وصف المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى د. خليل الدقران، الخدمات الطبية العامة للمستشفى الوحيد وسط قطاع غزة بأنها تشهد مرحلة "قبل الانهيار" التام.
وعزا الدقران في مقابلة مع "فلسطين أون لاين"، اليوم الأحد، أسباب هذه الحالة لأربع أزمات: نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، نقص الكوادر العاملة، نقص الوقود، ارتفاع أعداد المرضى.
وأوضح أن أقسام المستشفى وساحاته تعج بمئات الجرحى والمرضى والنازحين من مختلف محافظات غزة، وذلك بعد خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
ولفت إلى أن الاجتياح الإسرائيلي الواسع لمحافظة رفح والذي بدأ في 6 مايو/ أيار الجاري، أجبر آلاف المرضى على النزوح من الأخيرة صوب مخيمات وبلدات وسط القطاع.
وأشار إلى أن المستشفى يتلقى إصابات من محافظة خان يونس أيضا نتيجة خروج مجمع ناصر الطبي والمراكز الطبية في المحافظة عن الخدمة الصحية.
وأكد أن "خطر الموت" يتهدد المرضى في العديد من أقسام مستشفى الأقصى: العناية المكثفة، حضانة الأطفال، الكلية الصناعية، القلب، العمليات الجراحية.
وانقطع التيار الكهربائي، أول من أمس الجمعة، من المولد الوحيد في المستشفى مدة 5 ساعات متواصلة.
وسارعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من توقف مولدات الأوكسجين في مستشفى الأقصى بسبب نقص إمدادات الوقود ما يهدد حياة أكثر من 20 رضيعا.
وأفاد بأنه بعد جهود واتصالات مع منظمات أممية ودولية وصلت كمية محدودة من الوقود للمستشفى الواقع في مدينة دير البلح، منوها إلى أن هذه الكمية لا تكفي سوى لثلاثة أيام.
وجدد تحذيره من "خطر الموت" الذي يتهدد مئات الجرحى والمرضى والأطفال "في حال عدم إرسال الوقود الكافي والمنتظم للمستشفى والمنظومة الصحية".
وذكر الدقران أن هناك أكثر من 650 مريض بالفشل الكلوي يتلقون العلاج داخل قسم الكلية الصناعية في مستشفى الأقصى بشكل يفوق قدرة الأجهزة الطبية التي تعمل الفترة الحالية 24 ساعة متواصلة.
وأوضح أن إدارة المستشفى "اضطرت" لعملية "إرشاد وإنقاذ" لحياة مئات المرضى من "الفشل الكلوي" عبر تقليل العلاج وتقنين جلسات "الغسيل الدموي" خلال الأسبوع الواحد.
وقال إن هذه الخطوة "تشكل خطرا كبيرا على حياتهم .. لكنها جاءت اضطرارية بعد أن فارق العشرات منهم الحياة" نتيجة الظروف المعيشية والصحية في هذه الحرب.
الأمراض والأوبئة
وبشأن مساندة مستشفيات أو مراكز طبية أخرى لمستشفى الأقصى، ذكر أن هناك مستشفيان ميدانيان "بسيطان" يتبعان عمل "المستشفى الأم".
ورغم ذلك، أكد الدقران أن هناك صعوبة بالغة في استيعاب أعداد الجرحى والمرضى نتيجة ارتفاع أعداد النازحين الذين يفوق عددهم "أضعاف سكان المحافظة الوسطى".
وتطرق إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين المواطنين والنازحين؛ بسبب اكتظاظ الأعداد وغياب النظافة وتدمير جيش الاحتلال للبنية التحتية وانتشار مياه الصرف الصحي في الطرقات.
وأوضح أن هذه العوامل وغيرها ضاعفت من أعداد المرضى والإصابة بالأمراض المعدية كالتهاب الكبد الوبائي (أ)، النزلات المعوية، الأمراض الجلدية.
وتابع: العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ ثمانية شهور على المدنيين في غزة وانتشار الأمراض والأوبئة وعوامل أخرى صعبت من عمل أقسام وطواقم مستشفى الأقصى في تقديم الخدمة الطبية.
وناشد المجتمع الدولي بضرورة الضغط على سلطات الاحتلال لأجل فتح المعابر والمنافذ الحدودية مع غزة لإرسال المستشفيات والطواقم والأدوية والمستلزمات الطبية.
وشدد المتحدث الطبي على ضرورة إخراج آلاف المرضى المدرجين على قوائم الانتظار من أجل السفر للعلاج في الخارج.
وبحسب وزارة الصحة في غزة فإن طواقمها وثقت 155 استهدافا إسرائيليا للمنظومة الصحية ما أدى إلى خروج 26 مستشفى عن الخدمة، و53 مركزا للرعاية الأولية عوضا عن استهداف 130 سيارة إسعاف.