فلسطين أون لاين

تقرير شهداء ومفقودو غزة.. حصيلة تتجاوز تعداد أكبر تجمع سكني في واشنطن

...
صورة تعبيرية
الوسطى - بيروت/ نبيل سنونو:

تجاوزت حصيلة الشهداء والمفقودين بفعل حرب الإبادة الجماعية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، البالغة نحو 50 ألفًا التعداد البشري لأكبر تجمع سكني في واشنطن، على مرأى العالم وبدعم أمريكي غربي وصل حد الشراكة أو التواطؤ مع (إسرائيل).

ويعد "كابيتول هيل" من أقدم وأكبر التجمعات السكنية في واشنطن، حيث يقطنها 35 ألف نسمة في مساحة أقل من ميلين، كما تضم أيضًا مبنى المحكمة العليا، ومكتبة الكونغرس، وثكنات مشاة البحرية، وساحة نيفي واشنطن، ومقبرة الكونغرس.

وارتفع عدد المصابين في عدوان الاحتلال على القطاع إلى 84,832  منذ 7 أكتوبر، وفق وزارة الصحة.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن النساء والأطفال يشكلون ما بين 56 إلى 60% أو حتى أكثر من الغزيين الذين استشهدوا منذ 7 أكتوبر.

وتعليقًا على ذلك، قال المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت أ. د. محسن صالح: إن عدد الضحايا الغزيين "ضخم وكبير ويكاد يفوق التصور البشري مقارنة بنسبة السكان في قطاع غزة فأن يزيد عدد الشهداء والجرحى عن 120 ألفا معناه أنه يعادل نحو 5% من سكان القطاع البطل الباسل".

وأوضح في تصريحات خاصة بـ"فلسطين أون لاين" أن "ذلك بالنسب العددية لو حسب على مستوى الولايات المتحدة بالـ5% لأصبح العدد 17 مليون قتيل وجريح أمريكي إذا طبقنا العدد والنسبة والتناسب ما بين قطاع غزة وعدد سكان الولايات المتحدة وهذا عدد هائل وضخم يفوق الخيال".

وأكد أن ذلك "يعكس العجرفة والغرور والوحشية والدموية الصهيونية وأنه كيان يتعامل أنه فوق القانون والمحاسبة ويعتمد على الغطاء الأمريكي والدولي وبالتالي يفعل ما يشاء دون أي شعور بالمساءلة وبالكثير من اللامبالاة وعدم الخوف من العقاب".

ونبه إلى أن الاحتلال "مطمئن إلى حالة العجز والتشتت والضعف والتخلف في بيئتنا العربية والإسلامية التي تجرئه أكثر على شعبنا الفلسطيني البطل".

لكن صالح رأى في الوقت نفسه، أن "هذا كان له آثار عكسية على الكيان لأنه مع هذا الغرور انكشفت حقيقته وفضحت سوأته بشكل كبير خصوصا في كل ما يتعلق بالادعاءات حول مظلوميته وما يقال عن الدفاع عن النفس وعن واحة الديمقراطية (المزعومين) وكل ادعاءات الهولوكوست السابقة التي على أساسها أنشئ الكيان الإسرائيلي وبالتالي هذا لم يعد يقنع أحدا في العالم بما فيها الدول الغربية".

وأكد أن وحشية الاحتلال الإسرائيلي "تسببت في تشويه سمعة الكيان ونبذه عالميا وهذا يخدم المقاومة على المديين الوسيط والبعيد بالرغم من كثرة الضحايا والدماء والخسائر الهائلة لكنه يعزل هذا الكيان ويصب في خدمة المشروع المقاوم ولن تضيع قطرة دم واحدة من أهلنا".

وبشأن الشراكة الأمريكية مع الاحتلال الإسرائيلي والتواطؤ الغربي رغم الحصيلة المرتفعة للضحايا الغزيين، أكد صالح أن عمليات المقاومة على مدار الأشهر الماضية كانت "ضخمة وذات مردود إستراتيجي كبير مرتبط بإسقاط النظرية الأمنية الإسرائيلية وإفقاد التجمع اليهودي الصهيوني في فلسطين أساس الأمان والاستقرار الذي نشأ عليه الكيان وكذلك إفقاده الأساس الذي وجد لأجله وهو أن يكون قلعة متقدمة للعالم الغربي وشرطي المنطقة وهذا أيضا ضرب في الصميم".

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي "فقد قدرته على تسويق نفسه ككيان يعتمد عليه في ملفات التطبيع في المنطقة وإدارة النزاعات".

وبين أن "الكيان الإسرائيلي أمام تحد في سبب ومبرر وجوده وهذا يفسر الوحشية الهائلة الصهيونية على قطاع غزة لأنه أراد أن يسترجع بعض صورة (ما يسمى) الردع التي فقدها حتى يستطيع أن يعيد تقديم نفسه للمنطقة بالشكل المناسب وهذا هو سبب التواطؤ الغربي الأمريكي معه".

وأشار صالح إلى أن "الأمريكان يريدون من الكيان أن يبقى حجر زاوية في سياستهم الشرق أوسطية وأن يبقى أداة ردعهم وعصاهم الغليظة في المنطقة وبالتالي كل هذا الصمت لأن دماء الناس لا تعنيهم ولا الشهداء ولا الدمار بقدر ما يعنيهم أن تتحقق مصالحهم وأن يؤدي الكيان الإسرائيلي هذا الدور الأساسي بالنسبة لهم".

وتابع: "كانوا يريدون ذلك من خلال قشرة مرتبطة بالقيم المتعلقة بإيجاد مأوى لليهود وضحايا الهولوكوست وإيجاد شكل لواحة يسمونها واحة ديمقراطية في المنطقة وما يتعلق بجدليات الدفاع (المزعوم) عن النفس إلى آخره كل هذا الآن سقط ولم يعد يمكن حمايته أو الدفاع عنه من خلال القشرة التي كشفت".

وشدد على أنه مع نبذ "الكيان دوليا ووضعه تحت الضغط يمكن أن يكون ذلك ضمن خطوات عملية في مشروع التحرير وإجبار العدو الإسرائيلي على الانسحاب من أرضنا ومقدساتنا".

وأردف: "خط العمل الدولي هو خط رئيس في هذا الإطار وما يتم الآن من بيئات دولية تعترف بفلسطين أو تحول رموز الكيان الإسرائيلي إلى محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية كلها إجراءات قوية والآن أيضا حالة التغير في التفكير بالذات في الأوساط الشبابية والمتعلمين إلى آخره ضد هذا الكيان كلها تخدم في البيئة الدولية قضية فلسطين".

وأكد أنه "طالما هناك مشروع مقاومة فهذا أيضا سيصب أكثر في كشف المشروع الصهيوني وقبحه وزيادة التضامن الدولي تجاه الشعب الفلسطيني".

وطالب صالح بأن "تكون هناك جهود أكثر تنظيما ووعيا واتساعا لدائرة الدعم الدولي بفئاتها وأشكالها كافة لحصار هذا الكيان وقطع حبل الناس عنه بحيث يصبح كيانا معزولا منبوذا والقدرة على الضغط عليه تكون أفضل".

"شريك كامل"

من ناحيته قال المحلل السياسي ياسر الزعاترة: إن أمريكا شريك كامل في الحرب، ولا عنوان لها غير ذلك.

وأوضح الزعاترة في تغريدة على منصة "إكس" أن ‏(إسرائيل) صفعت سريعا قرار مجلس الأمن الدولي الذي تبناه الإثنين ويدعو لوقف إطلاق النار في غزة.

ودلل على ذلك بتصريحات مندوبة الاحتلال الإسرائيلي في مجلس الأمن بمواصلة العدوان على القطاع.

وتساءل: "ماذا يريد الأمريكان أكثر من ذلك؟!".

والشهر الماضي قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز: إن قطاع غزة يشهد "مأساة"، مشيرة إلى انزعاج الدول الغربية من وصف الأوضاع في القطاع بـ"الإبادة الجماعية".

وفي معرض حديثها عن الهجمات الإسرائيلية المستمرة ضد القطاع قالت ألبانيز: "كيف يمكننا تجاهل ما يحدث في غزة الآن؟ هذه مأساة".

ولفتت إلى انتهاكات حقوق الإنسان في غزة، وإلى استشهاد عشرات آلاف الغزيين بينهم حوالي 15 ألف طفل.

ودعت في هذا السياق المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف الهجمات الإسرائيلية، قائلة: "أستطيع أن أقول دون تردد أن ما يحدث في غزة ليس حربا، بل إبادة جماعية".