فلسطين أون لاين

مخطط نتنياهو لـ "صفقة جزئية" مع غزَّة يُثير غضبًا بـ "إسرائيل".. وهكذا علّقت حماس

...
بنيامين نتنياهو
غزة/ فلسطين أون لاين

قوبل حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للقناة الـ14 العبرية "اليمينية المتطرف" عن "صفقة جزئية" لإطلاق سراح المحتجزين في غزة ثم استئناف الحرب لاحقا بغضب لدى أهالي الأسرى وانتقادات داخلية وخارجية.

وقال نتنياهو -في أول مقابلة له مع قناة عبرية منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي– إنه مستعد للتوصل إلى صفقة يستعيد خلالها المحتجزين لدى حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وباقي الفصائل، ثم يعود بعدها إلى الحرب.

وقال نتنياهو في مقابلة مع القناة 14 العبرية، يوم الأحد، إن التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بشكل دائم ليس خيارًا حتى يتم "القضاء على حماس". رغم أن القضاء على حماس هو هدف يعتقد جيش الاحتلال والعديد من الخبراء العسكريون أنه غير قابل للتحقيق.

وعن تأييده لصفقة تتضمّن التزاماً بإنهاء الحرب، أجاب نتنياهو: "لا. أنا لست مستعداً لإنهاء الحرب وترك حماس. أنا مستعد لعقد صفقة جزئية، تعيد إلينا بعض الأشخاص، وهذا ليس سراً.  لكننا ملتزمون بمواصلة الحرب بعد الهدنة، من أجل استكمال هدف القضاء على حماس. لست مستعدًا للتخلي عن ذلك".

ورغم ادعائه أن الأمر "ليس سرا"، نقلت وسائل إعلام عبرية اليوم، منها موقع واينيت، عن مسؤولين إسرائيليين مطّلعين على التفاصيل، لم تسمّهم، دهشتهم من كلام نتنياهو.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن أقواله لا تتعارض مع الاقتراح الذي عرضه بايدن فحسب، بل تتعارض أيضاً مع التفويض الذي سمح هو نفسه لفريق التفاوض بتقديمه، مشيرين إلى أن "نتنياهو يتملص مما قدمناه، والذي تضمن في النهاية وقف الحرب".

وقالت مصادر لصحيفة "هآرتس" وموقع "واللا" الإخباري إن التعليقات تسببت في أضرار جسيمة لمحادثات وقف إطلاق النار الجارية.

وقال أحد المصادر لصحيفة "هآرتس": "لقد أوضح نتنياهو اليوم أنه غير مهتم بالإفراج عن جميع الرهائن - وهو الطلب الذي يقدمه بنفسه لحماس - وليس على استعداد لتقديم التعويضات التي تطالب بها حماس".

وأثارت هذه التعليقات غضبًا في إسرائيل، حيث بدا أنها تشير إلى أن نتنياهو لم يكن يعمل على إطلاق سراح جميع الأسرى الـ 120 الذين ما زالوا في غزة.

ومن جهته، أدان "منتدى الرهائن والعائلات المفقودة"، وهو منظمة تناصر إطلاق سراح الأسرى، نتنياهو.

وقالت المجموعة في بيان "ندين بشدة تصريح رئيس الوزراء الذي تراجع فيه عن الاقتراح الإسرائيلي". وهذا يعني أنه يتخلى عن 120 رهينة ويضر بالواجب الأخلاقي لدولة إسرائيل تجاه مواطنيها”.

وأوضحت أنها "لن تسمح لهذه الحكومة ولرئيسها بالتنصل من التزامها بشأن مصير أحبتها، وأنه يجب على رئيس الحكومة إعادتهم جميعا".

من ناحية أخرى، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن والد محتجز قضى في غزة قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يوحِ -خلال لقاء مع أهالي الأسرى القتلى في غزة- بأنه سيكون هناك أي تحول في تركيز وأهداف الجيش بالقتال في القطاع.

وأضاف المتحدث أن هناك الكثير من الإحباط لدى أهالي المحتجزين القتلى الذين يريدون التأكد من أن نتنياهو سيعيد جثث أحبائهم.

كما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" -نقلا عن مصادر مطلعة- بأن تصريحات نتنياهو تتعارض مع تفويضه فريق المفاوضات بوقف الحرب في النهاية.

ووصفت المصادر التصريحات بـ"الصادمة"، مشيرة إلى أن حماس كانت تريد التأكد من الانتقال إلى المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى.

"زلة لسان" يتطلب توضيحًا فوريًا لعائلات الأسرى

كما نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مسؤول على علاقة بالمفاوضات أن تصريحات نتنياهو تتسبب بضرر كبير لاحتمال التوصل إلى صفقة.

من جانبه، قال غادي آيزنكوت عضو مجلس الحرب السابق والعضو في الكنيست إن حديث نتنياهو عن صفقة جزئية لإعادة المحتجزين يتعارض مع قرار مجلس الحرب.

وأضاف آيزنكوت أن مجلس الحرب صوّت على صفقة كاملة على مرحلة واحدة أو صفقة شاملة على 3 مراحل، موضحا أنه ربما كان كلام نتنياهو "زلة لسان"، لكنه يتطلب توضيحا فوريا لعائلات الأسرى والجنود الذين يقاتلون الآن لإعادتهم، وفق تعبيره.

وعلى صعيد آخر، قال يولي إدلشتاين عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن -في حديث إذاعي- إن إسرائيل لن تنتصر على حماس دون إعادة المحتجزين كافة.

وأضاف أن نتنياهو يدرك أنه لا يمكن الحديث عن انتصار كامل وتدمير حماس دون إعادة المحتجزين، مشددا على فعل أي شي لإعادتهم.

وأوضح إدلشتاين أنه "مهما فعلت إسرائيل لتدمير قيادة حماس مع بقاء 120 إسرائيليا في غزة -منهم من قتل وآخرون لا يُعرف مصيرهم- فلا يمكن وصف ذلك بالانتصار".

من جهتها، قالت  حركة المقاومة الإسلامية حماس في ردها، إن الموقف الذي عبّر عنه رئيس حكومة الاحتلال الإرهابي نتنياهو، والذي يؤكد فيه استمراره في حرب الإبادة ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، بعد إتمام "صفقة جزئية" هو تأكيد جلِيّ على رفضه قرار مجلس الأمن الأخير ، ومقترحات الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وأوضحت حماس في تصريح صحافي، أن نتنياهو صرّح بشكل واضح عن نيته بعقد اتفاق جزئي يستعيد من خلاله عددًا من الأسرى فقط؛  ويستأنف الحرب بعدها، وهذا ما يدلل على تناقض ما حاولت الإدارة الأمريكية تسويقه، عن موافقة مزعومة من الاحتلال.

وشددت على أنّ إصرار حركة حماس على أن يتضمن أي اتفاق؛ تأكيدًا واضحًا على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل من قطاع غزة، كان ضرورة لابد منها، لقطع الطريق على محاولات نتنياهو المراوغة والخداع وإدامة العدوان وحرب الإبادة ضد شعبنا.