اتهم أربعة من كبار أساقفة كنيسة إنجلترا (إسرائيل) بالتصرف وكأنها فوق القانون في رسالة لاذعة بشأن عنف حكومة الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
ويقول الأساقفة، بقيادة راشيل ترويك، أسقف غلوستر، إن "التمييز بين عنف المستوطنين وعنف الدولة أصبح ضئيلاً الآن"، في حين تشهد المجتمعات الفلسطينية تصاعداً في الهجمات والسلب وهدم المنازل والحرق العمد.
وبلغة صريحة غير معتادة، قالوا: "لقد شهدنا تسارعاً وتكثيفاً حادين في بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم المنازل في الضفة الغربية، مما أدى إلى تفاقم أنماط القمع والعنف والتمييز ضد الفلسطينيين القائمة منذ فترة طويلة".
وطالب الأساقفة حكومة الاحتلال الإسرائيلية "بالتوقف عن التصرف وكأنها فوق القانون بشكل فريد". ويقولون إن الدعوة التي وجهتها الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلى (إسرائيل) لإنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة "لا يمكن أن تكون فجراً كاذباً آخر". ويتعين على الأمم المتحدة "أن تتجاوز الكلمات القوية وتتفق على مجموعة قوية من التدابير لضمان امتثال (إسرائيل)" للقانون الدولي.
ومن بين الموقعين على الرسالة أيضاً جولي فرانسيس دهقاني، أسقف تشيلمسفورد، وجراهام آشر، أسقف نورويتش، وكريستوفر تشيسون، أسقف ساوثوورك. ويشغل الأربعة مقاعد في مجلس اللوردات، ومن المتوقع أن يتنافس اثنان منهم على الأقل على منصب رئيس أساقفة كانتربري المقبل.
ويستشهدون بقضية عائلة قيسية المسيحية باعتبارها من بين "العديد من المجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك المسيحيون، [الذين] معرضون لخطر جسيم يتمثل في فقدان كل شيء ثمين بالنسبة لهم".
وتقول الرسالة إن العائلة طُردت بالقوة من أرضها التي تعود إلى أجدادها بالقرب من بيت لحم. "لقد هدمت السلطات الإسرائيلية منزلهم ومطعمهم عدة مرات على مدار السنوات الاثنتي عشرة الماضية وسمحت بإنشاء مستوطنة غير قانونية على أرضهم، ولكن حتى الآن استمرت العائلة في إيجاد طرق لزراعة الأرض".
وقالت أليس قيسية إنهم طردوا على الرغم من امتلاكهم وثائق من "الإدارة المدنية" - الهيئة الإسرائيلية التي تحكم الضفة الغربية المحتلة - تؤكد ملكيتهم للأرض. وتم إخلاء العائلة في 31 يوليو/تموز، بعد مواجهة مع المستوطنين المصحوبين بقوات الاحتلال.
وقالت كيسيا لصحيفة "تشيرش تايمز" إن المستوطنين استغلوا الحرب في غزة لطرد عائلتها بعد عقدين من المضايقات. وأضافت: "لقد عانينا من هذا لأكثر من 20 عامًا، لكننا نقاوم".
وقال الأساقفة إن قضيتهم كانت "مأساة إنسانية"، وأضافوا: "سنواصل الوقوف في الصلاة والتضامن مع عائلة قيسية، وآلاف مثلهم، وهم يقاومون ظلم الاحتلال".
وتسارعت وتيرة اعتداءات المستوطنين ونمو المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. ففي الأشهر العشرة التي أعقبت الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وثقت الأمم المتحدة نحو 1270 اعتداء، مقارنة بـ 856 اعتداء في عام 2022 بأكمله.
وقالت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم"، إن عنف المستوطنين الإسرائيليين واعتداءاتهم أجبرت الفلسطينيين على النزوح من 18 قرية على الأقل خلال نفس الفترة.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ايتشهد نحو 600 فلسطيني في الضفة الغربية ــ 570 منهم على الأقل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية، و11 على الأقل على يد المستوطنين، وفقاً للأمم المتحدة.