فلسطين أون لاين

"الكيل بمكيالين" سياسة الهيئات الرياضية الدولية فيما يتعلق بفلسطين

...
صورة من الأرشيف
كتب/خالد أبو زاهر:

لم يعد المتابع للشأن الرياضي في العالم يواجه أي صعوبة في التعرف على الوجه القبيح لمعظم الهيئات الرياضية الدولية، وهو أحد الوجوه التي تستخدمها في التعامل مع مختلف القضايا لا سيما القضايا المهمة والحساسة.

فقد اعتدنا أن نرى التعامل بمكيالين في كثير من القضايا دون خجل أو اعتبار للمهنية وللقيم والمبادئ والأخلاق، فعندما يتعلق الأمر بدولة من دول محور الشر الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية المسيطرة على النظام العالمي بكل مكوناتها السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية، تُظهر هذه الهيئات الوجه الداعم والمُحب للشر ولمفتعليه وداعميه، وعندما يتعلق الأمر بدولة من الدول المناهضة للإمبريالية أو الصهيونية بعنصريتها، يتبدل الوجه وتتبدل القرارات.

فعلى مدار عقود طويلة ومنذ قرار عصبة الأمم بإنشاء (إسرائيل)، لا تتردد أي هيئة رياضية دولية في صناعة حائط صد حول الكيان الصهيوني العنصري الفاشي، لحمايته من أي مراجعة أو مساءلة وتجنيبه الحرج، بل تقوم بمكافأتها، في المقابل لا تتردد تلك الهيئات في اتخاذ إجراءات عقابية بحق الدول التي تواجه النظام العالمي وتناهض عنصريته، مثلما حدث مع جنوب أفريقيا في ستينيات القن الماضي، وروسيا قبل عامين.

واليوم، في ظل الطلب الفلسطيني بطرد الاحتلال من الاتحاد الدولي لكرة القدم ومنعه من المشاركة في أنشطته، ونفس الشيء بالنسبة للجنة الأولمبية الدولية، فإن الأمر يختلف تماماً، فأول ما تسعى إليه تلك الهيئات، هو المماطلة والتسويف، حيث سرعان ما يتم اتخاذ قرارات بتشكيل لجان لدراسة الملف ومن ثم عرضه على المكتب التنفيذي ومن ذم على الجمعية العمومية، بعد أن تكون القضية قد أصابها السكون.

لقد مرت فلسطين في الكثير من هذه الحالات، حيث كانت اللجنة التي تم تشكيلها في العام 2016 برئاسة الجنوب أفريقي طوكيو ساكسويل، للالتفاق على مشروع فلسطين ضد (إسرائيل) في ذلك الوقت والتي اشتهرت بمسمى "الكارت الأحمر"، ومنذ ذلك اليوم لا تفاعل لتلك القضية، حيث تعمد الاتحاد الدولي حماية (إسرائيل) وعدم إنصاف أصحاب الحقوق.

ففي ظل ارتقاء قرابة (250) شهيداً رياضي في غزة في ظل حرب الإبادة الجماعية، لم يُحرك ذلك مشاعر رئيس الفيفا السويسري جياني إنفانتينو ولا حتى بعض الدول الأعضاء في "فيفا" خلال الاجتماع الأخير للجمعية العمومية في شهر مايو الماضي، حيث ما تزال "فيفا" تحاول الالتفاف على الطلب الفلسطيني الجديد من خلال توجيهه بمراجعة قانونية لاقتراح إيقاف (إسرائيل)، حيث تمت عملية إجراء تقييم قانوني عاجل لاقتراح الاتحاد الفلسطيني للعبة بإيقاف إسرائيل بسبب حربها المستمرة في غزة، ووعد بمناقشة الأمر في اجتماع استثنائي في يوليو/تموز المقبل.

جدير بالذكر أن القرار المنتظر من "فيفا" يأتي بعد عامين من قرارها حرمان منتخبات وأندية روسيا من المشاركة في البطولات الدولية إثر الغزو الروسي لأوكرانيا.