فلسطين أون لاين

"بتسيلم" عن الانتهاكات الفظيعة بحق الأسرى: "لاهاي" تقترب و"سدِّي تيمان" في قفص الاتِّهام

...
معتقل-سديه-تيمان-1722253751.jpg
ترجمة خاصة/ فلسطين أون لاين

كشف حجاي العاد، المدير التنفيذي السابق لمنظمة "بتسيلم"، عن الانتهاكات الفظيعة التي تعرض لها السجناء الفلسطينيون في قاعدة "سدي تيمان" العسكرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنها قد تؤدي إلى مساءلة دولية.

العاد عرض في مقال نشرته صحيفة "التايمز الأيرلندية" يوم السبت، تفاصيل صادمة عن أساليب التعذيب الوحشية التي تُمارس ضد المعتقلين الفلسطينيين في هذه القاعدة، حيث استشهد 36 فلسطينيًا خلال احتجازهم، حسبما أفادت تقارير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

في مقاله، أوضح العاد أن طبيبًا إسرائيليًا من المنشأة الطبية المرتبطة بسدي تيمان قد أرسل رسالة إلى وزير جيش الاحتلال والمدعي العام، محذرًا من التواطؤ الواسع في خرق القوانين الإنسانية. كما أشار إلى أن الاعتقالات الأخيرة التي طالت مجموعة من جنود الاحتياط بتهم الاعتداء الجنسي والإيذاء الجسدي الشديد بحق معتقل فلسطيني أثارت غضب الساسة الإسرائيليين، ليس بسبب الجرائم، بل بسبب التحقيقات التي بدأت.

وأشار إلى أن تسليط الضوء على هذه القضية يعكس تناقضًا بين السلطات القانونية والسياسية في (إسرائيل)، حيث تظل المساءلة الحقيقية نادرة الحدوث، ولا تُلاحَق إلا في حالات تستقطب اهتمامًا دوليًا واسعًا.

العاد ذكر أن النظام الإسرائيلي يعتمد على تحقيقات زائفة تتبع نمطًا محددًا: بدءًا بتلقي الشكاوى، ثم إجراءات قانونية شكلية، تليها مماطلة مستمرة حتى يفقد الرأي العام اهتمامه، مما يؤدي إلى إغلاق القضايا دون تحقيق العدالة. هذه الاستراتيجية تحافظ على صورة "النظام القانوني المعياري" أمام المجتمع الدولي بينما تتجنب المخاطر القانونية الحقيقية.

لكن العاد اعتبر أن هذا النظام أصبح غير مستدام مؤخرًا، سواء على الصعيدين الداخلي أو الدولي. فقد أصبح من الصعب على (إسرائيل) إنكار التمويه المنظم الذي تمارسه بعد سنوات من التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان. مع الضغط المتزايد من الجمهور الإسرائيلي، والاهتمام الدولي المتزايد بالقضايا الإنسانية، تبدو مسألة مساءلة (إسرائيل) من قبل محكمة لاهاي أكثر قربًا من أي وقت مضى.

وفي ختام مقاله، أشار العاد إلى أن التحقيق في قضية سدي تيمان قد يكون مجرد بداية لمساءلة أوسع نطاقًا. قد تكون الأوامر الدولية بالاعتقال من محكمة لاهاي وشيكة، وهو ما قد يجبر (إسرائيل) على مواجهة واقع جديد.

العاد اعتبر أن هذه التطورات تمثل بادرة أمل للعدالة والمساءلة، حيث لن تكون التحقيقات الزائفة كافية لحماية مسؤوليها من المحاسبة.