فلسطين أون لاين

حوار أديبة عمانية تستعرض نزف قلمها حول ملحمة طوفان الأقصى

...
أديبة عمانية تستعرض نزف قلمها حول ملحمة طوفان الأقصى 
مسقط - غزة / علي البطة:

"عقود من الألم، لم تزعزع ذاك الأمل، ذاك الحلم، للاستعادة الكاملة، لوطن كامل، لشجرة زيتونة سليمة، لصورة طفل مبتسم، يجري بين الأزقة آمنا.. بهذه الكلمات نبض قلم الكاتبة والأديبة أمل عبد الله الصخبورية من سلطنة عمان، حول ملحمة طوفان الأقصى.

وقالت الأديبة الصخبورية في مقابلة خاصة مع "فلسطين أون لاين": إن قلمها تحرك ليكتب هذا النص تحت وطأة الألم من هول الصدمة التي هوت على رؤوسنا إثر المجزرة التي اقترفها الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى المعمداني والتي أدت لمئات الشهداء والجرحى.

وتكمل نصها بقولها: لمسنة تحيك كنزة، وهي تستمع للمذياع في بيت سُلِب منها طفلة، لشبانٍ وشيبانٍ يسجدون في الأقصى، تعرج أرواحهم للحظة يطوون فيها ملابس الغربة، في حقائب العودة الكاملة".

وتوضح أن نصها هذا كان من بين آلاف النصوص التي نزفتها أقلام الأدباء والشعراء والروائيين، رثاء لما حلّ ولا يزال يحل بإخواننا في فلسطين من إبادة شرسة وتنكيل عدواني غير مسبوق من جيش الصهاينة المحتل.

الأديبة أمل المسكونة بحب فلسطين وأهلها، أشارت في مقابلتها مع فلسطين أون لاين إلى أنها في الفترة السابقة واللاحقة لملحمة طوفان الأقصى، قرأت العديد من النصوص كتبت في رثاء أبطال الشعب الفلسطيني ووجع النزوح القسري، والاغتراب وسلب الحقوق وسرقة وطن كامل وحق مشروع لحياة كريمة من مغتصب لا يمت للإنسانية بصلة.

تضيف: من ضمن ما قرأت في هذا الصدد هي سلسلة النثريات للشاعر محمود درويش، ونصوص ومقالات وروايات للأديب غسان كنفاني، وروايات لكتاب آخرين خدمت أقلامهم القضية الفلسطينية بإخلاص عميق مثل رواية أولاد الغيتو لإلياس خوري، ورواية رأيت رام الله لمريد البرغوثي، وزيتون الشوارع لإبراهيم نصر الله، والكثير من الكتب التي سردت دراسات ومقالات حول التغريبة الفلسطينية والجرح الفلسطيني الذي لا زال ينزف بحكايات واقعية يشيب لها رأس البلدان.

نحن حاليا أمام أنهارٍ دائمة من النصوص والقصص والمقالات والقصائد المكتوبة والمرئية والموثقة، تتابع الأديبة الصخبورية، وتقول: نحن حقيقة أمام مشروع أدبي ضخم ومؤلم غير مخطط له، يخلد وجع شعب كامل عاش ويعيش مجزرة إنسانية لا تغتفر. 

ورأت أن ما كُتِب وسيُكتب في مرحلة طوفان الأقصى سيكون أشد وطئا وأثرا وألما وعُمقا من شدة هول ما لاقاه الشعب الفلسطيني من مجازر وإبادات وتجويع وانتهاكات إنسانية وترحيل قسري إذا ما قورنت بالماضي سنجدها أضعافا أو بالأصح قد جاوزت حد المعقول حتى أن العقل لا يكاد يصدق ما يراه على الشاشات أو يتقبل أن ما يراه واقعا وليس مشاهد تمثيلية لأفلام سينمائية.

ويشن الاحتلال (الإسرائيلي) منذ 7 أكتوبر الماضي، حربًا دامية على قطاع غزة، أدت إلى أكثر من 120 ألف شهيد وجريح ومفقود، ودماء هائل طال أكثر من 60 % من مباني القطاع.

وتؤكد أن العالم وتحديدا فلسطين يعيش أكبر الكوارث الإنسانية التي عاشتها البشرية بقسوة خلال مختلف العصور؛ لذلك لابد لهذا كله من عمل أدبي إنساني وقلم مخلص للقضية الفلسطينية يسطّر ويخلّد تلك الحقائق وتلك الملحمة والإبادة التي عاشها شعب كامل أمام مرأى من العالم.

وشددت على أهمية هذه الكتابات خصوصا وأننا في الوقت الراهن وأمام النقلة الرقمية لأدق التفاصيل، سيمتلك الكاتب كمّا غزيرا من المعلومات والحالات الإنسانية الموثقة سمعيا وبصريا في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لهذه المأساة التي عاشها الشعب الفلسطيني.

وحول كيف تحركها الأحداث للكتابة، قالت: مجرد أن يقع بصر الكاتب أو الأديب أو الشاعر على مأساة واحدة من آلاف المآسي والهموم الفلسطينية سيتحرك قلمه وسينزف حبره كمدا.

ورأت أن كل ما كُتب وسيكتب في القضية الفلسطينية وتحديدا ملحمة طوفان الأقصى ولو كان نصا صغيرا أو سطرا في كتاب سيكون شاهدا ومخلّدا لمرور قلب وضمير إنساني حي على هذه المأساة.

وذكرت أن من بين زملائها الأدباء والشعراء الذين خلدوا وسخّروا أقلامهم وصفحاتهم على السوشيال ميديا الكاتب العُماني (سلطان ثاني) وآخر مقالاته في هذا مقال بعنوان "فسيرى الله عملكم"، وفيه يخاطب الضمير الإنساني في كل مكان حول واجبه وما تقتضيه الإنسانية والأعراف والأديان نحو واجبنا اتجاه القضية الفلسطينية وما تستحقه منا من تفاني.

وأكدت أهمية وتأثير أدب المحنة والمعاناة، مشيرة في هذا الصدد إلى ما أعلن في 28 إبريل الجاري عن الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية في دورتها ال17 وكانت من نصيب رواية "قناع بلون السماء" للكاتب والأسير الفلسطيني باسم خندقجي، الذي لا يزال حتى هذه اللحظة أسيرا في السجون الإسرائيلية، وقد تسلم التتويج نيابة عنه أخوه. 

وقال: هذا وإن دل فإنما يدل على قدرة الأدب على تخطي واختراق الحواجز بأنواعها كافة لإحياء وتخليد صوت الحقيقة مهما كره المعتدون.

وختمت بقولها: من هنا فإننا نجد أمام أعيننا مثالا حيّا يزيد من إيماننا بقوة صوت الأدب وقدرته الجبّارة التي لا يستهان بها على مر العصور في نقل الصور الحية وخصوصا فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية الكبرى كقضية الشعب الفلسطيني إلى عقول القراء بكل ذمة وضمير لتظل تلك الحقائق حاضرة وماثلة أمام الجميع وحتى قيام الساعة.

المصدر / فلسطين أون لاين