قال الكاتب الإسرائيلي عاموس هارئيل، إن طول مدة انخراط جنود الاحتياط بجيش الاحتلال في الهجوم البري على قطاع غزة، بات يشعرهم أنهم في خضم حرب استنزاف لا أفق لها.
وأكد هارئيل الكاتب في صحيفة هارتس العبرية، إن الضغط الكبير الذي يشعر به جنود الاحتياط العاملين في قطاع غزة، قد يكون عاملاً حاسماً لدفع إسرائيل نحو قرار وقف الحرب.
وأشار إلى، أن حدة الاستقطاب السياسي بين الحكومة الإسرائيلية المصغرة وحكومة الطوارئ، ومماطلة نتنياهو في حسم قانون تجنيد المتدينين، عاملان يساهمان في زيادة الإحباط في صفوف الاحتياط.
ويتحدث هارئيل عن صعوبات ميدانية يواجهها جنود الاحتياط خاصة في منطقة مكتظة بالسكان مثل رفح، رغم تهجير حوالي مليون شخص من تلك المنطقة وغيرها.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن 10 من ضباط "جيش" الاحتلال وجنوده انتحروا، منذ الـ7 من تشرين الأوّل/أكتوبر 2023، موضحةً أنّ جزءاً منهم انتحر خلال المعارك في المستوطنات في منطقة غلاف قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن خبراء أنّ أغلبية حالات الانتحار في "الجيش" هي في صفوف جنود شُبّان في جيش الاحتياط، وهم ممن أكّدوا وجود "تأثيراتٍ غير مألوفة لـ الـ7 من أكتوبر في نفسياً لأفراد الجيش".
وعلى صعيد أخر، أكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنّ "إسرائيل" خسرت حربها على غزة، مشيرةً إلى أنّ الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه المعلنة من الحرب، وهي القضاء على حماس وإعادة جميع الأسرى.
وأوردت الصحيفة أنّ "حتى الاستيلاء على مدينة رفح، التي تخفي العشرات من الأنفاق الضخمة التي تستخدمها حماس لتهريب الأسلحة والذخيرة والصواريخ والمركبات، واحتلالها، لن يحقق هذه الأهداف".
وتساءلت: "هكذا خسرت إسرائيل حرب غزة. ولكن، هل انتصرت حماس؟"، مردفةً بأنّ "هذا يعتمد على تعريف النصر".
وتابعت القول: "بوسعنا أن نقول إنّ حماس فازت بالفعل في السابع من أكتوبر، عندما أحرج مقاتلوها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية المتبجحة، واجتاحت قواعد عسكرية، وقتلت العديد من الإسرائيليين، ثم عادوا إلى غزة مع الأسرى".
وأضافت الصحيفة: "ويمكن القول أيضاً إنّ حماس فازت من خلال الاستمرار في الوجود كقوة في غزة، على الرغم من الدمار الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي".
وبحسب ما ذكرت، فإنّ الأهم من ذلك كله أن حماس فازت بإعادة الفلسطينيين إلى الخريطة الدولية بعد سنوات من الإهمال، وجعل "إسرائيل" منبوذة في العالم مرة أخرى، وتعريض الخطة الأميركية الكبرى المتمثلة في تشكيل تحالف بين "إسرائيل" والدول العربية المعتدلة للخطر.
وأردفت متسائلةً: "هل يعقل أن تستمر إسرائيل في الضغط من أجل تحقيق أهدافها غير القابلة للتحقيق؟ أم ينبغي لها تغيير التروّي والعمل نحو شيء يمكن تحقيقه؟".
ورأت الصحيفة أنّ "إذا كان الجواب هو الأخير، فإنّ إسرائيل بحاجة إلى قيادة جديدة"، موضحةً أنّ "في الحكومة الحالية، يقع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في فخّ مطالب العناصر الأكثر تطرفاً في حكومته، الذين يتخذون المواقف الأكثر تشدداً في كل شيء، خارجياً وداخلياً، ومن المرجح أنهم لا يريدون نهاية للحرب".
كذلك، اعتبرت أنه "يتعين على القيادة الإسرائيلية الجديدة أن تتبنى خطة عمل عملية لإنقاذ أكبر قدر ممكن من حطام الحرب في غزة وإعادة تأهيل صورة إسرائيل ومكانتها في العالم".