فلسطين أون لاين

هل بدأت "إسرائيل" تنفيذ "خطة الجنرالات" شمالي قطاع غزَّة؟ خبير عسكريّ يُجيب

...
هل بدأت "إسرائيل" تنفيذ "خطة الجنرالات" شمالي قطاع غزة؟ خبير عسكريّ يُجيب
غزة/ فلسطين أون لاين

منذ إعلان جيش الاحتلال توغله في مخيم جباليا ومناطق شمالي قطاع غزة، تزداد التساؤلات حول تطبيق ما يعرف بـ"خطة الجنرالات"، التي ترمي إلى ترحيل سكان شمال قطاع عزة وجعله منطقة عسكرية عازلة.

قال الخبير العسكري الأردني قاصد أحمد، إن ما يفعله جيش الاحتلال الإسرائيلي بشمال غزة "قصف عشوائي" وليس "خطة جنرالات" كما تزعم تقارير إعلامية.

وأوضح أحمد، الفريق المتقاعد والنائب الأسبق لقائد الجيش الأردني، للأناضول، أن "الإبادة الإسرائيلية التي تجري في شمال غزة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين إلى منطقة المواصي غير الآمنة في جنوب غزة، في إطار مشروع صهيوني كبير"، وفق تعبيره.

وأضاف، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يريد تقسيم قطاع غزة وتقطيعه بأسلوب يسهّل عليه عملياته العسكرية به، و"المراد بالوقت الحالي هو إخلاء شمال غزة كليا، أو بوجود عدد قليل للسكان".

وأكد الفريق الأردني المتقاعد، أن "الواقع يؤكد فشل إسرائيل عسكريًا، وما يؤكد ذلك هو تمسك الغزيين بأرضهم ورفضهم للمغادرة منها، رغم ما يتعرضون له من عدوان".

وأوضح، أن "إسرائيل تعمل باتجاه ضغط عسكري على المقاومة من جهة، وعلى السكان من جهة أخرى، فهي تبحث عن إقامة نظام حكم في غزة بلا مقاومة، دون دفع الثمن، وهو ما لن يحدث أو متعذر لعدم وجود أطراف تنوب عنها في ذلك".

ولفت الخبير العسكري إلى، أن "المشروع الصهيوني يهدف إلى إخلاء غزة بشكل كامل، وما يحدث حاليا إبادة بقصد التهجير نحو المواصي، كمرحلة أولى".

وشدد قاصد، على أن "ما يجري هو قصف عشوائي وليس خططا عسكرية، والهدف منه استهداف الناس لإجبارهم على النزوح والتهجير".

وعن واقعية تطبيق الخطة، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي، إن خطة الجنرالات الإسرائيلية التي تستهدف السيطرة على شمال  قطاع غزة وتهجير من تبقى من سكانه، هي حبر على ورق فقط، وتنفيذها يواجه العديد من الإشكالات

وفي تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، أوضح الفلاحي أن خطة الجنرالات تتحدث عن السيطرة على شمال قطاع غزة وتهجير من تبقى من سكانه، وهي تأتي في سياق المرحلة الرابعة للحرب البرية في القطاع.

وأضاف أنها تشمل مرحلتين رئيسيتين، الأولى تتمثل في فرض حصار وتجويع المدنيين، وفتح ممر عبر طريق الرشيد لتمكينهم من النزوح إلى المناطق الوسطى، على أن يتم وضع نقاط تفتيش لتفتيشهم.

وتابع بأن المرحلة الثانية ستشهد هجوما عسكريا كبيرا على شمال غزة، حيث يقدر جيش الاحتلال بأن نحو 5 آلاف مقاتل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لا يزالون موجودين في المنطقة الشمالية، والهدف هو السيطرة على المنطقة والقضاء عليهم بشكل كامل.

لكن الفلاحي يرى أن جيش الاحتلال يواجه تحديات كبيرة، ولا يتصور أن ينجح في تنفيذ هذه الخطة التي هي مكتوبة على الورق فقط، مشيرا إلى أن هذه المنطقة شهدت عمليات لـ5 فرق إسرائيلية ومع ذلك لم تنجح في القضاء على المقاومة.

ويرى الفلاحي أن الإشكالية الكبرى تكمن في أن الجيش الإسرائيلي لا يسيطر بشكل فعلي على قطاع غزة، رغم العمليات المستمرة، كما أن الوحدات القتالية الموجودة لا يمكن لها أن تنفذ هذه الخطة إلا إذا تم تعزيزها بوحدات من خارج القطاع.

فيما يؤكد الصحفي أحمد الطناني، أنه على الأرض، لا يلتفت سكان شمالي قطاع غزة كثيرًا إلى ما يدور في مقالات النخب الإسرائيلية، ولا إلى مقترحات الجنرالات الإسرائيليين الحاليين والسابقين، ولا إلى طموحات وزراء الصهيونية الدينية، أو تفسيرات “هاآرتس” لمآلات الأمور مستقبلًا.

ويضيف: "حسمَ من تبقى في شمال قطاع غزة موقفهم مسبقًا من فكرة النزوح ومغادرة منازلهم، وفي سبيل ذلك تحملوا ما لا يمكن أن تتحمله جبال كبرى من القوة الغاشمة والمسح الكامل لأحياء دُمّرت على رؤوس ساكنيها، وواجهوا أقسى أيام التجويع دون أن تهتز قناعتهم بأهمية بقائهم في أماكن سكنهم".

وتوحي كل هذه المؤشرات بأن مظاهر تهجير سكان شمالي القطاع قد باتت وراء أهلها، ووراء الاحتلال الذي بات مقتنعًا أن من تحدوا كل الظروف السابقة قد اختاروا بوضوح ألا يغادروا الشمال إلا جثامين، وبالتالي الأجدى إسرائيليًا البحث عن كيفية استثمار هذا التواجد السكاني المتدني نسبيًا، مقارنة مع عدد السكان الأصلي في تحقيق مآرب أخرى تخدم أهداف الحكومة الإسرائيلية.