أثارت كلمة منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية ضجة واسعة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا سيّما بعد أن قالت إن حكومة الاحتلال تشن حربًا تجعل غزة منطقة غير قابلة للحياة.
وقالت مديرة المنظمة الحقوقية يولي نوفاك، أمام مجلس الأمن، "إن الإسرائيليين يخرجون بمئات الآلاف إلى الشوارع غاضبين يائسين ويشعرون بأن دتل أبيب قد خانتهم، لا سيّما بعد إعلان مقتل الأسرى الستة".
وأكدت (نوفاك) في كلمتها، "أن الإسرائيليين أصبحوا يدركون أن “حكومتهم ليست معنية بإعادة المخطوفين في إطار صفقة ووقف الحرب، بل العكس ـ الاستمرار فيها أكثر فأكثر، وبأن الاحتلال والمستوطنات أهم من حياة البشر بكثير".
ومن جهته، هاجمها داني دانون -السفير الإسرائيلي بالأمم المتحدة- قائلًا “قدمت يولي نوفاك إحاطة للمجلس في خمس دقائق، ونشرت أكاذيب مثل تطلعات إسرائيل لغزو غزة، ووصفتنا بدولة الفصل العنصري، واتهمتنا بارتكاب جرائم حرب”.
وتابع “يبدو أن يولي نسيت من ارتكب جرائم الحرب في صباح السبت الأسود، حين اغتصب النساء وقتل الأطفال في أسرّتهم. دولة إسرائيل لم تختر هذه الحرب، حماس هي المسؤولة الوحيدة عن كل ما يحدث في قطاع غزة”.
في المقابل، قال المدون براين مرلين “لقد كان الجيش الإسرائيلي ينشر صور جثث وعمليات قتل منذ يوليو/تموز 2017، كيف تتوقع من اليهود الآخرين أن يتجاهلوا الواقع؟ لا، أنا أرفض تجاهل الفظائع التي ترتكب من جانبنا، أرفض تجاهل المنطق! الجيش الإسرائيلي لديه جثث على تليغرام أكثر مما تملك حماس“.
بينما وصفت مدونة أخرى الخطاب بالقوي للغاية، وقالت “هي على دراية تامة بالفظائع التي ارتكبها هؤلاء الوحوش ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة لعقود، وأحييها على شجاعتها في التحدث عن ذلك”.
وبحسب "بتسيلم"، فقد دعت دولة سلوفينيا -تترأس المجلس حاليًا- مديرة المنظّمة الإسرائيليّة “من أجل الوقوف على الأوضاع بين النهر والبحر عقب الحرب في المنطقة، إذ تختص المنظّمة المدعوّة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان”.
وقالت يولي نوفاك التي ألقت خطابها بمجلس الأمن، الساعة 22:00 مساء الأربعاء، إن “الحكومة الإسرائيلية تستغل الموقف على نحو وحشي وساخر، صُدمنا جميعًا من الأعمال المروّعة التي وقعت في السابع من أكتوبر لكي تحقق، بعنف مرعب مشروعها القومي الرامي إلى احتلال البلاد وتكريس الفوقية اليهودية في كل المنطقة الممتدة بين نهر الأردن والبحر المتوسط”، بحسب تعبيرها.
وأضافت "تشن حكومة إسرائيل حربًا ضد الشعب الفلسطيني وسط ارتكاب جرائم حرب بوتيرة شبه يومية تقريبًا لضمان تحقيق أهدافها".