فلسطين أون لاين

"مجزرة الشاطئ".. (إسرائيل) تقتل أحلام 6 أطفال غربي مدينة غزة

...
غزة/ نور الدين جبر

عندما كانت عقارب الساعة تتجه نحو الرابعة والنصف من عصر يوم أمس الأحد، كان هناك مجموعة من الأطفال الأبرياء يلهون ويلعبون في محاولة منهم للخروج من الواقع النفسي المرير الذي أرغمتهم عليه حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" ضد قطاع غزة على مدار أكثر من عام.

لكن طبيعة هذا الاحتلال القائم على الإجرام ترفض إعطاء هؤلاء الأطفال وقتاً قليلاً يحاولون من خلاله الخروج من الضغوط النفسية التي لا يعيشونها على مدار أكثر من عام من هذه الحرب التي قتلت براءة أطفال غزة وفرضت عليهم واقعاً مريراً وقاسياً.

في ذاك الوقت كانت طائرات الاحتلال من مختلف أصنافها العسكرية تُغطي سماء قطاع غزة، بما فيها منطقة مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، فإذ بطائرة "استطلاع" إسرائيلية تُلقي صاروخاً ثقيلاً صوب هؤلاء الأطفال لتفرق شملهم وتجعل أجسادهم تتطاير هناك وهناك، حسبما يروي شهود عيان لمراسل "فلسطين أون لاين".

حالة من الهلع والخوف عمّت تلك المنطقة، بعدما غطّت الدماء أجساد الأطفال وهم ملقون على الأرض، في مجزرة مروعة تقتل أحلام عددٍ من الأطفال كسر فيها الاحتلال كل القوانين والمواثيق الدولية التي تنص على حماية الأطفال أثناء الحروب.

ووفق ما ذكر طواقم الإسعاف والطوارئ لمراسل "فلسطين أون لاين"، أسفرت المجزرة عن ارتقاء 6 أطفال وإصابة 15 آخرين، من بينهم نجل الزميل الصحفي جمال غيث، الشهيد الطفل "محمد".

"كان مجموعة من الأطفال يلعبون وفجأة قصفت طائرة استطلاع حربية صاروخ صوبهم فتطايروا كل واحد في جهة"، هذا ما رواه الشاب محمد الغول أحد شهود العيان المتواجدين في المكان عن اللحظات الأولى عن المجزرة.

لم يستوعب "الغول" المشهد الذي وقع أمام عينيه، فما كان منه سوى الإسراع لإسعاف الشهداء الأطفال والمصابين من خلال نقلهم إلى سيارات الإسعاف التي توجّهت للمكان بعد دقائق من القصف.

حالة من الإرباك أصابت "الغول" خلال تلك اللحظات، حيث كان أول طفل نقله هو "محمد" نجل الزميل الصحفي جمال غيث، ووضعه في إحدى سيارات الإسعاف، ثم عاد يواصل نقل الشهداء والمصابين.

ويوضح أنه رافق إحدى سيارات الإسعاف وتوجه معها إلى مستشفى الأهلي العربي "المعمداني".

يصمت قليلاً ثم يتساءل بُحرقة "ما ذنب هؤلاء الأطفال يُقتلوا بدم بارد؟"، واصفاً ما حدث بأنه "مجزرة مروعة".

كان الشاب محمود بدوية الشاهد الآخر على تلك المجزرة، يساعد إلى جانب "الغول" في نقل وإسعاف الشهداء والمصابين، فيقول: "أطفال كان يلعبوا ومبسوطين لكن فرقهم صاروخ الاحتلال "الإسرائيلي" وقتل براءتهم".

ما يزيد القهر والغصّة في قلب "بدوية" أن الأطفال الشهداء ممن نزحوا من بيوتهم من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بعد اجتياح الاحتلال "الإسرائيلي" للمخيم منذ 10 أيام ولا يزال مستمرا حتى الآن.

يقول "هذه مجزرة حقيقية مكتملة الأركان ارتكبها الاحتلال ضد أطفال أبرياء ذنبهم أنهم كانوا يلعبون ويلهون لتفريغ الضغط النفسي الذي يعيشون فيه خلال هذه الحرب المستمرة"، متسائلاً "إلى متى سيبقى الاحتلال يرتكب هذه المجازر بحق الأطفال والشعب الفلسطيني عامة".

هذه المجزرة ليست الوحيدة التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي"، حيث ارتكب مئات المجازر التي ارتقى خلالها أكثر من 16 ألف طفل فلسطيني، بينهم 171 طفلاً رضيعاً ولدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام.

ولا يزال الاحتلال "الإسرائيلي" يواصل القصف والتدمير وارتكاب المجازر الدّامية منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث أسفرت عن استشهاد أكثر من 51 ألفاً وإصابة أزيد من 96 ألفاً آخرين- غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق احصائيات رسمية من وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.