قال نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، إن الحزب قوي رغم الضربات القاسية التي أصابته واستعاد عافيته الميدانية وقدراته، مؤكدا أن حزب الله قرر منذ نحو أسبوع تنفيذ "معادلة جديدة" ستستمر وهي "إيلام العدو".
وأضاف -في كلمة له هي الثالثة منذ اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله– أن الحزب طالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة لوقف إطلاق النار على إسرائيل، دون أن تكون دعوته هذه تعبيرا عن "موقف ضعف".
أكّد نائب الأمين العام لحزب الله، أنّه "لا يمكن فصل لبنان عن فلسطين، كما ولا يمكن فصل المنطقة عن فلسطين".
وتحدّث قاسم عن أبعاد المعركة الحالية ومخططات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المنطقة والمعادلات الجديدة، مشدداً على أنّ "طوفان الأقصى جاء بعد 75 عاماً من الاحتلال، وذلك حق مشروع".
وقال إنّ "طوفان الأقصى هدف إلى إيصال رسالة للعالم بمرور 75 عاماً على الاحتلال والمجازر والاعتداءات".
وأشار إلى أنّ "مساندة المقاومة في لبنان للفلسطنيين هي مساندة للحق، لأنّهم أصحاب حق، وبالتالي تضييق مدى المشروع التوسعي الإسرائيلي".
وتوجّه إلى من يتحدث عن الضرر الذي يصيب لبنان بالقول: "من يتسبب بذلك ؟ أليس المعتدي؟ وهل من يدافع هو من يسبب الضرر؟".
وأوضح الشيخ قاسم أنّ "الاحتلال لم يخرج من لبنان إلاّ بالمقاومة، حيث إنّ بلدنا يقع ضمن المشروع التوسعي الإسرائيلي".
وشدّد على أنّ "إسرائيل كيان غاصب محتل يشكل خطراً حقيقياً على المنطقة والعالم"، وأنّها "احتلال توسعي لا يكتفي بفلسطين".
وكشف أنّه "طُلب من حزب الله وقف الحرب والابتعاد أكثر من 10 كيلومترات عن الحدود كي لا نستفز إسرائيل، لكنّنا أصرّينا على وقف النار في غزة".
وتابع: "لم نتجاوب مع طلبهم بفصل لبنان عن غزة، فالمشروع الحالي هو توسعي"، مؤكّداً: "نحن أمام مشروع فلسطيني، وليس أمام مشروع إيراني أبداً، وهذا فخر لإيران بدعم فلسطين".
وفي لبنان، "فإنّ الاحتلال يهدف الى ضرب القيادة والقاعدة العسكرية من أجل فقدان قدرته على المواجهة وإنهاء حزب الله وصياغة لبنان جديد".
وأضاف: "عندما نتصدى ونتحمل التضحيات ونؤلمهم نكون بذلك قد حمينا الأجيال المقبلة"، مردفاً أنّ "للمواجهة ثمن، لكنها تؤدي إلى الحرية".
وتابع الشيخ قاسم: "لولا أميركا الشيطان الأكبر، لما استطاعت إسرائيل أن تسيطر هكذا، وهي تريد الشرق الأوسط الجديد".
وأوضح أنّ "أعمال الإبادة التي تقوم بها إسرائيل وأميركا، تعني أنّهما شريكتان في إنجاز شرق أوسط جديد على الطريقة الإسرائيلية".
مُعادلات جديدة
لكن ومع تحوّل المعركة إلى مرحلة جديدة ومُعادلات جديدة، فإنّ لبنان "لم يعد في مرحلة المساندة حيث كنّا قد بدأنا بمعادلة الميدان في الحافة الأمامية، أمّا الآن فإنّنا في مواجهة مع حرب إسرائيلية ضدنا"، بحسب الشيخ قاسم.
"لم نعد في مرحلة المساندة وإنما في مواجهة مع حرب إسرائيلية ضدنا .. المجاهدون في انتظار العدو من أجل الالتحام، وقررنا معادلة جديدة وهي "إيلام العدو""
وعليه، أعلن الشيخ قاسم أنّه "في المعادلة الجديدة وهي معادلة إيلام العدو، حيث بتنا نستهدف تل أبيب وحيفا، وما بعد حيفان كما أراد القائد السيد نصر الله. وبما أنّ العدو استهدف كل لبنان، فلنا الحق في أن نستهدف أي نقطة في كيان العدو، حيث سنختار النقطة التي نراها مناسبة".
كما وتوعّد في هذا السياق، بأنّ "المقاومة ستستهدف جيش الاحتلال ومراكز تواجده وثكناته"، مشدداً على أنّ "الحل هو في وقف إطلاق النار"، وأنّ الحديث هنا "ليس من موقف ضعف".
وتوعّد أيضاً، بأنّه "مع استمرار الحرب، ستزداد المستوطنات غير المأهولة ومئات الآلاف بل أكثر من مليونين سيكونون في دائرة الخطر".
ولفت الشيخ قاسم إلى أنّ "العدو يساعد المقاومة في ضربه من خلال تحرك المضادات الأرضية التي تنزل بقاياها على المستوطنات"، قائلاً إنّ "على الإسرائيليين ألاّ يصدقوا حكومتهم بشأن قدراتنا، والمثال على ذلك هو أسطورة غزة".
المقاومة لن تُهزم.. وهي طريقنا الوحيد
وإذ شرح هذه الوقائع، جدد الشيخ قاسم طمأنة جمهور المقاومة بأنّ "حزب الله استعاد عافيته ورمم قيادته التنظيمية، بحيث لا يوجد مكان شاغر، وحتى هناك بديلاً في كل مركز"، مشدداً على أنّ "الحزب قوي على الرغم، والميدان يشهد".
وأضاف: "صحيح أنّنا تألمنا من جراء الضربات التي تلقيناها، لكنهم لم يتمكنوا من تخطي الخطوة الأولى".
وأشار إلى أنّ "ما أُنجز في الميدان على مدى أسبوعين، كان أكبر وأفضل من المتوقع، لأنّ مهمة المقاومة ليست منع التقدم، وإنّما الملاحقة".
في الإطار، شدد الشيخ قاسم على أنّ "الإسرائيلي سيُهزم، فيما المقاومة لن تُهزم، لأنّها صاحبة الأرض، ولأنّ مقاوميها هم استشهاديون".
كما شدّد على أنّ الطريق الحصري الوحيد من أجل استعادة الأرض وإيقاف العدوان هو "صمود المقاومة والتفاف شعبها".
وفي السياق، بيّن أنّ "المقاومة تقاتل بشرف، أمّا هم، فيستهدفون المدنيين والأطفال والنساء والمستشفيات، وعمدوا إلى قتل عناصر من الجيش اللبناني ومن اليونيفيل وتفجير دور العبادة والمساجد والكنائس وقوافل المساعدات، لأنّ المشروع الإسرائيلي هو تدميري وإلغائي".
ولفت إلى أنّ "الكيان المحتل قائم على القتل والتشريد وعلى المجازر، وهو يراهن على الإجرام والتبني المطلق من أميركا".
وأردف الشيخ قاسم متسائلاً: "أين الأمم المتحدة ودول الغرب من طلب إسرائيل من قوات اليونيفيل المغادرة؟ أين القرارات الدولية التي يدعون إلى تنفيذها؟".