فلسطين أون لاين

رسائل "العشاء الأخير" يقرأوها "مغردون".. تحقيقات تكشف: كيف وصلت مسيّرة حزب الله إلى معسكر غولاني؟

...
لحظات "العشاء الأخير".. تحقيقات تكشف كيف ضربت مسيّرة حزب الله معسكر بنيامينا؟
غزة/ فلسطين أون لاين

أثناء تناول الجنود الإسرائيليين العشاء في صالة الطعام في قاعدة لواء جولاني للتدريب بالقرب من بنيامينا، أصابت مسيرة أطلقها حزب الله الصالة، وأدى ذلك في تقرير أولي إلى مقتل 4 جنود وإصابة أكثر من 100 جندي، عدد كبير منهم في حالة حرجة للغاية وخطيرة .

ومع انتشار الصور من صالة طعام جنود لواء غولاني، أطلق ناشطون وسم #العشاء_الأخير، وقالوا إن 13 أكتوبر/تشرين الأول 2024 هو أكثر يوم يصاب به جنود الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ أصيب أكثر من 100 جندي إسرائيلي في المعارك البرية والمسيرات مع المقاومة اللبنانية، وأعداد أخرى في كمائن للمقاومة في قطاع غزة.

وأضافوا أن إصابة الجنود تعني خروجهم من الخدمة غالبًا، وتسجيلهم على قوائم "الرواتب الدائمة" للجيشووصف مدونون العملية بالمركبة والمعقدة، بعدما نفذها حزب الله بالعمق الإسرائيلي، وبعث من خلالها عدة رسائل، أولاها أن قدرات حزب الله التنظيمية والعسكرية أقوى بكثير مما يتصوره الاحتلال.

أما الرسالة الثانية -وفقا لهؤلاء المدونين- فهي أن منظومة الدفاع الجوية ومنظومة القبة الحديدية ثبتت هشاشتها وضعفها أمام مسيرات حزب الله الانتحارية، مما يسبب أزمة في "إسرائيل".

أما عن البعد الاستخباراتي لهذه العملية، فكتب مغردون أنه "من المهم ألا نغفل هذا البعد، وهذا مهم جدا، لأن موقع معسكر غولاني لم يكن محددا بأهداف الهدهد بحيفا في ما نشر سابقا حول حيفا، وهذا الهدف حددته المقاومة وتابعته إلى حين موعد اجتماع الجنود… (مما) يعني (أنها) تعرف أين ومتى تضرب".

وأشار متابعون إلى أن حزب الله استطاع اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي والقبة الحديدة وتوجيه ضربة قاسية للاحتلال، وهو ما وصفوه بالفشل الحقيقي لمنظومات الدفاع الإسرائيلي.

واعتبر زياد أن ما جرى من قبيل "أن تخترق المقاومة هذا العالم، وأن تدخل الخدمة هذا النوع من السلاح سيكون له شأن عظيم في مستقبل الصراع، وسيكون وقعه أكبر بكثير من امتلاك المقاومة صواريخ ومدافع".

كيف وصلت إلى أقوى الألوية؟

تحدثت تقاريرعبريَّة، عما أحدثته طائرة مُسيّرة أُطلقت من لبنان وأصابت قاعدة عسكرية تابع للواء "جولاني" جنوب حيفا الليلة الفائتة.

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال اليوم الاثنين، أن التحقيقات الأولية حول الحادثة توضح أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية رصدت المسيّرة قرب نهاريا وفُعلت صفارات الإنذار، لكن الدفاعات الجوية فقدت أثر المسيّرة، لتصل إلى قاعة الطعام في معسكر تابع للواء غولاني وتنفجر.

كما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن التحقيقات الأولية كشفت أن المسيرة المستخدمة بالهجوم من طراز "شاهد 107″، بينما قالت مصادر أخرى إنها من طراز "مرصاد" التي يتراوح مداها بين 150 و200 كيلومتر.

وأوضحت، أن طائرة مُسيّرة أُطلقت من لبنان مساء الأحد أصابت إحدى القواعد العسكرية التابعة للواء "جولاني" في بلدة "بنيامينا" جنوب مدينة حيفا المُحتلة.

وأضافت، أن المسيرة انفجرت في قاعة طعام كان يتواجد بها عدد كبير من جنود جيش الاحتلال، وأوقعتهم بين قتيل وجريح.

وأكدت "يديعوت أحرنوت"، أن طائرة حزب الله المسيّرة التي أصابت القاعدة العسكرية وتسببت في العديد من الإصابات لم تكن من نوع خاص فحسب بل كان حزب الله قادراً أيضاً على تعطيل تقنيات الكشف بإطلاق وابل مختلط من الصواريخ.

صرّح رئيس شعبة الاستخبارات السابق اللواء احتياط، يسرائيل زيف، اليوم الاثنين، أنّ حزب الله حقق من خلال عمليته إطلاق سرب من المسيّرات الانقضاضية على معسكر تدريب تابع للواء "غولاني" في "بنيامينا"، جنوبي حيفا المحتلة "إنجازاً كبيراً، لذلك يجب عدم الاستخفاف به وبقدراته".

وأدّى الاستهداف الذي نفّذه حزب الله إلى مقتل وجرح 70 جندياً إسرائيلياً من لواء "غولاني" بينهم حالات خطرة، بينما أقرّ "جيش" الاحتلال بمقتل 4 جنود، على الأقل. مع الإشارة إلى أنّ الاحتلال يتعمد التعتيم على خسائره.

وقال زيف في حديث مع إذاعة "103 إف إم" الإسرائيلية إنّ "حزب الله استطاع التعافي على الرغم من الضربات التي تلقاها"، مشيراً إلى أنّ حزب الله يجرّ "إسرائيل اليوم إلى حرب استنزاف دامية ومؤلمة لفترة طويلة، هذا إنجاز كبير يُحسب له".

كذلك، لفت إلى أنّ "الجيش" الإسرائيلي يقاتل في جبهات عدّة وبشكل أساس في قطاع غزّة وفي جبهة الشمال (مع لبنان)، وهذا الأمر "يجعل من الصعب عليه أن يحسم المعركة".

وبشأن عودة المستوطنين الإسرائيليين إلى الشمال، قال زيف: "في ظلّ ما يحصل أعتقد أنّه على الحكومة أن تعطي بياناً أكثر دقة بشأن إعادتهم إلى الشمال"، معقباً أنّ "لا أرى أن عودتهم ممكنه في الوقت القريب"