اشترط الكابينت الإسرائيلي للتعامل مع الحكومة التي تضم حركة حماس أن تعترف الحركة بكيانهم الغاصب وأن تتخلى عن المقاومة وعن سلاحها وفقا لشروط الرباعية الدولية إضافة الى اعادة المحتجزين من جنود جيش الاحتلال لدى حماس.
ما نقلته هنا هو خبر حقيقي وليس نكتة ولذلك لا بد من الرد عليه بغض النظر إن كان أشبه بنكتة أو أنه صدر عن مجموعة غريبة الأطوار تحتاج الى علاج نفسي طويل الأمد.
أولاً نبدأ بالعلاقات الاسرائيلية مع السلطة والحكومة ألا يعلم قادة الكيان الاسرائيلي أن المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية متوقفة مع السلطة الفلسطينية منذ عام 2014 رغم اعترافها بالاحتلال وتنسيقها الامني وغض الطرف عن كل جرائمها ؟ ألا يعلم قادة الكيان أن التنسيق الأمني رغم "قدسيته" عند البعض متوقف بجميع أشكاله منذ عام تقريبا لأسباب كثيرة منها الاعتداءات على القدس وعدم وقف الاستيطان في الضفة الغربية والأهم من كل ذلك محاولة (إسرائيل) التملص من حل الدولتين والغاء اتفاقية أوسلو والالتفاف على السلطة ومحاولتها انجاز تسويات سياسية مع الدول العربية قبل تنفيذ أي بند من بنود المبادرة العربية للسلام.
أما فيما يتعلق باللجنة الرباعية الدولية فقد هاجمتها منظمة التحرير واتخذت السلطة الفلسطينية قرارا بمقاطعتها في شهر تموز 2016 على ضوء تقرير كان يهدف الى تخريب الجهود الفرنسية لإحياء عملية التسوية حيث اعتبر التقرير حينها منحازا لـ(إسرائيل) وضربة موجهة الى الشرعية الدولية والقانون الدولي، وهذا يعني أن السلطة نفسها لم تعد تعترف باللجنة الرباعية وليس فقط بشروطها، ومن ناحية أخرى اعترف توني بلير مؤخرا أنه أخطأ والرئيس الأميركي جورج بوش الابن عندما قاطعوا حركة حماس بعد نجاحها في الانتخابات في عام 2006، وكان لا بد عليهم أن يسعوا للحوار بدلاً من مقاطعة الحركة الفلسطينية، أي أن اللجنة الرباعية مخطئة والسلطة لا تعترف بها فلماذا يتمسك بها وبشروطها الكابينت الاسرائيلي ؟
باختصار نقول إن العدو الاسرائيلي لا يخجل ولا يريد التعامل مع أي فلسطيني سواء اعترف به أم لم يعترف، ونحن نعتبر أن المصالحة وتشكيل الحكومة شأن داخلي لا يحق لأي جهة أن تتدخل به فضلا عن العدو الاسرائيلي الذي لا نعتبره جهة خارجية ولا نعتبره كيانا شرعيا بل هو دخيل طارئ لن يطول به المقام في فلسطين.