قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ الإعلان عن العثور على جثث الأسرى الإسرائيليين الأربعة في قطاع غزة، جدّد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لتبنّي اتفاق وقف إطلاق النار مع "حماس"، وإعادة أولئك الذين ما زالوا أحياء.

ومساء أمس، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، مقتل 4 محتجزين إسرائيليين كانوا معًا في خان يونس جنوبي قطاع غزة قبل عدة أشهر، مضيفا أن ملابسات وفاتهم لا تزال قيد التحقيق، وجثثهم لا تزال في القطاع.

وقال المتحدث إن مندوبي الجيش أبلغوا عائلات حايم بري، ويورام متسغير، وعميرام كوبير، ونداڤ بوبلويل،  بوفاتهم واحتفاظ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بجثثهم.

وادعى الاحتلال، أن قرار إعلان وفاتهم استند على معلومات استخبارية وتم إقراره من قبل لجنة خبراء تابعة لوزارة الصحة بتعاون مع وزارة الأديان والحاخام الأكبر لإسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ تداعيات مقتل الأسرى هيمنت على الصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية اليوم، حيث قال كبار كتاب الأعمدة إنه كان ينبغي بذل المزيد من الجهود لإنقاذ الأسرى.

وقال نداف إيال في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنّ "وفاتهم ليست نتيجة لفرصة ضائعة، إنها نتائج إدارة فاشلة ومروعة ومهملة"، مضيفاً: "لقد ماتوا، في ذلك النفق، في انتظار الجيش الإسرائيلي الذي لم يأتِ أبداً".

أما في "صحيفة معاريف"، وصف الكاتب بن كاسبيت بنيامين نتنياهو بأنه "رئيس وزراء على مفترق طرق، واضطرّ أخيراً إلى الاختيار بين الحفاظ على ائتلافه السياسي المتشدد أو إنهاء الحرب، وهي خطوة يعتبرها مؤيدوه اليمينيون بمثابة انتصار لحماس".

وقال كاسبيت: "الكرات التي تلاعب بها لفترة طويلة تتساقط على رأسه.. عليه أن يتخذ قراراً حقيقياً".

وبحسب ما تابعت "واشنطن بوست"، فإنّ مقتل الأسرى الأربعة يعني أنّ أكثر من ثلث الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في غزة، 43 من أصل 124، قد تأكدت وفاتهم الآن، وفقاً لإحصاء مكتب رئيس الوزراء نفسه.

وفي ردود الفعل، زعيم المعارضة "الإسرائيلية" يائير لابيد تعقيبًا على مقتل الأسرى الأربعة: كل يوم يمر يشكل خطرا على حياة المخطوفين

وقالت هيئة عائلات الأسرى "الإسرائيليين": حاييم ويورام وعميرام ونداف اختطفوا أحياء وكان يجب أن يعودوا أحياء إلى منازلهم.

وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- قد أعلنت في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي فقدان الاتصال بالمجموعة المسؤولة عن 5 من الأسرى.

 رجح أبو عبيدة، مقتل 5 أسرى إسرائيليين جراء الغارات المستمرة للاحتلال على غزة، وذلك بعد إعلان الكتائب فقدان الاتصال بالمجموعة المسؤولة عنهم، من بينهم 3 ممن أعلن جيش الاحتلال عنهم مساء اليوم الإثنين.

وأضاف أبو عبيدة -في بيان مقتضب على تليغرام- أن من بين هؤلاء الأسرى حايم بيري، يورام ميتزجر، أميرام كوبر، الذين ظهروا في مقطع فيديو بثته كتائب القسام قبل أيام يطالبون قادتهم بعدم تركهم في الأسر و"ألا يشيخوا فيه".

وقال أحد الأسرى الإسرائيليين -ويُدعى حاييم بري (79 عاما)- إنه من كيبوتس "نير عوز" وموجود في الأسر برفقة مجموعة كبار في السن، وهم مرضى بأمراض مزمنة، ويعانون ظروفا قاسية للغاية.

وأضاف "نحن جيل بني إسرائيل، ونحن شاركنا في بناء الجيش، ولا أفهم لماذا نحن متروكون هنا؟" قبل أن يكمل مناشدا على ما يبدو بنيامين نتنياهو، بالقول "يجب عليك أن تفرج عنا بأي ثمن".

وتابع الأسير "نحن لا نريد أن نكون ضحايا لاستهدافات سلاح الجو، أفرج عنا من دون أي شرط، ولا تتركونا نشيخ".

ويأتي ذلك في وقت أكد فيه كيبوتس "نيريم" مقتل الأسير المحتجز لدى حركة حماس نداف بوبلابيل الحامل للجنسية البريطانية، والذي سبق أن أعلنت الحركة مقتله بعد استهداف إسرائيلي لمكان احتجازه.