ما تزال مأذنة مسجد "أمان" في مدينة غزة، صامدة تصدح بالأذان في مواقيته رغم تدميره من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م.
فمنذ بداية الحرب المستمرة، تعمد جيش الاحتلال بطيرانه الحربي ومدافعه تدمير المساجد في مختلف أنحاء القطاع، وارتكاب آلاف المجازر المروعة بحق المدنيين والأبرياء العزل.
ولم يتوقف نداء المؤذن للصلاة، رغم الدمار الذي لحق بالمسجد وتناثر أنقاضه في كل مكان حتى بات من الصعوبة الدخول إليه وأداء الصلاة بداخله بعد أن كان يستقبل مئات المصلين والمقبلين على حفظ القرآن الكريم، والحديث الشريف.
إعادة إعمار
وقال الخمسيني علي جودة، أحد رواد المسجد: إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد في تدمير مساجد القطاع، فهو يعلم أن تحث على التمسك بالقرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة وتطبيقها وعدم التفريط بالأرض والتصدي لمن يحاول سرقتها.
وأضاف جودة لمراسل "فلسطين أون لاين": أن الاحتلال لا يتوانى في تدمير دور العبادة، وتشريد أبنائنا منها وقتلهم والتنغيص عليهم في محاولة منه لدفعهم للاستسلام والرضوخ لمطالبه، مردفًا لكنه واهم ولن ينجح بذلك مهما فعل فلن نتخلى عن أرضنا وسنعيد اعمار مساجدنا وإحيائها مجددًا.
ودعا أحرار وشرفاء العالم للوقوف إلى جانب شعبنا، وإنهاء الحرب المدمرة على القطاع، والعمل على إعادة إعمار المساجد حتى تصدح مجددًا بالأذان وتعمر المصلين وطلبة العلم.
ومع كل نداء للأذان ينطلق المسن محمد الغندور، مسرعًا لأداء الصلاة في جماعة مع بعض المواطنين على مقربة من المسجد وتلاوة بعض السور وآيات من القرآن الكريم على أنقاضه.
ويصر الغندور، على تلبية النداء رغم حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، واستهداف المساجد بشكل متعمد، مؤكدًا أن هذه ليست المرّة الأولى الّتي يستهدف فيها الجيش مساجد القطاع ففي كل عدوان تقصف وتدمر.
وتساءل الغندور، عن موقف الدول التي تشرع القوانين وتدعو إلى حرية الديانات وعدم المساس بدور العبادة ومعاقبة من يخالف ذلك، ليجيب: أن صمتهم عما يدور من جرائم في القطاع، بمثابة مشاركة وضوء أخضر لجيش الاحتلال ليواصل مجازره بحق المدنيين والأبرياء العزل وتدمير المساجد والمنازل على رؤوس أصحابها.
ودعا العالم أحرار وشرفاء العالم والشعوب العربية والإسلامية النزول إلى الشوارع والضغط على حكوماتها لوقف الحرب المستمرة على القطاع، ولأن تعمر المساجد ويعود المصلين إليها.
وفي 15 مايو/أيار الجاري، نشر جيش الاحتلال مقطع فيديو يوثق تفخيخ ونسف أحد مساجد القطاع، بالإضافة إلى نشر صورة لإحراق أحد المساجد، ونسخ من القرآن الكريم.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، قالت في الـ 18 مايو/أيار الماضي: إن الاحتلال يواصل انتهاك جميع المحرمات الدينية والإنسانية والقوانين الدولية باعتدائه المتواصل على قطاع غزة، وتدميره البيوت والمستشفيات والمنازل والمساجد والكنائس وكل دور العبادة.
وأضافت الوزارة، في بيان لها، أن صواريخ وقنابل الاحتلال الإسرائيلي سوّت 604 مساجد بالأرض ودمرتها تدميراً كاملاً، بالإضافة إلى تضرر 200 مسجدٍ بأضرار جزئية بالغة، وتدمير 3 كنائس".
وتشن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، حربًا مدمّرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى تدمير المساجد والمدارس والمستشفيات و البنية التحتية.