فلسطين أون لاين

سعيًا من الغزيين للبحث عن فرصٍ للنجاة..

تقرير بتخصيص جزء من الأرض.. نازحون ينْتزعون الحيَاة بـ "تَخضِير" خِيامِهم

...
بتخصيص جزء من الأرض.. نازحون ينْتزعون الحيَاة بـ "تَخضِير" خِيامِهم
خانيونس/ مريم الشوبكي:

مع إشراقة صباح حياة جديدة، تتفقد الحاجة السبعينية آمنة زعرب نباتاتها التي زرعتها قبل نحو ثلاثة أسابيع، أمام فناء خيمتها التي أقامتها في مواصي خانيونس جنوبي قطاع غزة

ومع استمرار الحرب التي توشك على دخولها العام الثاني، ظهرت مبادرات كثيرة لإحياء الزراعة سعيًا من الغزيين للبحث عن فرصٍ للنجاة، وتدبير الاحتياجات الحياتية الأساسية، خاصة مع الحصار الخانق على القطاع، والارتفاع الجنوني وغير المسبوق في أسعار مختلف أنواع السلع والبضائع والمنتجات الزراعية والصناعية، المتوفرة في الأسواق بكميات شحيحة.

بالكاد تمكنت الحاجة زعرب من استقطاع ثلاثة أمتار لتتمكن من بذر بذور البقدونس، والجرادة، والكزبرة، والجرجير، شتلات الفلفل الحلو، والحار، والباذنجان.

تقول الحاجة زعرب لـ "فلسطين":  "منذ اجتياح الاحتلال الاسرائيلي لمحافظة خانيونس في نوفمبر العام الماضي، حيث هربت مع عائلتي، وبعضا من الاقارب، والمعارف، وأصدقاء أبنائي نحو أرضها الممتدة على مساحة ثلاثة دونمات".

وتضيف: "ضحيت بكثير من الأشجار، والمحاصيل الزراعية حيث قمت باقتلاعها ليتمكن النازحين من إقامة خيامهم فيها".وتتابع زعرب: "بعد مرور عام على الحرب، أرادت أن تعود إلى شغفها في الزراعة، لو بزراعة جزء بسيط من أرضها".

وأثناء تجول "فلسطين" بين خيم النازحين المقامة بالقرب من شاطىء بحر المواصي، لاحظت حرص كثير منهم بزراعة أشتال الريحان، والنعناع الذي يكاد يكون مفقودًا في الاسواق، وسعر شتلته مرتفع للغاية مقارنة بسعرها قبل الحرب.

resize.jpeg
محمود البسوس النازح من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة إلى المحافظات الجنوبية أكثر من مرة، حتى استقر به الحال في مدينة أصداء غربي خانيونس، حرص على زراعة بعض المحاصيل داخل خيمته رغم ضيق المساحة.

يقول البسوس (٤٠ عامًا) لـ "فلسطين": "مع غلاء أسعار الخضروات بأنواعها، راودتني فكرة زراعة بعض أشتال الملوخية، واللوبياء الخضراء، والملفوف الأخضر، لكي أتمكن من توفير غذاء صحي لأطفالي الأربعة بعيدا عن الخضروات المعلبة التي كنا نعتمد عليها بشكل كامل منذ بداية الحرب".

ويتمنى لو يتمكن من توفير مساحة أكبر لزراعة أشتال البندورة التي ترتفع أسعارها بشكل مبالغ فيه، وفي بعض الأحيان تختفي من الأسواق.

في كل مرة ينزح فيها عبد الغني أبو طبق يحمل أشتال البندورة التي زرعها منذ خمسة أشهر  قبل نزوحه من مدينة رفح.

يقول أبو طبق النازح من شمال قطاع غزة:  "بعد شرائي لحبات البندورة رفعت البذور منها، وقمت بتجفيفها تحت أشعة الشمس، ومن ثم زرعتها أمام باب الخيمة، وقمت بحمايتها بسياج بسيط حتى لا يدوسها الأطفال بأقدامهم، أو يقتلعوها".

ويتابع: " بعد نجاح التجربة التي أقوم بها لأول مرة في حياتي، زدت عدد الأشتال، وكنت أخذ حاجتي منها مع غلاء أسعارها، وشحها من الأسواق".