يأمل أسرى محررون من صفقة التبادل "وفاء الأحرار"، نجاح المقاومة الفلسطينية في عقد صفقة تبادلٍ جديدة، تحرر زملاءهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتنقلهم من "قبور الأحياء" إلى فضاء الحرية.
وأكدوا أن "وفاء الأحرار" مثَّلت نصراً للمقاومة وقضية الأسرى على الاحتلال الإسرائيلي وخطوطه الحمراء، وحققت عرساً فلسطينياً للأسرى وذويهم وكل أبناء الشعب الفلسطيني.
وحلت أمس الذكرى السادسة لصفقة التبادل المبرمة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والاحتلال الإسرائيلي برعايةٍ مصرية، والتي اُفرج بمقتضاها عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا في مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
أمل معقود
وأعلن الجناح العسكري لحركة "حماس" خلال العدوان الأخير عام 2014 على قطاع غزة، أسره الجندي شاؤول أرون، فيما وضع الناطق باسمه "أبو عبيدة" صورةً لأربعة جنود خلفية لمؤتمر صحفي عقده في إشارةٍ لوجود أسرى لدى القسام.
ويقول الأسير المحرر فؤاد الرازم، "إن الأمل معقود بقوة لأن تجدد صفقة "وفاء الأحرار" مرة أخرى، وصولًا لإطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى"، مشدداً على أن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال لا يمكن أن تنتهي إلا بمثل هذه الصفقة.
ويضيف الرازم والذي كان محكومًا بـ 3 مؤبدات و11 عامًا إضافي، قضى منهن 31 عاما: إن صفقة التبادل كانت بمثابة عرسٌ خالص للأسرى وذويهم والشعب الفلسطيني، وأن الأمل يحذو كل من ذاق مرارة السجن إطلاق سراح الأسرى وإخراجهم من "قبور الأحياء" لفضاء الحرية عبر صفقة جديدة تحققها المقاومة.
ويعد ما جرى في صفقة التبادل بأنه عيد ميلاد جديد لكل أسير أطلق سراحه، سيما من كانوا من أصحاب المؤبدات العالية، والذين كان يضع الاحتلال عليهم خطًا أحمرًا بأنهم من أصحاب "الأيدي الملطخة بالدماء" والمحظور وجودهم ضمن أي صفقة أو اتفاقية.
وثمّن الرازم جهود المقاومة وشهدائها وقيادتها لما بذلوه من جهدٍ في إطلاق سراحه وزملائه، ناهيك عن الشعب الفلسطيني الذي تحَّمل وصبر على بطش الاحتلال في عدوانه المتكرر على القطاع.
وأرغم الاحتلال بالإفراج عن أسرى الصفقة من كافة أماكن الوطن والداخل المحتل، مقابل الإفراج عن الجندي الأسير شاليط الذي أسر خمس سنوات لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، دون أن يستطيع الاحتلال بكل وسائله الوصول الى معلومة واحدة عن مكانه.
قيد الزنزانة
ويشدد المحرر أحمد الفليت، على أن عيش الحرية بعيدًا عن عتمة وقيد الزنزانة الإسرائيلية، لا يضاهيه أي شعور، وأن الأمل لديه وبقية الأسرى أن يذوق الحرية كل من بقي خلفهم في سجون الاحتلال.
ويؤكد الفليت والذي كان محكوماً بالسجن المؤبد، قضى منهم 20 عامًا، أن حرية الأسرى لا يمكن أن تتم إلا عبر صفقة مشرفة، كما جرى الحال في صفقة وفاء الأحرار، والتي أرغمت الاحتلال على كسر خطوطه الحمراء فيمن يتم اطلاق سراحهم.
ويلفت إلى أن معاناة الأسرى مستمرة وكبيرة عبر إدارة السجون الإسرائيلية، والتي تتعامل مع الأسرى دون أي اقرار أو التزام بالاتفاقات والمعاهدات الدولية، حيث يترك الأسير في ظل معاناة منذ لحظة التحقيق وحتى آخر يوم في سجنه.
ويضيف الفليت "لابد من صفقة وفاء جديدة للأسرى تطلق من تبقى منهم إلى الحرية واحتضان ذويهم"، مؤكداً أن الصفقة مثلت نصر مؤكد للمقاومة وقضية الأسرى، وكانت بمثابة ميلاد جديد للأسرى الذين أمضو سنوات طويلة من أعمارهم في السجون.
وخلال مفاوضات استمرت لخمس سنوات قادها الشهيد القائد أحمد الجعبري، تم التوصل إلى صفقة التبادل، حيث أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) السابق خالد مشعل في الحادي عشر من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011م، التوصل إلى اتفاق صفقة تبادل للأسرى برعاية مصرية.
من ناحيته، يذكر الأسير المحرر نافذ حرز أن دعائه لا يتوقف لحظة عن نيل الأسرى في سجون الاحتلال من زملائه الحرية، سيما وأنه عاش معاناتهم وظروفهم نحو 26 عام، والتي لا يمكن لها أن توصف بسطور قليلة.
ويشدد حرز على أن أصحاب المؤبدات من الأسرى لا يمكن أن ينالوا حريتهم إلا عبر ضغطٍ كبير على دولة الاحتلال، يمثله صفقة تبادل، مثمنًا جهود المقاومة في سبيل إطلاق سراح الأسرى.
ويؤكد أن عقد صفقة جديدة من شأنها أن تعيد الفرح والأمل في جميع بيوت الشعب الفلسطيني، كما أحدثت الصفقة السابقة التي مضى من عمرها 6 سنوات.