فلسطين أون لاين

تقرير محمد أبو سخيل .. عين "القدس" وصوتها النابض بحب فلسطين

...
محمد أبو سخيل .. عين "القدس" وصوتها النابض بحب فلسطين
غزة/ يحيى اليعقوبي:

خلف ميكرفون الإذاعة كان صوته ينبض بحب فلسطين، ويكرس كل وقته لأجل إظهار مظلومية أبناء شعبه دون كلل أو ملل، فظلَّ على رأس عمله ينقل صورة المعاناة عندما نزح مع عائلته من منزله الواقع بحي "تل الهوا" جنوب مدينة غزة إلى مستشفى الشفاء بعد هدم منزله، فكان عين إذاعة صوت القدس التي يعمل فيها.

كان محمد أبو سخيل شاهدا على اقتحام جيش الاحتلال لمستشفى الشفاء فجر 18 مارس/ آذار 2024، عندما اقتحمت آليات عسكرية وقوات خاصة كبيرة للمجمع أعدمت خلالها أكثر من 400 نازح ومريض، وكان شهيدًا إذ ارتقى برصاص تلك القوات، ولم تصل رسالته وشهادته عن الجريمة المجازر التي حدثت أمامه.

درس أبو سخيل اللغة العربية، ومنذ تخرجه عمل بإذاعة صوت الإسراء في تقديم البرامج التعليمية، ثم انتقل للعمل بإذاعة "صوت القدس" مذيعا ومحررا عام 2019، وكان يحرص على تقديم الرواية الفلسطينية وتعزيزها في ظل محاولة الاحتلال تقديم رواية مغلوطة عبر تزييف الحقائق.

في عمله الإذاعي كان مثالا للموظف الحريض على عمله، يختار الدوام الأصعب خاصة في ساعات الليل والتي يشهد فيها قطاع غزة اعتداءات إسرائيلية متواصلة، يساعده في ذلك قرب منزله الواقع بحي "تل الهوا" بمدينة غزة من مقر الإذاعة.

يقول زميله السابق في الإذاعة أسامة الدحدوح الذي يعمل حاليا في فضائية فلسطين اليوم: إن "الصحفي أبو سخيل لم يكن فقط مذيعا ذو صوت مشهور ومعروفا بل كان محاورا جيدا لضيوف الإذاعة، يقدم الحس الوطني على كل شيء أو اعتبارات تنظيمية أو فصائلية أو شخصية".

بدأت صداقة الدحدوح وأبو سخيل، قبل أن تجمعهما الإذاعة، فكانا جارين بذات الحي وتقربا من بعضهما عام 2015، يقول: "كان محمد صديقا مقربا وقدوة للشباب المسلم، حاضرا في أسلوبه الراقي وأفكاره دائما والتي كانت دائما تأخذ طابعا وحدويا يقدم فلسطين على كل شيء".

لم يقف أبو سخيل، عند حد معين في الدراسة الجامعية بل قاده طموحه للحصول على رسالة الماجستير في الصحافة قبل ستة أشهر من اندلاع حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، ليصبح حضوره أكثر "تميزا" ويكتسب مهارات إضافية في حقل الإعلام.

وتزوج محمد من مقدمة البرامج في الإذاعة إيناس أبو شنب، وبنى أسرة صغيرة وأنجبا طفلتين، وكان الابن الأكبر في عائلته التي لها امتداد نضالي كبير فوالده سجن لدى الاحتلال، وشقيقه طارق الذي يعمل بالإذاعة نفسها استشهد بجانبه عندما أعدمهم جنود الاحتلال أثناء اقتحام مستشفى الشفاء.

إضافة لتميزهم في ساحة العمل الإعلامي، تميز أبو سخيل بالعمل المجتمعي والاجتماعي ويبادرون، وفق صديقه الدحدود، بتقديم أفكار وأطروحات ترتقي بالمجتمع.

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فرغ محمد السيد أبو سخيل نفسه للتغطية الإخبارية المتواصلة على مدار الدقيقة في إذاعة صوت القدس التي تحظى بمتابعة واسعة على مستوى القطاع.

ومع استهداف الاحتلال لمقرات وسائل الإعلام الفلسطينية، ونفاد الوقود وخروج معظمها عن الخدمة وما لحقه باستهداف برج شوا وحصري والذي تبث منه الإذاعة، زادت التحديات أمام الإعلام الفلسطيني في نقل الرسالة، وزاد العبء على أبو سخيل في نقل رسالته من داخل مستشفى الشفاء، ليوثق معاناة النازحين وجرائم الاحتلال، وظل على رأس عمله حتى آخر أنفاسه.

يقول مدير الإذاعة رائد عبيد: إن "محمد كان لديه طموح كبير فلم يكتف بالعمل في قسم التحرير بالإذاعة، وإنما كان يعمل أيضا مذيعا ومقدما للبرامج، وكان مهتما بتطوير قدراته الصحفية ومهاراته، يحب مهنته بالرغم من أعباء الوظيفة التي تتطلب دواما كل الفترات خاصة فترة المناوبة الليلية، ولا يتذمر من أي تكاليف ومهام توكل إليه".

وأضاف عبيد "كان ينتمي لقضية وطنه، فقد عاش في مخيم الشاطئ الذي عاش به، ووجد مهنة الصحافة تساعده في تلبية رسالة شعبه وقضيته، وخلال الحرب عمل مع باقي زملائه في الإذاعة لمدة شهر ونصف، إلى أن توقفت الإذاعة جراء قصى المبنى وتدمير أجهزة البث فتوجه للعمل مع وكالات صحفية أخرى".

من المواقف التي يستحضرها عبيد، أن محمد قبل عامين وعندما تقدم شقيقه الأصغر طارق لوظيفة محرر رقمي في قسم الإعلام الرقمي بالإذاعة لم يتدخل لدى الإدارة للتوسط لأخيه للحصول على الوظيفة، وترك الأمر لنتائج المسابقة التي كانت من نصيب شقيقه، ولم يخف محمد سعادته بذلك.

 

 

 

 

المصدر / فلسطين أون لاين