تتوالي موجه من الاستقالات في صفوف قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، على إثر الفشل الأمني الكبير في التصدي لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد من الخطورة بل امتدد إلى الجنود والعناصر وأصبح رفض الخدمة ظاهرة تمتد كـ "النار بالهشيم" بين صفوف الجيش وتثير قلق الأجهزة الأمنية وقيادته، أمام الخسائر البشرية التي يتكبّدها خلال معارك غزّة الضارية، بشكلٍ يومي.
كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن جيش الاحتلال اضطر في الأسابيع الأخيرة إلى إنشاء كتيبة احتياطية من قدامى المحاربين في الوحدات الخاصة، بعد نقص كبير في المجندين، بحسب وصف الصحيفة.
وفق الصحيفة، فإن الكتيبة تشمل من تزيد أعمارهم على 40 عاماً، والذين تم إعفاؤهم بالفعل من الخدمة القتالية، فيما يقود عضو الكنيست السابق يوعز هاندل.
وقد قام هاندل بنشر دعوة بين قدامى المحاربين في الوحدات الخاصة، للتجند في وجدته الجديدة، فيما قالت الصحيفة إن الجيش وافق على المبادرة في ضوء الحاجة الملحة للقوى العاملة في صفوف الاحتلال.
بحسب الصحيفة، تم تجنيد نحو 600 مقاتل وقائد، ممن أنهوا خدمتهم الاحتياطية، وليس من المستبعد أن تتلقى الكتيبة في المستقبل القريب مهمة عملياتية خارج الخطوط، وربما حتى في رفح.
هل تواجه "إسرائيل" موجة أخرى من رفض الخدمة في جيشها؟
ومن جهتها، رجحت صحيفة "هآرتس" أن تصل الأمور عاجلا أم آجلا، إلى النقطة التي يرفض فيها الناس التجنيد في "حرب الخداع" الدائرة الآن في إسرائيل، محاولةً منهم لكبح جماع الحكومة ووقف اندفاع الجيش المتهور نحو حرب طويلة وخطيرة.
ونقلت الصحيفة العبرية، عن توم مهاجر، الذي سجن لرفضه قيادة نقطة تفتيش شرق رام الله -في مقاله للصحيفة- أن أهداف الحرب في غزة التي قيل منذ أشهر إنها تفكيك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتحرير المحتجزين، فشلت أمام أعيننا، فلم تنهزم حماس، ولم يسفر "الضغط العسكري"، بما فيه من ارتكاب جرائم خطيرة ضد المدنيين، إلا عن تقليص فرص إطلاق سراح المحتجزين.
ونبه توم مهاجر إلى أن الوضع الأمني متدهور على الحدود الشمالية بعد أشهر من إجلاء السكان من هناك، وشكك في قدرة الجيش الإسرائيلي حاليا على شن حملة فعالة ضد حزب الله، بعد أن قُتل أكثر من 600 جندي وجُرح الآلاف في الحرب في غزة، وتم تمديد الاحتياطيات إلى الحد الأقصى.
غير أن النبأ الأسوأ -حسب الكاتب- هو أن الحكومة مصرة على مواصلة هذه الحرب التي بدأت بفشل ذريع، وذكّر بأن قادة إسرائيل السابقين عندما أدركوا أن حرب لبنان الثانية لم تؤد إلى أي إنجاز، أوقفوا إطلاق النار فورا.
أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فليس لديه مجال للمناورة يسمح له باتخاذ قرار عقلاني، لأنه إذا تجرأ على وقف إطلاق النار، سوف يقوم شركاؤه من اليمين المتطرف بتفكيك حكومته، لأنهم يعتقدون أن الحرب تستطيع تحقيق أوهامهم.
وفوق كل ذلك، أشار الكاتب إلى عدم وجود بديل لأن بيني غانتس وغادي آيزنكوت شريكان كاملان في فشل الحكومة والجيش، كما أن أغلب أعضاء المعارضة لن يجرؤوا على اقتراح وقف إطلاق النار والانسحاب من غزة، خشية أن يوصموا بأنهم يساريون.
وبالتالي، يقول الكاتب، فإن النظام السياسي عالق في فراغ مفاهيمي وقيادي، ولا يمتلك أي شخص من الشجاعة ما يجعله يقول للشعب إن إصرار إسرائيل على البقاء في غزة والثرثرة حول "النصر الكامل"، يعني التخلي عن المحتجزين.
"لم يعودوا قادرين على ذلك".
وفي وقت سابق، رفض نحو 30 جنديًا بلواء المظليين الاحتياطيين في الجيش الإسرائيلي، أوامر الاستعداد لعملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بحسب ما ذكرته الأحد، القناة 12 العبرية.
وجاء في التقرير أن 30 جنديًا من سرية المظليين الاحتياطية التابعة للواء المظليين النظاميين تلقوا أمرًا بالتحضير لعملية في رفح، إلا أن الجنود رفضوا أوامر الاستعداد وأبلغوا قادتهم أنهم لن ينضموا إلى وحدتهم لأنهم "لم يعودوا قادرين على ذلك".
وقال أحد القادة إنه تلقى عشرات الرسائل من جنوده أعربوا فيها عن عدم رغبتهم في المشاركة في العملية العسكرية في رفح.
يأتي ذلك فيما أعلن جيش الاحتلال إصابة 3 جنود إسرائيليين في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
حيث تفيد المعطيات المعلنة على موقع الجيش، الأربعاء، بأن عدد الجنود الجرحى ارتفع إلى 3 آلاف و361 منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
والثلاثاء، ذكر الموقع أن عدد الجنود الجرحى يبلغ 3 آلاف و358، ما يعني إصابة 3 جنود خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأضاف أن "520 كانت إصاباتهم خطيرة و890 متوسطة و1951 طفيفة".
وحسب الموقع، فإن من بين الجرحى "1610 أصيبوا منذ بداية المعارك البرية بغزة" في 27 أكتوبر الماضي.
بينما بلغ عدد الضباط والجنود القتلى 614، بينهم 267 منذ اندلاع المعارك البرية، وفق معطيات الجيش الذي يواجه اتهامات محلية بإخفاء حصيلة أكبر بكثير لقتلاه وجرحاه.