو فلا يوجد أحد في الأنفاق الرئيس في الميدان ومرافقيه في الميدان وربما الناطق الإعلامي يشتبك في منطقة أخرى وهذه رسالة لكل الفصائل التي تقاوم في غزة والضفة الغربية بضرورة التحام الجميع مع العدو في الميدان
وهذه المشاهد الأخيرة للقائد يحيى السنوار – وفق الخبير يوسف- كان لها تأثير إيجابي كبير وزادت من الاحترام لقيادة حركة المقاومة الإسلامية " حماس " وخصوصاً بعد اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية ومن ثم اغتيال القائد الشهيد يحيى السنوار القائد المشتبك في الميدان وكأن العالم العربي تعرف على السنوار وتهافت عدد كبير من الناس إلى شراء رواية الشوك والقرنفل التي كتبها يحيى السنوار ويتحدث بها عن معاناة الشعب الفلسطيني واستقبلته الشعوب العربية بطلاً أسطورياً كالمقاوم البطل الليبي الشهيد عمر المختار وجملته الشهيرة للقائد الإيطالي "نحن لن نستسلم ننتصر او نموت" وهذا هو نهج الشهيد المقاوم يحيى السنوار رحمه الله.
ويرى أن يحيى السنوار لخص مشهد المقاوم الفلسطيني في ممارسة حقه المشروع في الدفاع عن وطنه المحتل فالسياسة والاتفاقيات والوعودات الكاذبة كشفها المقاوم الفلسطيني امام العالم بل كشفت العالم اجمع وأكذوبة الحقوق الإنسانية أمام الجيش اللا اخلاقي الذي مارس كل أنواع الجرائم والمحرمات المعروفة وغير المعروفة بل تفنن بها وأبدع في جرائمه.
ويتابع: لكن مشهد واحد لطفل او لأم فلسطينية مكلومة او لمربع سكني تم نسفه بالكامل بمجازر جباليا وحرق خيم النازحين وهم أحياء انتهاءً بمشهد ثبات القائد الشهيد يحيى السنوار أرسل رسالة للعالم بأن هذا الشعب لن يهزمه المحتل وان نهايته اقتربت
استمروا
بدوره، يؤكد طلعت طه الخبير الإعلامي من مصر أن المشاهد الأخيرة للسنوار تحمل رسالة للفلسطينيين ان استمروا في الدفاع عن ارضكم وعرضكم.
وأضاف في حديثه لـ "فلسطين أون لاين" أن الشارع العربي لا زال مذهولا مما فعله يحيى السنوار لأنه لا يمكن ابدا ان يفعل ذلك إلا القائد العظيم فهو اسطورة مات بكبرياء يليق به.
وتابع: الاساطير التي كنا نسمعها عن يحيى السنوار يبدو انها كانت متواضعة جدا امام ما رأيناه عظمة جلوسه الاخير على كرسيه ويده مدماة والاخرى يقبض بها على عصاه.
أيقونة
وأشار إلى أن السنوار أصبح ايقونة للعرب والمسلمين في المقاومة والتضحية، وقال: الصور لن تختفي ابدا من وعي العربي لانها قدمت للعرب رسالة ان ارضك أهم منك وان الجندي الفعلي لا بد ان يكون له دور فعلي وليس واقفا كخيال مآتة هلف الميكرفون يصدر الاوامر ثم يهرب..
ويؤكد لو ركزنا على يديه رغم الاصابة لكم تكن ترتعش من الالم او الخوف .. كانتا ثابتتين فهل هذا بشر ام اسطورة.. ليجيب طه جازما، فعلا انها اسطورة