نشرت هآرتس العبرية، تحليل يكشف أن الجيش الإسرائيلي يقوم بإعداد قواته والرأي العام الإسرائيلي لإنهاء القتال في غزة. من أجل التركيز على نذر الحرب التي تصاعدت بشدة في الجبهة الشمالية (مع حزب الله اللبناني)، لكن نتنياهو لا يزال محاصراً بشبكته السياسية المذعورة والقائمة على "التفاهة والشعارات وألعاب إلقاء اللوم بسوء النية، وإطلاق الاتهامات تجاه الجيش والمتظاهرين و(الرئيس الأمريكي جو) بايدن وكل من يقف في طريقه".
نشرت الصحيفة، تحليلاً عنوانه "حرب لا نهائية وليس انتصاراً تاماً: الجيش يريد مغادرة غزة لكن نتنياهو لديه أفكار أخرى"، يرصد الفوضى التي تعصف بدولة الاحتلال والأزمات التي تحاصرها داخلياً وخارجياً، بعد يومين فقط من وصول الخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادات الجيش إلى مستوى غير مسبوق من تبادل الاتهامات وإلقاء اللوم على الفشل المستمر.
ويشار بالسياق إلى، أن المتحدث باسم جيش الاحتلال قد أعلن استحالة "القضاء على حماس"، فرد نتنياهو بالقول إن "مجلس الوزراء المصغر (المجلس الأمني) حدد تدمير قدرات حماس العسكرية والإدارية كأحد أهداف الحرب وأن الجيش الإسرائيلي ملزم بالطبع بتحقيق هذا الهدف".
وبحسب الصحيفة العبرية، إذ على الأرجح ستأتي لحظة الحقيقة في الحرب على غزة خلال أسابيع قليلة، عندها سيعلن الجيش الإسرائيلي عن انتهاء عملياته في رفح دون أن يتمكن من إلحاق هزيمة كاملة بحركة حماس، وسوف يرغب الجنرالات في إعلان وقف الحرب. عندها سيتوجه الجنرالات إلى رئيس الوزراء نتنياهو طالبين منه توضيح "الرؤية الاستراتيجية"، بحسب الصحيفة، مقدمين له توصية محددة مفادها وقف الحرب على غزة بصيغتها الحالية.
وسيقترح قادة الجيش تقليص عدد القوات العاملة في ممر فيلادلفيا على طول الحدود المصرية وأيضاً في ممر نتساريم في وسط قطاع غزة، مع التركيز على شن غارات محددة ضد أهداف إضافية لحماس، وتهدف هذه التحركات إلى تضمين محاولة استئناف الاتصالات بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
في الوقت نفسه ذكرت رويترز، الجمعة، أن جيش الاحتلال كثف القصف على مدينة رفح ومناطق أخرى في أنحاء قطاع غزة، في مؤشر على ما يبدو أن إسرائيل تسعى لرسم صورة تشي بسيطرتها على المدينة الواقعة على الطرف الجنوبي للقطاع والتي كانت محور عمليات عسكرية إسرائيلية منذ أوائل مايو/أيار.
فقد أطلق جيش الاحتلال النار من طائرات ودبابات وسفن قبالة الساحل، مما أدى إلى موجة نزوح جديدة من المدينة التي كانت تؤوي أكثر من مليون نازح، اضطر معظمهم إلى الفرار مرة أخرى.
ونقلت رويترز عن بعض السكان قولهم إن وتيرة العملية العسكرية الإسرائيلية تسارعت في اليومين الماضيين، مضيفين أن أصوات الانفجارات وإطلاق النار تشير إلى قتال عنيف مستمر دون توقف تقريباً.