فلسطين أون لاين

تقرير عامٌ على "طوفان الأقصى".. المقاومة أشدُّ بأساً وأكثر إصرارًا

...
مقاتلون من كتائب القسام
الوسطى- محمد الأيوبي

لم ينقطع زخم عمليات المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، رغم مرور عام على معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب الشهيد عز الدين القسام في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ولا تزال المقاومة الفلسطينية تقاتل في جميع محاور قطاع غزة، وتوقع خسائر فادحة بحق قوات الاحتلال، وهو ما يدحض ادّعاءات رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، التي تزعم الاقتراب من تحقيق النصر ضدّ حركة حماس والمقاومة في غزة، وفق ما يقول مراقبون.

والخميس الماضي، نفذت كتائب القسام واحداً من أكبر كمائنها منذ بداية الحرب، وفي حيّز جغرافي كان يفترض جيش العدو أن الدخول إليه سيكون أقرب إلى النزهة، بالنظر إلى أنه دمّر ثلثي كتلته العمرانية من الجو، ونفّذ فيه خلال أقل من عام عمليتين برّيتين كبيرتين.

وفي الكمين الكبير الذي أقرّ جيش العدو بمقتل ثلاثة من ضباطه يحملون رتبة رائد فيه، أكدت كتائب القسام أن المقاومين استهدفوا على نحو مركب، سرية مشاة ميكانيكية مؤلّلة مكونة من 12 مركبة عسكرية وشاحنة محمّلة بالجنود شرق مخيم جباليا.

وكان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة أعلن في خطاب الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، أن خيار المقاومة الفلسطينية هو الاستمرار في معركة استنزاف طويلة وممتدة، ومؤلمة ومكلّفة للعدو الصهيوني بشدة، ما دام أن العدو أصرّ على استمرار العدوان والحرب"، مؤكداً أنه "الخيار الذي أثبت نجاحه في المعارك المستمرة".

ودفع ذلك الزخم الميداني، إلى جانب كثافة العمليات، صاحب "خطة الجنرالات"، إيغور آيلاند، إلى الإقرار في تصريح نقلته عنه "القناة الـ12" العبرية، بأن (إسرائيل) عاجزة عن تحقيق النصر المطلق لأن حماس وحزب الله لن يستسلما، وختم تصريحه بالقول إن "استمرار القتال على الجبهتين لن يخدم (إسرائيل)، وسنكون بحاجة إلى فتح الأبواب أمام الترتيبات السياسية".

بروباغاندا "إسرائيلية"

وفي السياق، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، نضال أبو زيد، إن الحروب لا يحسم النصر فيه بالخسائر بل بكسر الإرادة ولغاية الآن بعد سنة ونيف من القتال لم تكسر إرادة المقاومة، بل على العكس عادت تقاتل كما لو كانت تقاتل في اليوم الأول من المعارك.

ورأى أبو زيد في حديث لموقع "فلسطين أون لاين"، أن قوات الاحتلال بدأت تضخيم الدعاية الاعلامية التي تتماشى مع البعد الميداني القتالي سواء في غزة أو جنوب لبنان، حيث تدل المؤشرات إلى أن البروباغاندا العسكرية تحاول رسم صورة انجازات في ظل حالة الارباك في المستوى العسكري.

وأضاف أن اعلان الاحتلال غزة جبهة عسكرية ثانوية يأتي في سياق توجيه الأولويات العسكرية، حيث الجهد العسكري الرئيس والجهد الناري والثقل الاستراتيجي لموارد الكيان، تحتاج تأطير قانوي لنقلها إلى الجبهة الشمالية مع حزب الله، لذلك ذهب باتجاه هذا القرار وليس كما أشارت بعض المصادر العبرية إلى أن هذا القرار جاء نتيجة القضاء على المقاومة في غزة.

وما يعزز ذلك، حسب أبو زيد، هو أن المقاومة لا تزال تقاتل في كل محاور قتال غزة وتوقع خسائر في قوات الاحتلال رغم انخفاض حدة القتال الا أن ذلك تكتيك عملياتي تهدف منه المقاومة الاقتصاد بالجهد وخوض معركة استنزاف طويلة تعتمد على أهداف الفرصة والعمليات العسكرية ذات الرسائل السياسية التي تكذب الرواية الاسرائيلية حول القضاء على المقاومة.

وأشار أبو زيد إلى أن الاحتلال يحاول من خلال الفرقة المدرعة 162 تقسيم شمال غزة في المنطقة الممتدة من محور "نتساريم" إلى بيت حانون وبيت لاهيا وذلك من خلال تقدم اللواء المدرع 401 باتجاه عرضي من حدود الغلاف الى جباليا إلى طريق الرشيد الساحلي واللواء المدرع 406 بشكل طولي من خلال طريق الرشيد الساحلي باتجاه مخيم الشاطئ.

وحول شكل القتال الذي تخوضه المقاومة في غزة، ذكر الخبير العسكري أن هذا النوع من القتال يأتي في سياق العمليات غير المتكافئة، حيث تواجه قوات نظامية عقد قتالية تقاتل قتال الكوماندوز وهنا وقع الاحتلال في خطأ تكتيكي بأن دفع بقوات نظامية تقاتل قتال تقليدي أمام قوات غير تقليدية ما أحدث الفارق في نجاح المقاومة بإيقاع الخسائر بقوات الاحتلال.

وبما يتعلق بالإمداد اللوجستي أشار أبو زيد إلى أن هذا النوع من القتال يتطلب من قوات الاحتلال خطوط امداد لوجستي طويلة من قواعد المنطقة العسكرية الجنوبية في "غلاف غزة" إلى محاور القتال في حين أن المقاومة لا تحتاج الى كل طرق امداد لوجستي لان تزويدها وامدادها يكون مخبئ بطرق عملياتية في نفس مناطق القتال التي تقاتل فيها العقد القتالية.

وحول إمكانية الصمود والاستمرار، بين أبو زيد أن هذا النوع من الحروب لا يحسم النصر فيه بالخسائر بل بكسر الارادة ولغاية الآن بعد سنة ونيف من القتال لم تكسر ارادة المقاومة بل على العكس عادت تقاتل كما لو كانت تقاتل في اليوم الأول من المعارك، مشيرًا إلى أن المقاومة تريد حرب استنزاف طويلة ترهق فيها الاحتلال بالخسائر وتنهك القوات النظامية الواقعة تحت ضغط استعصاء العمل العسكري.