فلسطين أون لاين

"رجل ضرب الأعذار في مقتل"

تقرير "السنوار" في عيون رواد مواقع التواصل .. ولادة سيرة قائدٌ ملهم للأجيال

...
"السنوار" في عيون رواد مواقع التواصل .. ولادة سيرة قائدٌ ملهم للأجيال
غزة/ يحيى اليعقوبي:

"التاريخ يصنعه الرجال ويتناقله الأجيال" تجسدت هذه المقولة في مشهدٍ أسطوري ملحمي لاستشهاد قائد المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، مشتبكًا مع جنود جيش الاحتلال بحي تل السلطان بمحافظة رفح، وهو يرتدي جعبة حرب، ويتقدم صفوف المقاتلين في الدفاع عن أبناء شعبه، في وقت كان يروج فيه الاحتلال منذ عام أنه متحصن داخل نفق مع عائلته، لينسف استشهاده تلك الرواية، ليكتب باستشهاده عن ولادة سيرة قائد ملهم للأجيال.

على مواقع التواصل الاجتماعي سادت حالة من الفخر والاعتزاز من رواد المواقع، تغنوا ببطولة استشهاد قائد الطوفان المشتبك كما تغنوا يوم 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023 بالعبور الملحمي الذي أسقط المشروع الصهيوني بالمنطقة، ووصفوه بقائد أسطوري، والقائد الشجاع الملهم للأجيال الذي أقام الحجة على الجميع وأنه قاوم حتى آخر رمق وهو في سن الثانية والستين وسبقها 22 عاما أمضاها في سجون الاحتلال سرقت زهرة شبابه أسيرا خلف القضبان.

 وتغنوا بشجاعته وهو يلقي العصا على طائرة مسيّرة (درون) أرسلها جنود الاحتلال للبيت الذي خاض فيه اشتباكه الأخير وكان ملثمًا وكانت يده تنزف.

مشاهد كثيرة توقف كل شخص عندها، سواء وهو مضرج بدمائه بين الركام في جعبة فارغة توحي باستعمال الذخيرة أو نفادها، أو بآثار طلق ناري بالوجه بعد اشتباك مسلح، أو وهو يجلس على المقعد بشموخ ويده تنزف، يشبه شموخ الرجل وهو يجلس على مقعد فوق ركام منزله عندما قصفه الاحتلال عام 2021، أو وهو يتحامل بكل قوته ويلقي بآخر لحظة العصا على الطائرة المسيّرة، أو باستحضار مقولاته وسيرته وحبه لفلسطين والأقصى والانتماء إليها والدفاع عنها حتى آخر نفس.

ليس النهاية

صاحب البيت الذي ظهر السنوار فيه بالمشهد الأخير يجلس على المقعد ويده تنزف، عبر عن فخره بهذه الملحمة التاريخية التي دارت في منزله، فقال مرفقا صورة لمنزله قبل الحرب: "أطهر وأشرف كنبة (مقعد) وكرسي في العالم كله. بيتنا زاد شرف وفخر يا أبو إبراهيم القائد المثابر. نشكر الله أن ناولنا هذا الشرف العظيم".

بينما كتب ظريف الغرة "إن عشت فعش حرًا، أو مت كالسنوار وقوفًا"، وعلى منصة ( (X استحضر خالد العتيبي مقولة لعمر المختار يقول فيها: إن "موتي ليس النهاية، سيكون عليكم مواجهة الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فسيكون عمري أطول من عمر شانقي".

وبذات المنشور استحضر العتيبي مقولة للقائد السنوار يقول فيها إن "كنا نخشى الموت فنحن نخشى الموت على فراشنا كما يموت البعير، لكننا لا نخشى أن نقتل في سبيل ديننا وفي سبيل مقدساتنا"، وعلق العتيبي: "روح المقاومة والنضال والشجاعة تتجاوز حدود المكان والزمان. نهايتها حميدة .. نصرٌ أو شهادة".

وهذا ما عبر عنه (Osama Gaweeh) خاتما مقولة المختار وأمنية السنوار قائلا: "سيكون الاحتلال بنشره للحظات الأخيرة في حياة يحيى السنوار، قد جعل حياته أطول من حياة قاتليه".

أما إسراء أردوغان فكتبت "أسد في السياسة ومحارب شهيد في أرض المعركة. هذا أبي".

شد مشهد نزيف يد السنوار "مصطفى الدليمي" وانتزعت من حروف هذه الكلمات: "رغم النزيف ربط يده واستمر في القتال حتى ارتقى شهيدا عند رب العرش العظيم، تبنى قضيته واستشهد من أجلها في ساحة المعركة لم يهرب أو يهادن، لم يؤذِ أي دولة عربية، لم يذكر أي عربي بسوء، لم يتآمر على أي حاكم".

 ومن منصة ( (X إلى الفضاء الأزرق "فيسبوك" الذي امتلأ بصور السنوار ومقولاته الخالدة وأمنياته وصوره ومشهد اشتباكه الأخير،  استشهدت (سماح محمد) بأبيات شعرية: "وكانت في حياتك لي عظات .. وأنت اليوم أوعظ منك حيًا"،  وهي أبيات استحضرت Fatimazahra chahmi)) مثلها لعنترة ابن شداد " دَعوني أُوَفّي السَيفَ في الحَربِ حَقَّهُ .. وَأَشرَبُ مِن كاسِ المَنِيَّةِ صافِيا.. وَمَن قالَ إِنّي سَيِّدٌ وَاِبنُ سَيِّدٍ.. فَسَيفي وَهَذا الرُمحُ عَمّي وَخالِيا"، وقالت: "تقبلك الله يا أسد الجهاد والسنة".

هيبة الشهادة

وكان المشهد الأخير حاضرا في منشور نقله (عماد عيسى) والكثير من رواد مواقع التواصل: "الحمد لله إنه كان على الكرسي رغم رهبة الموقف، لم يكن مختبئا تحته ولا بجانبه ولا يرى عليه أثر خوف، الحمد لله أن جعبته متصورة فارغة كي نعرف أنه كان يشتبك قبلها، ونفدت ذخيرته حتى آخر عصا في يده"، وأضاف: "مليون تفصيلة وتفصيلة لو رسمها لنفسه بنفسه لغفل عن بعضها".

فيما رحلت ذاكرة آلاء القطراوي لمشهد سمعت عنه وعاشته واقعا، فكتبت: "بينما كنت أجلس في غرفة المعلمات قالت احداهن عن الشهيد السنوار: "سمعت أنه رأى رؤيا اثناء أسره أنه يخرج من السجن ويتزوج امرأة اسمها فلانة وينجب منها ثم يستشهد وابنه يسير في جنازته".

وأضافت: "فعلا خرج من السجن وتزوج المرأة ذاتها التي كان قد رأى اسمها في الرؤيا وانجب منها وها وهو يستشهد، سبحان الله الذي أشهدني على سماعها انذاك ليشهدني على تحققها الأن، إلا انه لن يمشي ابنه فحسب في جنازته بل كل حر شريف في هذا العالم".

وإن استحضر البعض نزيف يد السنوار، كان (غنام غنام) أحد كثيرين توقفوا عند المشهد الأخير في الاشتباك برمي الشهيد السنوار للعصا على الطائرة المسيّرة قبل أن يقصف المنزل عليه بقذيفة دبابة، فكتب: "في الخطاب العمري الموجه لأبي سفيان يوم أن قدم إلى المدينة فقال له عمر بن الخطاب "فو الله لو لم أجد إلا الذر (التراب) لجاهدتكم به".

وقال غنام: "استحضار هذه المقولة التي يقتدي بها الأبطال من أمتنا السائر على نهج الأوائل العظماء عند مشاهدة السنوار يلقي بخشبة عليهم".

أما عمر عبد الرازق فلم يجد الأعذار لأحد بعد هذه البطولة: "يا أخي هذا رجل ضرب الأعذار في مقتل، لم يترك أي مبرر للقعود، خذلك القاصي والداني؟ تقاتل لمدة عام كامل على عطش وجوع؟، ثم لا تكتفي بالمطاردة الشرسة من اعتى مخابرات العالم بل تخرج وتشتبك مرات عديدة؟ ثم واجهت وقاتلت حتى اصبت اصابات بالغة، نفد سلاحك؟

وختم "هل يعتذر؟ والله لم يفعلها، قاومهم بالعصا بالعصا، ألم أقل لك رجل يرى دقيقة من غير التنكيد على العدو مضيعة للوقت".