قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية معتصم حمادة إن السلطة الفلسطينية تقف على الحياد بين الاحتلال والشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب الإبادة، بل تقدمت أكثر من ذلك عبر شيطنة المقاومة المسلحة والشعبية.
وأضاف حمادة، في تصريح له، أ، "السلطة تعيش حالة اهتراء أكثر من أي حالة عربية، فالحالات العربية تمثل أنظمة ومؤسسات وتسود على شعب يمتلك أرضاً، وذات كيانية مستقلة، طبقاً للتعريف الدولي".
وأضاف: "أما الحالة الفلسطينية فهي مازالت في مرحلة التحرر الوطني من الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي، ومن أهم شروط تماسك حركات التحرر الوطني هي وحدتها المؤسساتية والسياسية والإلتحام بينها وبين شعبها، ومعظم هذا مفقود في الحالة الفلسطينية".
وتابع: "فأصحاب القرار في السلطة الفلسطينية يعيشون حالة إنكار للواقع، كما يعمدون إلى تزييفه، ليبرروا حالة الإنكار التي يعيشونها. فهم يؤكدون على شرعية القيادة وكأن هناك إحساساً بأن الشرعية لا تستند على قاعدة صلبة، فحلت كل ما من شأنه تعزيز هذه الشرعية ومدها بعناصر القوة والثبات، عبر حل مؤسسات الشرعية كالمجلس التشريعي، وعطلت الانتخابات العامة، بقرار منفرد وعطلت المجلس المركزي، وأفرغت اللجنة التنفيذية من مضمونها".
وبين أن السلطة تعمل على نزع صفة الوطنية الفلسطينية عن المقاومة المسلحة والشعبية، والادعاء أنها امتداد للنفوذ الإيراني في المنطقة، وتنزع منها مشروعها الوطني، وتدعي أنها تخدم مشاريع وأجندات خارجية، في وقت تتجاهل فيه هذه السلطة أن برنامجها السياسي في كافة عناصره معلق على العامل الخارجي (إسرائيل والولايات المتحدة، والأمم المتحدة) بعد أن فقدت هذه السلطة الإرادة للمواجهة الميدانية الحقيقية.
متجاهلة في الوقت نفسه (أي السلطة) أنها تقف مكتوفة الأيدي أمام كل هذا، أقصى ما كانت تقوم به، إصدار بيان هزيل يدعو المجتمع الدولي إلى التدخل في الوقت الذي كانت هي نفسها تضرب عن التدخل صوناً لمصالحها.
وأشار إلى، أن تلك السلطة تحولت من حركة تحرر ذات أهداف سياسية ونضالية ترقى إلى المستوى الوطني العام، إلى مجرد سلطة ذات مصالح سلطوية، تفبرك لنفسها خطاباً سياسياً يغطي على مصالحها الفئوية، و يروج لمشاريع حلول وأساليب تحرك سياسي وهمية، كالادعاء بالمقاومة السلمية.
كما وتحمل المقاومة الميدانية (وليس إسرائيل) مسؤولية السياسات الإرهابية والدموية، لدولة الاحتلال، كالقول إن 7 أكتوبر، طوفان الأقصى هو الذي أدى إلى ما أدى إليه في القطاع، كما في الضفة، في تجاهل تام، وفي محاولة للتعمية ليس على سياسات السلطة نفسها بكل ما فيها من اهتراء، بل وحتى للتعمية على سياسات الاحتلال، و أعماله اليومية. بحسب الكاتب حمادة.