قائمة الموقع

خبير إعلام دولي لـ "فلسطين أون لاين": الإعلام الفلسطيني نجح بإرباك الرواية الصهيونية في معركة طوفان الأقصى

2024-05-23T14:50:00+03:00

أشاد الدكتور محمد عبد العزيز الأكاديمي والمستشار الإعلامي الدولي، بأداء الإعلام الفلسطيني خلال معركة طوفان الأقصى، منوهًا بدوره في بناء السردية الفلسطينية وإرباك ماكينة الإعلام الصهيوني.

وقال عبد العزيز لـ"فلسطين أون لاين"، إنه إلى جانب بطولات المقاومة المسلحة على الأرض برزت خلال معركة طوفان الأقصى بطولات الساحة الإعلامية الفلسطينية التي تفوقت على نفسها وهزمت تحدياتها وسحقت الإعلام الصهيوني المدجج بإمكانات ضخمة تدعمها حكومات وشبكة قنوات ووكالات ومحطات دولية.

وشدد على أن هذه الشبكات منيت بهزيمة مدوية أمام إعلام المقاومة الفلسطينية المحدود الإمكانات الذي يعمل في بيئة يمارس فيها الاحتلال شتى أنواع الحصار بما في ذلك الحرمان من الكهرباء وتدمير شبكة الاتصالات الذي يجعل اية قوى تخور وتقل فاعليتها لكنها على العكس جاءت.

وقال الخبير الدولي، "أثبتت المقاومة الفلسطينية الباسلة أن الحق يعرف بالرجال المنافحين عنه في كل زمان ومكان، وأن ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة وتلك هي اللغة التي يفهمها هؤلاء المغتصبون للأرض، وليست لغة التفاوض والاستجداء التي لم تجد نفعاً طوال عقود من الزمن".

معركة الوعي

وشدد عبد العزيز على أن الأبطال لم يكونوا المقاتلين فقط بل هناك أبطال في الإعلام الفلسطيني قدموا تضحيات كبيرة لإيصال الصورة الحقيقية للعالم حول هذه الحرب فتجرعوا سمًا في سبيل معركة الوعي التي تصدوا لها.

وأشار إلى عشرات الانتهاكات ضد الصحفيين منهم ما يزيد عن (147 شهيدًا) وجرحى كثر ، و50  أسيرا، وتدمير مقرات 65 وسيلة إعلامية، في حين نزح في غزة مئات الإعلاميين وعائلاتهم وشرد البعض.

ورأى أنه ليس هناك سبب وحيد لذلك الانتصار الإعلامي بل أسباب مجتمعة أدت إلى نجاح تلك التجربة الإعلامية الفريدة، فتعددت أسباب ذلك النجاح الأسطوري لإعلام فلسطين.

عوامل النجاح


وأكد الخبير الدولي أن أي نجاح إعلامي يحتاج إلى عوامل مجتمعة في مقدمتها وحدة الصف والهدف والدقة والتنظيم والمتابعة الحثيثة والإيمان بالتخصص واستشعار أهمية الدفاع عن الحقيقة والمثابرة والصبر.

وأضاف: معروف في ركائز الإعلام أن مهنة الإعلامي هي نقل الحقيقة مهما كانت أطرافها الحقيقة كما يرسمها الواقع، لا الرواية التي يتم فبركتها لدعم بروباغندا  طرف على حساب آخر. 

وتابع: في هذه الحالة فإن الشعب الفلسطيني في غزة وفي مقدمته إعلامه الحر قد سطر ملحمة المراسل الطوعي – المواطن الصحافي -  وكان  شاهد عيان  على جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة.

 ففي مقابل مراسلين حربيين غربيين متحيزين للرواية الصهيونية والأمريكية لا ينطقون ببنت شفة إلا فبركة الحقيقة، كان هناك على الطرف الآخر -وفق الخبير عبد العزيز- جيش جرار من المراسلين في غزة ينقلون الصورة الحية التي تعبر عن الحقيقة كما تنص عليها قواعد الإعلام الصحيح . 

وقال: أي وسيلة إعلامية دولية عادلة وهم قليل أو عربية رائدة وهم أقل – نجحت في تغطية أحداث غزة كان وراءها مغذي قوي هو ذلك الإعلام الطوعي الفلسطيني. 

تنويه بإعلام حماس

ونوّه بالإعلام الرسمي لحركة حماس، الذي رأى أنه أحد أهم حلقات النجاح، مبينا أن حماس تملك إعلامًا قويًا منظمًا أدار العملية الإعلامية بنجاح وتنوع ومهنية وتخصص وعدم خلط للأوراق وتكامل أدوار يدرس فكان المتخصص في الداخلية والصحة والإعلام والتعليم والشأن السياسي كل يؤدي دوره بمهنية عالية وتجرد ودقة.

وتابع: كما كان يقدم (إعلام حماس) المعطيات عن الحاجات الأساسية للشعب الفلسطيني من الماء والكهرباء ومواد التموين.
وأشار إلى ما وصفه الدور العظيم الذي انتظره العالم أجمع  من الناطق الرسمي باسم كتائب القسام (أبو عبيدة) الذي لعب دورًا محوريًا رئيسًا ومارس الشكل الإعلامي الأمثل.

إخفاق الإعلام الصهيوني

وشدد على أنه كان هناك نجاح ساحق للإعلام الفلسطيني وجدت في المقابل خيبة أمل لدى الإعلام الصهيوني المتمترس خلف الدبابة وخلف الدعم الغربي الأرعن والهيمنة المطلقة للجيش على المعلومات، وهو الذي مارس التضييق والتحكم على وسائل الإعلام حتى لا تسمح بخروج معطيات تنال من مجريات الأحداث على الأرض.

وأشار إلى أن الإعلام الصهيوني غاب عنه وحدة الهدف وأدت الفردية في التعامل الإعلامي إلى تشرذم الخطاب الإعلامي الصهيوني وبالتالي قوة في الخطاب الفلسطيني ووسائل اعلامه المتعددة.

ومن أسباب انتصار إعلام المقاومة -وفق الأكاديمي عبد العزيز- امتلاكه للحقيقة والصورة الحية من قلب الحدث التي كان لها مفعول السحر في التظاهرات الغربية ضد الاحتلال بعد أن حققت بصمات في مواقع التواصل الاجتماعي التي تهيمن عليها شرائح الشباب في العالم لاسيما المقاطع المتلفزة الصغيرة.

السوشيال ميديا

وبيّن عبد العزيز أن الإعلام الفلسطيني حرص على تغذية السوشيال ميديا بالصورة شديدة الإنسانية الموثقة، والتي تثبت مختلف الجرائم التي كانت الدول الغربية المتحيزة لإسرائيل تحاول نفيها عن الاحتلال باسم حقه في الدفاع عن النفس.

وأوضح أن الأجيال الجديدة التي تتواجد بشكل حيوي في منصات التواصل، أصبحت تستخدم الدليل الأقوى الذي غير رؤية العالم بشكل شبه كامل، وغير موازين استطلاعات الرأي في الغرب خاصة في أميركا وإسبانيا وبلجيكا والدول الإسكندنافية، فانقلبت بشكل مفصلي لصالح دعم معاناة الشعب الفلسطيني بدل التحيز السافر لدولة الاحتلال.


المعاناة الإنسانية

وبيّن عبد العزيز أن من أهم أسباب نجاح الإعلام الفلسطيني تركيزه على نقل المعاناة الإنسانية لأهل غزة للعالم أجمع، الأمر الذي بسط معه نفوذ التعاطف الكبير من كافة دول العالم إلا ما ندر من الحمقى حول العالم أو المغيبون.

وقال: لقد تعمد الاعلام الفلسطيني التركيز على تلك الجوانب الإنسانية طارحًا الأدلة والوثائق والصور الثبوتية التي تؤكد وجود مخطط إسرائيلي أمريكي غربي لتدمير شعب بأكمله، بتجويعه وإبادته حتى يسمح للصهاينة بالتمدد وتحقيق أهدافهم الإمبريالية الظالمة، لقد أثمر التركيز على المادة الإنسانية انتفاضة المجتمع الإنساني الدولي، ومحاصرة الكيان الصهيوني، وعبد الطريق لأمل جديد بعودة الحق بعد إدانة إسرائيل بالإبادة الجماعية، وبوقف فوري للحرب على قطاع غزة.

وشدد على أن وسام استحقاق وبطولة سيخلدها التاريخ لإعلام فلسطين في هذه الفترة من التاريخ وسيبقى ما قدموا نموذجًا يحتذي به لكل من أراد الدفاع عن أرضه وعرضه وقضاياه العادلة.
 

اخبار ذات صلة