قبل أن نتحدث عن أي حلول مستقبلية أو استراتيجيات لإدارة قطاع غزة، هناك شروط ومطالب أساسية يجب تحقيقها لضمان نجاح أي جهود تبذل في هذا السياق. هذه الشروط ليست مجرد مطالب عابرة، بل هي حقوق إنسانية وسياسية أساسية لا يمكن التفاوض عليها.
أولاً، يجب أن ينسحب الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزة، خصوصاً من محوري فلادلفيا ونتساريم. ويجب رفع الحصاؤ المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة، فقد تسبب في معاناة لا توصف، وأثر بشكل كبير على حياتهم اليومية. لا يمكن الحديث عن أي حلول مستقبلية واستقرار دون رفع هذا الحصار الظالم الذي يعزل غزة عن العالم الخارجي ويعوق دخول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية، ويعيق حركة أهلها
ثانياً، يجب تقديم إغاثة شاملة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. إن الاحتياجات الإنسانية الملحة تتطلب استجابة فورية وعاجلة من المجتمع الدولي. الغذاء، المياه النظيفة، الرعاية الصحية، والتعليم، كلها حقوق أساسية يجب توفيرها لسكان غزة بشكل مستدام.
وفيما يتعلق بموقف حماس، فإن الحركة تبدي استعدادها للانفتاح على جميع الخيارات التي تساهم في تحسين الوضع في غزة، وهي معنية بشراكة كاملة مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف. ومع ذلك، فإن هذه الشراكة يجب أن تقوم على أساسين رئيسيين:
1. برنامج وطني: يجب أن يكون هناك توافق على برنامج وطني شامل يحدد الأهداف والوسائل لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني. هذا البرنامج يجب أن يعكس تطلعات وآمال الفلسطينيين في الحرية والاستقلال والكرامة.
2. حماية وتعزيز المقاومة الفلسطينية: يجب أن تتضمن أي حلول حماية وتعزيز المقاومة الفلسطينية وبناء مشروعها بشكل متكامل. الفلسطينيون يجب أن يكونوا قادرين على ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم وبناء دولتهم المستقلة، وهذا يتطلب دعماً مستمراً وإيجابياً من جميع الأطراف، بالإضافة إلى منح كتائب القسام الحرية الكاملة في العمل ومراكمة قوتها دون أي قيود.
ومن الضروري أيضًا أن يكون هناك دور عربي تنسيقي فعال مع حماس، لضمان تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية. هذا الدور يجب أن يكون قائماً على التعاون والتنسيق الوثيق والبناء.
في الختام، الحلول الممكنة لمستقبل قطاع غزة تبدأ بتحقيق هذه الشروط الأساسية، والتي تمثل الخطوات الأولى نحو بناء مستقبل أفضل للفلسطينيين في غزة. لا يمكن تجاهل هذه الحقوق الأساسية أو الالتفاف حولها، فهي أساس أي حل يجب ان يطرح.