فلسطين أون لاين

عن اعتذار الثعلب "بلير"

أقر رئيس الوزراء البريطاني السابق "توني بلير" بأنه وزعماء آخرين في العالم ارتكبوا "خطأ" بدعم مقاطعة حركة حماس، بعد نجاحها في انتخابات 2006م، معربًا عن أسفه لاتخاذ القرار، وفق ما نقل عنه قبل يومين.


بعد تصريحات "بلير" جاءت مطالبة الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" المجتمع الدولي بإلغاء الشروط المفروضة على حماس، ومعالجة آثار الحصار الظالم والحروب غير الإنسانية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة.


"بلير" الذي له باع طويل ويد مجرمة في قتل وتهجير وجرح ملايين العراقيين بحجة امتلاك العراق أسلحة دمار شامل التي ثبت عدم صحتها راح يراوغ من جديد، فحماس تقاوم احتلالًا بطريقة قانونية، وهو ما يقره القانون الدولي الإنساني، بعكس ما صرح به "بلير" أكثر من مرة أنها حركة إرهابية، دعمًّا للاحتلال في ظلم واضح للفلسطينيين.


قبل 11 عامًا "بلير" أيد بصفته رئيسًا للوزراء آنذاك قرار البيت الأبيض بزعامة جورج بوش، وقف المساعدات عن الحكومة العاشرة التي شكلتها حركة حماس وقطع العلاقات معها، ما لم توافق على شروط الرباعية (الاعتراف بـ(إسرائيل)، ونبذ العنف، والالتزام بالاتفاقات السابقة بين (إسرائيل) وفتح)، وقد رفضت الحركة الشروط.


"بلير" قال أيضًا وهو يتحدث في مقابلة مع الصحفي البريطاني "دونالد ماسينتير" لاستخدامها في كتاب: "إن المجتمع الدولي يجب أن يحاول سحب حماس إلى حوار، وقلب مواقفها، وأعتقد أن هذا هو ما سيكون في وقت لاحق".


بلير بعدما غادر منصبه مبعوثًا للجنة الرباعية في الشرق الأوسط كشف عن صعوبة تنفيذ ذلك، لأن الإسرائيليين كانوا معارضين جدَّا، إذًا كانت المقاطعة استجابة لضغوط الاحتلال، وهو ما يرينا مدى نفاق المجتمع الغربي، والرباعية الدولية، اللذين يخضعان للضغوط لا القانون والحق والمنطق.


ولما كانت حماس حركة إرهابية؛ فلمَ يعقد "بلير" ستة لقاءات مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سابقًا، لبحث إمكانية وقف إطلاق النار؟!، فلو لم تصمد حماس لما عقد معها "بلير" أي لقاء، فلا مكان للضعفاء في هذا العالم المتوحش الذي يحكمه قانون الغاب.


وصرح "بلير" قائلًا: "إن قطع المجتمع الدولي الاتصالات الرسمية مع حماس أدى إلى تآكل النفوذ الغربي في المنطقة، وزاد من عزلة ومعاناة مواطني غزة، وساعد على دفع حماس إلى أحضان إيران، وكل ذلك دون إزاحتها عن سيطرتها على غزة"، إذًا كان الهدف الوحيد للرباعية هو إضعاف حماس وإنهاءها، وهو هدف الاحتلال.


صحيفة (جارديان) البريطانية نقلت عن الثعلب "بلير" قوله: "إن فكرة التفاوض مع حماس وفتح كل منهما على حدة فكرة سيئة جدًّا؛ فإنك ستكون مضطرًّا إلى تقديم تنازلات لكل واحدة منهما، أما إذا كانت تتعامل مع مجموعة فلسطينية موحدة فستكون الأمور أفضل بكثير".


في المحصلة اعتراف "بلير" يجب أن يبنى عليه فلسطينيًّا، بأن تتراجع الرباعية عن شروطها، وعن ممارسة الضغوط على حماس، وأن تمارس الضغوط على من يمارس الظلم والاحتلال، ولكن هيهات هيهات؛ فالعلاقة ليست عواطف وحقوقًا، بل قوى تتصارع فيما بينها، والقوي هو من يفرض شروطه ورؤيته لحل الأمور، ومقاييسه في هذا العالم.