فلسطين أون لاين

الاحتلال يشن حرب إبادة للشعب الفلسطيني

قيادي أردني لـ"فلسطين أون لاين": المقاومة بغزة قدّمت أداءً احترافيًا ضد الاحتلال أذهل الجميع

...
عمان- غزة/ نور الدين صالح

 حادثة السابع من أكتوبر شكّلت ضربة قاسية للعدو

الدور العربي متآمر على الشعب الفلسطيني

أشاد الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني سعيد ذياب، بأداء المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن عدواناً ممنهجاً ضد سكانه، مشدداً على أن "الاحتلال يرتكب حرب إبادة للشعب الفلسطيني منذ أكثر من تسعة أشهر".

وأكد ذياب خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين أون لاين"، أن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته أذهل العدو قبل الصديق في كل أنحاء العالم، قائلاً: "الجميع تفاجئ باحترافية القاتل الفلسطيني الذي قدّم نموذجاً مميزاً أكثر من الجيوش النظامية في العالم".

وأوضح أن المقاومة في غزة تقدم درساً في قدرتها على التكيف مع تطور المواجهة واستخدام الأساليب القتالية لإيقاع المزيد من الخسائر في صفوف العدو الإسرائيلي، لافتاً إلى أن الأيام القادمة ستكشف أكثر عن حجم الخسائر والأضرار التي لحقت بالعدو الذي يُحاول اخفائها في الوقت الراهن.

وأضاف "أن هؤلاء المقاتلين الفلسطينيين يتمسكون بقضيتهم ولا يزالون يمرغون أنف هذا الجيش الذي لا يقهر كما يدّعي، رغم الدعم المطلق من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بكل صنوف الأسلحة وقنابل الدمار، فهم يدافعون عن قضيتهم وأهلهم وشرفهم".

وبيّن ذياب أن حادثة السابع من أكتوبر 2023 شكّلت ضربة قاسية للعدو، وهو ما يعني أن انتصار المقاومة الفلسطينية سيتحقق، متابعاً "أن العقل الفلسطيني نجح في ابتداع أساليب مواجهة الاحتلال بأبسط الإمكانيات، وأفشل الكثير من مخططاته".

حرب إبادة

في السياق، شدد ذياب، على أن الاحتلال الإسرائيلي بارتكابه الجرائم المتكررة في قطاع غزة يثبت للجميع أنه يخوض حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني.

وقال إن الاحتلال يسعى لإيصال سكان قطاع غزة لمرحلة التفكير في الهجرة، مستدركاً "لكن الفلسطينيون أكثر وعياً وهم صامدون ومتمسكون بقضيتهم العادلة".

ولا يزال العدوان الإسرائيلي الذي انطلقت شرارته في السابع من أكتوبر 2023، مستمراً منذ أكثر من تسعة أشهر، حيث أسفر عن استشهاد أكثر من 38 ألفاً وإصابة أزيد من 90 ألفاً آخرين- غالبيتهم من النساء والأطفال- كما تسبب في تدمير هائل للبنية التحتية مخلفاً "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لتقارير فلسطينية ودولية.

وبيّن أن هناك تحركات شعبية ووقفات احتجاجية نصرة للشعب الفلسطيني وللمطالبة بإغلاق السفارة الإسرائيلية في الأردن وطرد السفير الإسرائيلي منها، وإنهاء التطبيع والاتفاقيات الموقعة بين الأردن وإسرائيل.

واعتبر التحركات الشعبية في الأردن والدول العربية الأخرى لا تتوافق وحجم جرائم الاحتلال في قطاع غزة، مضيفاً "من حق أهلنا في غزة على كل الشعوب العربية بموقف أكثر حاسم وفاعل في التأثير على هذه الأنظمة العميلة التي انحازت للعدو عبر تقديم الدعم له".

ورأى أن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يريد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كونه يعتبر حادثة السابع من أكتوبر تشكل تهديداً لوجود الكيان وهزت أركانه.

وقال: إن "نتنياهو يرى أن السماح للمقاومة بالانتصار عبر وقف إطلاق النار وابرام صفقة تبادل أسرى هي بداية الهزيمة الحقيقية "لإسرائيل"، لذلك يصر على وضع العقبات والتعنت في هذا الطريق".

ووفق ذياب، فإن نتنياهو لا يزال يتمسك بالشروط التي أعلنها رغم فشله بتحقيقها سواء بالقضاء على حركة حماس أو تحرير الأسرى من قطاع غزة، وهو ما يجعله يبحث عن عقبات في طريق إتمام الصفقة بالتشارك مع الإدارة الامريكية.

والعامل الثاني بحسب ذياب، أن وقف إطلاق النار يعني دخول نتنياهو للمحاكمة وربما السجن، لذلك يستمر في التعنت وإفشال الصفقة، مشيراً إلى أن حكومة نتنياهو من أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفا وفاشيا، لذلك تظهر هذا التعنت كواقع للتعبير عن فاشيتها تجاه الشعب الفلسطيني.

وبيّن أن المقاومة أبدت درجة عالية من المرونة مع التمسك بالثوابت لكن نتنياهو يعطل هذه الصفقة ووقف إطلاق النار عبر وضع شروط وعثرات جديدة في طريقها.

دور متآمر

إلى ذلك، انتقد الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي، ضعف الدور العربي تجاه جرائم الاحتلال في قطاع غزة، واصفاً إياه بأنه "دوراً متآمراً".

وقال: "نرتكب خطأً بحق أنفسنا والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لأننا لم نقدم الدعم الكافي لهم"، مشيراً إلى أن الأنظمة العربية انكشفت أكثر في المرحلة الحالية أكثر من المراحل السابقة.

وعبّر عن استغرابه من تآمر بعض الأنظمة العربية على المقاومة الفلسطينية ودعمها الكامل للعدو والإدارة الامريكية.

وأوضح أن هذه الأنظمة وُجدت لتقوم بدور وظيفي يقوم على دعم الكيان والسكوت عن جرائمه، وليست لخدمة الشعوب العربية، معتبراً أن هذا الأمر يكشف حجم الحاجة الملحة والمسؤولية على الشعوب العربية والقوى السياسية بالتحرك الجدي للوقوف في وجه هذه الأنظمة التي باتت عاراً على الشعوب.