فلسطين أون لاين

يروي لحظات مرعبة عاشها بمجمع الشفاء الطبي ا

بالفيديو الجريح "علي الدرة" بُترت قدميه ويستصرخ لاستكمال علاجه

...
25352b6e-f93c-4c83-a8fd-797039befa99.jpeg
غزة/ نور الدين صالح

يستلقي الشاب علي الدرّة على سرير المرض منذ أكثر من 5 شهور بفعل إصابة تعرض لها بعدما ألقت طائرة حربية اسرائيلية صاروخاً غادراً ثقيلاً على منزلٍ كان يأويه في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

قسوة الإصابة التي طالت "علي" دفعت سيارات الإسعاف إلى نقله لمجمع الشفاء الطبي، إذ قرر الأطباء حينها على الفور بتر قدميه اليمنى واليُسرى، كما بُترت أيضاً أصابع يده اليسرى عدا عن الحروق التي اجتاحت جسده وكانت من الدرجة الثانية، حسب ما يروي لمراسل موقع "فلسطين أون لاين".

ظلّ "علي" داخل قسم الجراحة في مجمع الشفاء الطبي يتلقى العلاج، قبل أن تقتحم قوات الاحتلال الاسرائيلي مجمع الشفاء عندما بدأت عملية الاجتياح البري لمختلف أنحاء القطاع في نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول.

في ذلك الوقت بدأت رحلة المعاناة للجريح "علي" حينما حاصرت قوات الاحتلال الشفاء في المرّة الأولى ونُقل حينها إلى مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي، ثم عاد بعد مدة من الزمن إلى "مجمع الشفاء" مرّة أخرى، وفق ما يقول.

ضمن رحلة معاناة الاصابة مكث "علي" حوالي شهر في مجمع الشفاء مرة أخرى، إلى أن عاد جيش الاحتلال لاقتحام الشفاء في نهاية شهر يناير/كانون الأول الماضي بشكل مفاجئ "دون سابق إنذار" وهنا كانت الفاجعة بالنسبة لعلي ووالده المرافق له وجميع الجرحى.

ترجّل عدد من جنود الاحتلال واقتحموا أقسام مجمع الشفاء وطلبوا من مرافقي الجرحى خلع ملابسهم ومن بينهم والد علي "زياد الدرة"، حيث بدأوا باعتقال جرحى ومرافقيهم حسب ما شاهد "علي" الذي وصف تلك المشاهد بالإجرام الممنهج.

لم يكتف جنود الاحتلال بهذه الوحشية فقط بل أخذ ينقل المصابين من أقسام إلى أخرى، إذ يقول "علي" إنه جرى نقله وآخرين معه إلى قسم مرضى الكلى.

وخلال تلك الرحلة القصيرة بين الأقسام يتحدث "علي" والخوف يرافق صوته المنهك من الإصابة التي طالت فمه وأذنيه أيضاً عما شاهده من إجرام "رأيت بعيني الجنود وهم يعدمون مصابين رميا بالرصاص وهم أحياء بعد تصويرهم بكاميراتهم".

ليس هذا فحسب بل عاود الاحتلال نقله إلى قسم الإدارة والتنمية البشرية في مجمع الشفاء وايضا كانت مليئة بالمشاهد التي تشيب منها الرؤوس، حيث شاهد جثث الشهداء ملقاة على الأرض في صورة تثبت إجرام هذا المحتل الذي داس كل حقوق الإنسان تحت أقدامه.

ويُكمل "جيش الاحتلال حرمنا من الأكل والشرب طيلة فترة اجتياحه لمجمع الشفاء وهو ما فاقم من معاناتي وجميع المصابين والمرافقين وكاد أن يودي بحياتنا".

ما يوجع "علي" الذي انتهى به المطاف حاليا في مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة هو اعتقال الاحتلال لوالده "زياد" وعدم معرفة أي اخبار عنه حتى الآن.

"نفسي أسافر برا عشان اتعالج" صرخات وجع واستعاثة يوجهها المكلوم "علي" لكل الضمائر الحية بضرورة الالتفاف إلى معاناته وتوفير العلاج اللازم له، وتسريع تحويله للعلاج في الخارج قبل فوات الاوان.

ووفق قوله فإنه بحاجة لإجراء عملية جراحية لتركيب قرنية وشبكية، عدا عن فقدانه السمع في إحدى أذنيه.

كما يوجه رسالة لكل المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان بأن يتحركوا لمعرفة مصير والده الذي انقطعت أخباره منذ اللحظات الأولى لاعتقاله.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عن استشهاد أكثر من 33 ألفاً وإصابة 76 ألفاً آخرين- معظمهم أطفال ونساء- كما تسبب العدوان في تدمير هائل للبنية التحتية مخلفاً "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لتقارير فلسطينية ودولية.