فلسطين أون لاين

"منْ لم يقْتله القَصف سيقْتله البرد"

"عقب غرق خيام النّازحين".. غضبٌ على المؤسسات الدّولية واتهاماتٌ بالتّقصير

...
دير البلح- محمد الأيوبي

صبّ نازحون في قطاع غزة جام غضبهم على المؤسسات الأممية والدولية التي اتّهموها بالتّقصير وعدم الوقوف إلى جانبهم في ظل غرق خيامهم البالية مع كل هطول لمياه الأمطار.

وقال نازحون، إن "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والمؤسسات الدولية الأخرى لم تحرّك ساكناً تجاه معاناتهم المتكررة، مناشدين بتدخل عاجل من أجل توفير "شوادر" وخيام تحميهم من قسوة فصل الشتاء.

وكانت المئات من خيام النّازحين قد غمرتها أمس الثلاثاء، مياه الأمطار في مناطق متفرقة جنوبي قطاع غزة، في مشهد يتكرر مع كل هطول للأمطار على القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة "إسرائيلية" منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

ومؤخرًا، أطلق المكتب الإعلامي الحكومي نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ مليوني نازح في قطاع غزة قبل فوات الأوان بالتزامن مع قدوم المُنخفضات الجوية ودخول فصل الشتاء واهتراء خيام النازحين.

وقال المكتب في بيان له: إن أعداد النّازحين لا تزال في تدفق وازدياد يوماً بعد يوم، حيث بلغ عدد النازحين بشكل عام من 1,9 مليون نازح إلى 2 مليون نازح في محافظات قطاع غزة.

معاناة مستمرة

ووقفت النازحة الخمسينية أم محمد زقوت عاجزة عن فعل شيء عندما عبرت مياه الأمطار من سقف وجوانب خيمتها المكوّنة من بعض الشوادر وقطع القماش الممزقة، لتغرق كافة ممتلكات وحاجيات أفراد أسرتها المكوّنة من ثمانية أفراد.

وتقول زقوت لمراسل"فلسطين أون لاين"، إن خيمتها غرقت بالمياه للمرة الثالثة مع هطول الأمطار على قطاع غزة، مشيرة إلى أن أوضاع زوجها المالية الصعبة تحول دون قدرته على إصلاح الخيمة بسبب ارتفاع أسعار الشوادر الذي تجاوز الواحد منه الخمسمائة شيكل.

وأضافت أن "زوجها توجه إلى بعض المؤسسات المحلية والدولية من أجل الحصول على شوادر أو نايلون تساعده في إصلاح الخيمة لكن دون جدوى، متسائلة عن دور تلك المؤسسات تجاه معاناتهم المستمرة منذ نحو عام".

ولا يختلف حال النازح أحمد الحلو، الذي غمرتْ مياه الأمطار خيمته القماشية المهترئة التي أقامها على الطريق الساحلي غربي دير البلح.

يقول الحلو لمراسل "فلسطين أون لاين"، إن خيمته ممزقة وسقفها مهترئ، ولا تقي من مياه الأمطار، ولا حتى من برودة الجو لا سيّما في ساعات الليل التي تنخفض فيها درجات الحرارة.

وتساءل عن دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي لم تقدم شيء لمساعدة النازحين على مواجهة فصل الشتاء، مضيفاً: "نسمع دائما عن توزيع خيام وشوادر على النازحين لكن دون أن نرى شيء"

وأشار الحلو إلى أن المؤسسات الدولية لا تلتفت إلى معاناة المشردين من منازلهم منذ قرابة عام على بدء الحرب "الإسرائيلية" على غزة، داعياً إلى تدخل عاجل لانهاء معاناتهم.

غير بعيد، تكررت معاناة النازح إبراهيم عابد الذي يقيم في أحد مخيمات النزوح جنوبي مدينة دير البلح، بعدما غمرت المياه خيمته من كافة الجهات، بعد دقائق قليلة من هطول الأمطار.

ويقول عابد لمراسل "فلسطين أون لاين"، إن المخيم الذي يقطنه يتحول إلى ما يشبه "مستنقع مائي" مع كل هطول للأمطار، متسائلًا أين العالم والمؤسسات الدولية التي تتشدق بحقوق الإنسان من معاناة النازحين الفلسطينيين؟.

وأضاف: "إلى متى سيبقى العالم يتفرّج على معاناة شعبنا الذي يتعرض لجريمة إبادة جماعية.. من لم يقتله القصف "الإسرائيلي" سيقله البرد والشتاء"، مناشداً العالم الحر بالعمل على توفير المستلزمات اللازمة لمواجهة فصل الشتاء تجنباً لحدوث كارثة إنسانية.

وحذّر المكتب الإعلامي الحكومي من كارثة إنسانية حقيقية بفعل دخول فصل الشتاء وظروف المناخ الصعبة، مطالباً المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية والمؤسسات العالمية ذات العلاقة إلى الخروج عن صمتها وتقديم الإغاثة الفورية والعاجلة لمليوني نازح هم بأمس الحاجة إلى مأوى مناسب يقيهم من برد الشتاء.