فلسطين أون لاين

"خروج المستشفى الوحيد عن الخدمة"

المرضى النفسيون بغزة .. معاناة مضاعفة بفعل الإبادة "الإسرائيلية" الجماعية

...
غزة/ علي البطة

أكد الدكتور هشام المدلل مدير دائرة التخطيط وتطوير الصحة النفسية بوزارة الصحة في غزة، أن حرب الإبادة الإسرائيلية الجماعية على قطاع غزة تسببت بآثار كارثية على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، ونتج عنها ضغوط واسعة زادت الطلب على الخدمات النفسية.

وقال المدلل في مقابلة مع "فلسطين أون لاين"، إن المرضى النفسيين من أكثر الفئات الهشة والأشد تضررا منذ بدء الحرب العدوانية على قطاع غزة من عدة نواح، ففي البداية خرج مستشفى الطب النفسي في مدينة غزة عن الخدمة بسبب قصفه واخلائه قسرا من جيش الاحتلال "الإسرائيلي".

وبيّن أن المستشفى هو الوحيد الذي كان يقدم خدماته في القطاع لـ 3600 مريض نفسي ما بين استقبال ومبيت ومراجعة ومتابعة، وهو كان يضم 39 سريرًا. 

كما أشار إلى خروج 6 مراكز للصحة النفسية المجتمعية عن الخدمة التي كانت تقدم لـ30 ألف مريض مسجل لديهم.

ونبّه إلى أنهم الآن يقدمون الخدمات في مرافق ضيقة لا تتناسب مع تقديم الخدمات علاوة على عدم تغطية المرافق للقطاع وبعدها كذلك عن تجمعات المواطنين.

وذكر أن أكبر تحد يواجههم يتمثل في النقص الشديد في الأدوية النفسية والذي أثر على كثير من المرضى وخصوصا المرضى المزمنين، مبينا على سبيل المثال أن هناك قرابة ألفي مريض كانوا يتلقون علاج الانفصام المستعصي والآن لم يعد متوفرا.

وأكد أن هذا الدواء يؤخذ لمدة طويلة تصل لمدى العمر، وعدم تناوله يحدث انتكاسة خطيرة.

وأشار إلى أن قائمة الأدوية النفسية تضم 22 صنفًا أساسيًا إلى جانب أدوية بديلة حال نقص صنف معين، غالبيتها غير متوفر، والمتوفر اليوم ٧ أصناف دواء فقط وبكميات قليلة جدا.

وبيّن أن الأدوية تتوزع على ثلاثة أنواع، وهي: مضادات الاكتئاب، متوفرة بكميات قليلة، ومضادات الذهان، متوفرة بكميات قليلة، ومضادات القلق، وهذه مقطوع تماما منذ بدء الحرب لرفض الاحتلال إدخالها لغزة.

وحذر المسؤول الصحي بأن نقص الأدوية له نتائج خطيرة جدا على المريض نفسه وأسرته وعلى المجتمع، خصوصا المرضى المزمنين، مؤكدا أن خطرهم يشتد وهم خارج المشفى وخارج المنزل كذلك.

وأضاف أن خطورتهم تتمثل في السلوك العدواني تجاه المجتمع والمشاكل الأسرية ويمكن أن تصل الخطورة للأفكار الانتحارية، بالإضافة إلى تعزيز الوصمة المجتمعية، وهذا يشكل عبئا على الأهالي.

وقال المدلل: لدينا 25 طبيبًا في الصحة النفسية بالوزارة لكننا نحتاج لأعداد أكثر في غزة لمواجهة التحديات.

وأكد أن هناك ازديادًا ملحوظًا على طلب الخدمات النفسية منذ بدء العدوان، منبها إلى أن ما يتوفر من مساعدة دولية لمواجهة الحالة النفسية محدود جدًا.

وأشار إلى أن المؤسسات الدولية لم تقدم سوى شاحنتي دواء نفسي وهي ليست الكميات المطلوبة، داعيا المجتمع الدولي ومؤسساته للتدخل الحقيقي لتوفير الأدوية للمرضى النفسيين للتخفيف من آثار الصدمات النفسية التي تنتاب المرضى

وحث المجتمع الدولي للمساعدة في ترميم البنية النفسية التحتية للمجتمع الفلسطيني والعمل على توفير الدواء الخاص بالأمراض النفسية عاجلا لمنع مزيد من التدهور النفسي خصوصا للفئات الأكثر تضررا.